الموضوع: بأقلامهم
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2013, 11:09 AM   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

حزب باسم يوسف

بقلم / امين قمورية

"الإخوان" جربوا الحكم ولم يحصدوا حتى الآن سوى التهكم والانتقاد لتجربتهم. السنوات الطويلة التي أمضوها في المعارضة علمتهم الخبث السياسي لكنها لم تعلمهم الحنكة السياسية. سرعان ما سقطوا في امتحان السلطة. المصريون البسطاء والمتنورون لم يحاسبوهم لا على ايمانهم ولا على عقيدتهم ولا على اسلامية تنظيمهم، حاسبوهم على سوء ادارتهم. مهرة في غسل الادمغة واقصاء الخصوم، فاشلون في الاقتصاد. تحدثوا عن النهضة ولم يحصدوا سوى الخيبة. تمسكوا بالنيوليبرالية التي جلبت البؤس لملايين المصريين فلاحت في غضون اشهر ملامح انتفاضة شعبية على غرار تلك التي اطاحت سلفهم حسني مبارك. لكن بوادر الانتفاضة الجديدة ظهرت في غضون اشهر بينما اقتضت السابقة سنوات انتظار.
لائحة صفاتهم السيئة طويلة، وفوق ذلك، صدورهم ضيقة لا تحتمل لا المزاح ولا الضحك، يحبون الوجوه العابسة والكالحة، بينما النكتة هي روح المصريين وزادهم اليومي ان غاب الخبز اشبعوا النفس بطعمها.
باسم يوسف، طبيب ترك الجراحة وتفرغ للتلفزيون. مقدم بارع، ساخر، ناقد، متحرر وحر وشجاع، اتقن فن الهزل وتوجيه الانتقادات اللاذعة وعرى بانتقاداته الساخرة فشل الجماعة وضحالة فكرها السياسي والاقتصادي والثقافي.
لم يتجن على احد، سقطات الرئيس مرسي في حواراته وخطاباته، والتصريحات المريبة لقادة "الاخوان" والسلفيين، شكلت مادة سخريته وزاده وصيده السمين في حلقات برنامجه، الى درجة انه قال مرة: "شكراً يا رئيس يابطل برنامج "البرنامج". كل ما الدنيا تنزنق نلاقيك تقدم لنا الحل".
مذيع لامع، كشف بالضحك عورات تنظيم سياسي عمره في مصر يعود الى زمن سلالة محمد علي، خلع عنه بالنكتة الذكية رداء التقوى الزائف، وفند باللسان اللاذع خطابه المستغل للدين لشطب الاخر المختلف. جماعة تتسامح مع الفاسد ولاتسامح المفكر. تقول شيئاً وتفعل نقيضه.
باسم اضحك مصر على مرسي وكسر هيبة الكرسي. وجاءت محاكم التفتيش "الاخوانية" لتسيء الى الرئيس أكثر من اساءتها الى الناقد المتهم بذنب لم يرتكبه. وكان المبدع اقوى من الرئيس المرؤوس.
يوسف بشجاعته التي بلغت حدّ التهور، صار في مصر وخارجها اكبر من حزب وجبهة انقاذ، وأشد تأثيراً على الجمهور من اذاعة او قناة فضائية، ليس لأنه محمياً بحصانة، أو مدرعاً بدبابة، بل لأنه لامس قضايا الناس وعبر بفجاجة عما يختلج في قلوبهم وصدورهم من اذى والم وعدم ثقة بما يسمعون ويرون، حتى صار ثورة نظيفة في الثورة المصادرة زوراً واغتصاباً.

 

 

   

رد مع اقتباس