أن يختفى احد اقاربك أواحد الاعزاء على قلبك لا سمح الله ثم لا تجده ,فهذا أمر مؤسف ومحزن للغاية ,ولكن إذا تدخلت الشرطة ثم المباحث ثم الاستخبارات ثم تدخل العلماء وأتوا ليخبروك بأن ذلك العزيز على قلبك لم يقتل ولم يختطف ولم يسافر ولم يمت وليس معتقلا وليس هناك ما يشير إلى حدوث ائ من ذلك إنما إختفى !!!نعم اختفى !!..عندها لابد أن تنتابك مشاعر الهلع والرعب ، وربما فوبيا الخوف من المجهول, إضافة إلى قدر كبير من الذهول والدهشة لا يقل قدراً عما ستحصل عليه من قراءتك لهذه الحلقات !!!.




كثيرون هم الذين اختفوا ولم يعثر لهم على أي أثر يدل على وجودهم ,وكثيرا ما نسمع عن أحاديث وقصص قديمة وحديثة موثقة في هذا الشأن ,فمن الحكايا الشعبية الى كتب التأريخ الى الكتب الدينية الى الدراسات العلمية

وكلها تشير إلى أننا معرضون للإختفاء الغامض والمجهول ودون أي تفسيرعلمي مقنع, ليس موتا بل حالة من الانفصال عن العالم !! تلك القصص والشواهد التأريخية والدينية تفتننا بسحرها وتلهب مخيلاتنا وتثير اسئلتنا حول هؤلا الذ ين إختفوا ,أين هم ,؟وكيف إختفوا, اين ذهبوا, هل إعتقلتهم الجن , أم دخلوا بعدا زمانيا اخر ؟؟؟

الله اعلم. ومن أجل التقصي والتأمل في هذه الظاهرة الغريبة نحن هنا , فدعونا نتلمس طريقنا معا ولنبدء.


______________________________ _____


محمد شهيد؟؟

رجل غير معروف ,غريب قدم من الجبال اليمنية ,سكن غرب جبال فيفاء في منزل قديم مهجور(من خرائب المشنضبة),(جبل مهجور)وعاش فيه وحيدا أكثر من ثلاثين عاما,في الفترة 1250 هجري _1300 على حد تقديري تروى سيرته الغامضة وتحاك حولها أكثر من حكاية,قيل أنه كان يجمع التراب والطين ويقوم بنخله وإستخلاص المعادن منه ,وقيل كان يجمع الزهور وبعض اوراق الشجر ويقوم بإستخلاص الزيوت العطرية منها بواسطة التقطير بالحرارة,

كان يستظيف المسافرين أو العابرين ,وكان البعض منهم يساعده في أعماله اليوميه .وذات يوم بينما كان احدهم يقوم بمساعدته في جمع اوراق واغصان وزهور الشجرة التي كان يلقيها إليه محمد شهيد والذ ي تسلق الشجرة من أجل هذا الغرض, إختفى محمد شهيد!! نعم لقد إختفى !!

وأخذ الرجل يبحث عنه ويناديه ولكن ذلك لم يجدي نفعا ,وطلب العون من الناس وحظروا وصعدوا الشجرة الكبيرة ولم يجدوه , وبحثوا في الاحراش الواقعة تحت الشجرة ثم في أسفل المنحدر الصخري ثم في الجوار ثم في المنزل ثم بعد يوم ويومين ولم يجدوا ما يدل على أنه سقط أو جرح أو مات فلا رائحة تعفن ولا يوجد آثار ما تدل على ما حدث, لقد اختفى !!؟؟؟




الحاكم بامر الله الفاطمي

قيل كان خليفة عادلا لا يرضى بفساد الأمور إلا أنه عابه إسرافه في القتل. كانت عيناه واسعتان وصوته جهير مخوف. اتسمت فترة حكمه بالتوتر، قيل انه كان يخرج للتجول والتأمل ليلا ,وقيل انه كان على علم بالنجوم , يرتاد جبل المقطم عادة ,وكثرت الروايات حول اختفائه ولا يمكن في هذا السياق حصرها, قيل أن الحاكم كان ينتظر أن يظهر فىالسماء نجم معين يعلن بنهايه عمره!! وقيل انه كان يقابل شخصا غامضا يلبس مسوح الرهبان ليلا وقيل يتعبد ويتأمل . وفي ليلة الاحد 27 من شوال سنة 411هجرية اختفى الحاكم بامر الله وكان عمره 36 عاما .

