عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2010, 12:21 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 



بسم الله الرحمن الرحيم


كيف تم التحاقي بكلية قوى الأمن الداخلي ـ الحلقة الأولى ـ


على الرغم من عزوفي مع سبق الاصرار عن الكتابة في هذه الزاوية لاسباب غير قابلة للنشر يعرفها أبوياسر، هذا بالاضافة لاعتقادي بأن ذكرياتي لاتهم المتصفح في شئ ولا تضيف لمخزونه المعرفي أي معلومات مفيدة الإ أنني رضخت لالحاح صديق عزيز على نفسي طلب مني بعفوية في بداية الأمر توضيح كيفية خروجي عن المألوف والالتحاق بكلية قوى الأمن الداخلي في عام 1392/ 1393هـ مع أن النهج الذي كان عليه أغلب أبناء المنطقة من جيلي ومن قبلهم في ذلك الوقت لا يميل لاختيار العمل في المجال العسكري لعدة أسباب منها ندرة وجود العاملين من أبناء المنطقة آنذاك في هذا السلك ، إضافة إلى أن الكليات العسكرية جميعها في الرياض وهي منطقة بعيدة جدا بمعايير تلك الحقبة عن منطقة الباحة والسفر إليها يعد بحد ذاته غربة لايطيقها الكثيرون ،هذا فضلا عن أن معظم أولياء الأمور حسب العرف السائد في تلك الأيام كانوا هم الذين يخططون لمستقبل أبنائهم وغالبا ما يجبرونهم علي استكمال دراساتهم خارج المنطقة في مدن يتواجد فيها أقارب لهم مثل ( مكة المكرمة ـ جدة ـ الطائف ) على عكس أخونا ( بن ناصر ) والذي من خلال تصفحي لبعض ذكرياته التي دونها في نقزته إلى ساحة صدى الوادي استنتجت أنه كان أفضل منا حالا على الأقل في هذه الجزئية بالذات !

أعود لهذا الصديق الذي سردت له قصتي منذ أن التحقت بعد الكفاءة المتوسطة على غير المألوف أيضا بالثانوية العامة بدلا من معهد المعلمين إلى أن ساقتني الأقدار إلى كلية قوى الأمن ففوجئت به يطلب مني تدوينها في المنتدى في زاوية ( ذكريات ومن هنا وهناك ) فاعتذرت منه بلباقة وقلت له بأنها لاتصلح للنشر ولن تضيف لأحد شيئا فأصر على طلبه موضحا إعجابه بتصريف القدر في كثير من جزئياتها ولمّا أدرَكَ عدم رغبتي في تحقيق مراده أقسم على أن يقوم بذلك بنفسه إن لم أفعل فاتهمته فورا بالتواطؤ مع أبي ياسر لكنه عاد وبرأ ساحته بأيمان غلاظ لم أجد معها إلا تصديقه والرضوخ لطلبه وتدوين تلك الأحداث بنفسي خوفا من إهمال بعضها أو تحريفه عن حسن نية وليس العكس ،

فأقول عندما كنت في الصف الثالث المتوسط كان الدكتور سعيد أبوعالي أطال الله عمره يواصل دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية وكان كثير التواصل مع والدي يرحمه الله بواسطة الوسيلة الوحيدة المتاحة آنذاك وهي الرسائل البريدية كون والدي مقيم في الباحة بالقرب من والدة الدكتور رحمها الله وهو حلقة الوصل بينها وبين الدكتور وبما أن الدكتور جزاه الله خيرا كان مهتمّا بأبناء العائلة عموما وبدراستهم على وجه الخصوص فقد بعث برسالة إلى والدي يطلب منه الحاقي بعد التخرج من الأعدادية بالثانويّة العامة بدلا من معهد اعداد المعلمين الذي دأب غالبية الناس على إلحاق أبنائهم به اختصارا للوقت المفضي إلى وظيفة مضمونة (بعد ثلاث سنوات فقط ) حيث كانت ظروف معظم الأسر المادية غاية في الصعوبة وكانت المكافأة التي يتسلمها طالب المعهد في ذلك الوقت والتي لم تكن تتجاوز مأتي ريال كفيلة بتأمين متطلبات الأسرة نظرا لأن الحياة لم تكن بهذا التعقيد الذي نعيشه الآن .

المهم أنني تخرجت من المتوسطة ( ناجح بالتعويض في اللغة الأنجليزية ) والتعويض لمن لايعرفه هو التجاوز عن مادة واحدة أو مادتين على الأكثر رسب الطالب فيها حيث يتم نقله للسنة الدراسية الجديدة بشرط الاّ تكون تلك المادة من المواد التي يجب فيها النجاح وجوبا ( كاللغة العربية والمواد الدينية ) وعلى أن لا يكون الطالب قد استفاد من هذا النظام في السنة الدراسية الماضية في نفس المادة ( وهذه اللفة كلها لأنه لم يكن النظام يسمح بدور ثاني يتمكّن فيه الطالب من إعادة الامتحان فيه في المواد التي لم ينجح فيها بل كان عليه إن كان راسبا ولم يستفد من التعويض أو مايسمى بالنجاح جوازاً إعادة السنة كلها من جديد ) .

في الحلقة القادمة بإذن الله نتابع مإذا كان والدي رحمه الله قد نفّذ وصية الدكتور سعيد أم لا ؟ ولماذا ؟ وهل كان القدر يسعى لصالحي أم بعكس ماكنّا ننشده ؟

 

 
























التوقيع