في عام 1379 هـ
أحيانا تستيقظ الذاكرة وأنا نايم فأحرص على تدوين من تستيقظ عليه 0 ففي عام1379هــ أصبت انأ والأخ مسفر بن عبدالواحد أطال الله في عمره بمرض يسمى ( التيفوئيد ) وهو مرض خطير 0
الأمر الذي جعلنا نتعالج منه في أشهر مستشفى بجده هو المستشفى اللبناني عند دكتور اسمه جباره رحمه الله كان من أشهر الأطباء 0 وفعلا تعافينا ولكنه قال هذا المرض يستمر فتره حتى يتم التخلص منه وعند خروجنا قال لي : أنت عندك ( الصرة ) مقلوبة وهذي لها طب شعبي لا يكلفك كثير وطبعا إيمانا منه بان الحالة تعبانه 0 وراتب 525 ريال يروح منه تقاعد ومصاريف العزبة والديره ولازم ادخر وإلا أروح 0 ضحكة 0 المهم خرجت وكان يجينا في العزبة في السبيل 0 ضمن من كان يحل علينا 0 محمد احمد المعاد رحمه الله واسكنه فسيح جناته والد الدكتور احمد المعاد 0 فقصيت عليه ما قاله الدكتور فقال عندنا في الطايف وكان مقيم بالطايف واحدة هندية تعالج الصرة المقلوبة وغيرها ولتعريف المرض هو ان المعدة تكون مقلوبه مما يسبب عدم استقرار الطعام وكثرة التقيؤ 0 فتعال معي وتتعالج عندها 0 فوافقته وركبت معه في وايت للبنزين كانوا يسمونه البكار 0 وطبعا الطريق من السيل الذي لا يطيقه البعض رغم انه مسفلت ومتعدد المسارات وحينها كان حفرومطبات وتغاريز وتعب 0 المهم وقفنا في قهوة راشد العروي رحمه الله وكانت مشهورة 0 وكان محمد المعاد قد اشترى 0 كبده 0 من مكة ظنا منه وأملا أن تتقبلها نفسي 0 وفي القهوة راح يشوي ألكبده وانا على الكرسي الشريط وأمامي بدوي كل شويه يبحلق فيه 0 ولما جاء محمد بالكبده 0 قال له وكان يعرفه يا محمد الولد صرته مقلوبه وهو لم يرني آكل أو أتقياء 0 قال محمد كيف عرفت قال : من عيونه 0 هو ؟ يستفرغ والأكل ما يجلس في بطنه قال صحيح قال : البدوي خله عندي وما ترجع من الطايف الا وهو بعافية إن شاء الله 0 قال له محمد عندنا واحدة في الطايف تعالج الصرة ان قالت ما قلته عالجناه وإلا رديته عندك 0 وبعد أن قيلنا تحركنا ووصلنا الطايف يمكن بتوقيت اليوم الساعة العاشرة 0 ورأسا توجه لها 0 واحضرها 0 وأول ما شافتني قالت الولد صرته مقلوبه 0 عندكم ليمون ؟!
قال نجيبه 0 وفعلا أحضروا لها الليمون
وهي أحضرت معها مسحوق اسمه
( العطرون ) وأحضرت قارورة فتحتها واسعة 0 وقامت بقطع حبات الليمون كل حبه نصفين وأحضرت الدافور وللي ما يعرف الدافور فهو الذي يشعلونه للطبخ عليه ويعمل بالقاز0 ووضعت على كل نصف حبة من الليمون قليلا من العطرون ووضعتها على الدافور حتى على كل نصف لمونه وعصرته وقالت اشرب 0 وشربت العلقم بالقوة 0 ثم أحضرت القاروره ووضعت بداخلها قليل من القطن وأشعلته ثم قلبت القارورة فوق صرتي وإذا بها تشتفط الصرة حتى ( طقت ) وسمعت طقتها : قالت الحمد لله رجعت الصرة مكانها 0 قم ( دره ) أي تمرجح وتعلقت في خشبة ودرهت فيها 0 وقالت قدامك العافية 0 رحمها الله 0
أردت أن أشير إلى أن الطب الشعبي كان متألقا في ذلك الزمن ولا زال يعرف بالطب البديل لخلوه من المضاعفات وما الشيخ سلامه الجهني وشهرته في علاج الجلطات والتي انصح بها خصوصا في الأسبوع الأول أو الشهر لا اكثر 0 إلا شاهداً على ذلك إذا عرفنا كم من أعداد هائلة من الناس حول بيته يلتمسون الشفاء بإذن الله 0 وهو سبحانه المعافي والشافي ومن توكل عليه فهو حسبه فانظروا أثابكم الله إلى روعة الطب الحديث والأمانة فيه وقارنوا بين من يدخل برجليه ويخرج بنقالة من أخطاء الأطباء والى أثر الطب الشعبي وفعاليته مع تحياتي