إبن المقفع الذى كان معاصراً للخليفة الحاكم بأمر الله ودون تاريخه قال : " فى السنة التى كان فيها الخلاص وإطلاق الحرية لبناء الكنائس ظهر أمراً عجيباً وذلك أن الحاكم كان يطوف بالجبال التى خلف القاهرة فى الليل والنهار ومعه ثلاثة من الركابية وفى بعض الأحيان راكب واحد فنزل عن دابته وقال للركابى : " عرقب الحمار ففعل ما أمر به " 0ثم قال له : " إمضى إلى القصر ودعنى هنا " فذهب إلى القصر – وفى الصباح لم يجده أهله وحاولوا أن يفتشوا عنه فى كل مكان ولكنهم لم يجدوه!!؟؟

وهكذا ذهب المؤرخين المسلمين,و الذين أكدوا أن الحاكم إختفى ولم يقتل, !!


اختفاء السيد تيتفورد!!


: في الأول من ديسمبر من عام 1949 ، ، كان تيتفورد في طريق عودته إلى منزله الكائن في بينينغتون بعد رحلة قام بها إلى ألبانز في فيرمونت ، تيتفورد كان جندياً متقاعدأً عاش في سكن خاص لقدامى المحاربين في بنينغتون ،و كان معه في الحافلة التي 14 راكباً آخر ، كلهم شهدوا أنهم رأوه نائماً في مقعده ، وعندما وصلت الحافلة إلى وجهته النهائية كان تيتفورد قد اختفى أما متعلقاته الشخصية فكانت موضوعة في حقيبة أمتعته ، ومنذ ذلك اليوم لم يعثر إطلاقاً على تيتفورد .!!



في عام 1975 حدثت هذه القصة لجاكسون رايت وهو في طريق عودته من نيوجرسي إلى مدينة نيويورك عبر نفق لينكولن وكان يقود سيارته بصحبة زوجته ,ووفقاً لما رواه جاكسون رايت فإنه توقف بسيارته ليمسح آثار البخار المتكثف على زجاج النافذة الأمامية للسيارة فيما تطوعت زوجته مارثا لتمسح زجاج نافذة الخلفية للسيارة وبالتالي يستطيعان الإستمرار برحلتهم ، وعندما نظر جاكسون من حوله كانت زوجته قد اختفت وحينها لم يسمع أو يرى أي شيئ غير طبيعي ، كما لم تعثر التحقيقات اللاحقة على أي دليل أو تكشف محاولة للتضليل، وببساطة اختفت مارثا دون عودة.!!؟؟!

وفي الحلقة التاليه سنرى مالذي تقوله كتب السنة عن الذين اختفوا وقصة صحابي اختفى!!

ذكر ابو المكارم المؤرخ فى مخطوطه أن الحاكم غاب عن الحكم ولم يقتل فقال : " كانت غيبة الحاكم فى عشية يوم الأحد 30 من شوال سنة 411 هجرية الموافق لشهر هاتور سنة 727 ش,,


((شروط ))الساحر الذي اختفى

هو قبطي من شبرا ورد ذكره في التأريخ ,اعتنق الاسلام وتعلم السحر وبرع فيه جدا ومما شاع عنه واذاعه الناس انه كان اذا مشى معهم لا يلبث ان يختفي من امامهم !!, وكان يشبه الحاكم في كلامه وتصرفاته وشكله !!وقد لقب نفسه بابو العرب,لزمه كثير من الناس وتتلمذوا عليه, وظل على حاله يتنقل بين الناس ويزعم المعجزات مدة عشرين عاما. وفي ايام المنتصر,
نزل عند رجل بدوى من العرب من قبيلة بنى قرة إسمه مفرج إبن تمام فأقام فى خيمة البدوى لمده سنتين وهو يتظاهر بأفعال الأنبياء كذباً وكان يلبس ثياب ممزقة ويتشبه بالنساك والزهاد ,وكان يحضر له الناس عطايا وملابس وهدايا طائلة فكان يعطيها للبدوى فإذا قال له البدوى : " لماذا لا تلبس هذه الثياب الفاخرة " فيقول : " لقد نذرت وأخاف أكسر النذر " وبهذا الكلام كان يخدعهم وكان الناس عندما يدخلون عليه كانوا يسلمون عليه كما يسلم الناس على الخلفاء والملوك فينهاهم عن ذلك ويوهمهم أنه يريد كتمان أمره إلى الوقت الذى سيظهر فيه ويأخذ الحكم, فإنتشرت أخباره وأعمال سحره فى بلاد مصر وقراها ,ولكنه اختفى فجأة وبحث عنه الناس فلم يجدوه !!؟؟

إختفاء الشيخ الدهلوي

إختفى هذا الشيخ في القرن الثامن الهجري !!!!,,اختفى فجأة ولم يعد احد يعرف اين هو وكيف اختفى ؟؟!!

حتى عاود الظهور وحكى ما جرى له ........................
قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في ( أخبار الأخيار):*
إن الجن خطفوه – أي الشيخ صدر الدين الدهلوي ، المتوفى سنة 759 هـ - فعاش فيهم مدة .
حتى مرض بعضهم وبرئ من ذلك المرض بعلاجه ، فعرضوا عليه قنطاراً من الدراهم والدنانير فلم يلتفت إليها ، فعجبوا وأطلقوه . !!؟؟


وممن عاود الظهور في القرن الاول*

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى : أَنَّ رَجُلاً مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الأَنْصَارِ خَرَجَ يُصَلِّى مَعَ قَوْمِهِ الْعِشَاءَ فَسَبَتْهُ الْجِنُّ فَفُقِدَ فَانْطَلَقَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَسَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ قَوْمَهُ فَقَالُوا : نَعَمْ خَرَجَ يُصَلِّى الْعِشَاءَ فَفُقِدَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرَبَّصَ أَرْبَعَ*

سِنِينَ فَلَمَّا مَضَتِ الأَرْبَعُ سِنِينَ أَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ فَسَأَلَ قَوْمَهَا فَقَالُوا نَعَمْ فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ فَتَزَوَّجَتْ فَجَاءَ زَوْجُهَا يُخَاصِمُ فِى ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ :*


يَغِيبُ أَحَدُكُمُ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ لاَ يَعْلَمُ أَهْلُهُ حَيَاتَهُ. فَقَالَ لَهُ : إِنَّ لِى عُذْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ : وَمَا عُذْرُكَ؟ قَالَ خَرَجْتُ أُصَلِّى الْعِشَاءَ فَسَبَتْنِى الْجِنُّ فَلَبِثْتُ فِيهِمْ زَمَانًا طَوِيلاً فَغَزَاهُمْ جِنٌّ مُؤْمِنُونَ أَوْ قَالَ مُسْلِمُونَ شَكَّ سَعِيدٌ فَقَاتَلُوهُمْ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ فَسَبَوْا مِنْهُمْ سَبَايَا فَسَبَوْنِى فِيمَا سَبَوْا مِنْهُمْ فَقَالُوا نَرَاكَ رَجُلاً مُسْلِمًا وَلاَ يَحِلُّ لَنَا سَبْيَكَ فَخَيَّرُونِى بَيْنَ الْمُقَامِ وَبَيْنَ الَقُفُولِ إِلَى أَهْلِى فَاخْتَرْتُ الْقُفُولَ إِلَى أَهْلِى فَأَقْبَلُوا مَعِى أَمَّا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ يُحَدِّثُونِى وَأَمَّا بِالنَّهَارِ فَعِصَارُ رِيحٍ أَتْبَعُهَا.


فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : فَمَا كَانَ طَعَامُكَ فِيهِمْ؟ قَالَ : الْفُولَ وَمَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ. قَالَ : فَمَا كَانَ شَرَابُكَ فِيهِمْ؟ قَالَ : الْجَدَفَ. قَالَ قَتَادَةُ: وَالْجَدَفُ مَا لاَ يُخَمَّرُ مِنَ الشَّرَابِ. قَالَ : فَخَيَّرَهُ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ الصَّدَاقِ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ.
ا

هذا الأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في الهواتف والبيهقي في السنن الكبرى وغيرهم باختصار..

هذه بعض النماذج من الذين اختفوا عاودوا الظهور ,من اختفائهم الغامض وفي الحلقة المقبلة سوف نعود للذين اختفوا ولم يعودوا ابدا.!!

نقلاً عن الأكوان للأديب عبدالله الفيفي

يتبع