الموضوع: سلاماً .. يا أبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2009, 03:45 PM   رقم المشاركة : 1
سلاماً .. يا أبي


 





ليس لأنه أبي فقط - وهو أهلٌ بلا شك -
وليس لرغبةٍ ملـحّةٍ في الشعر ، واستهلاك الكلام ...
ولكنها اللحظة الشعريةُ الصادقة غالباً ما تأسرنا دون مقاومة أو حتى مفاوضات !
لذا كنتُ هنا ، وكان القصيدُ في حضرة (الأب) الغالي الأستاذ مسفر بن علي بن قسقس ...



صعيدٌ .. هل يفوقُ على السماءِ ؟=وصوتٌ شاحبٌ ، فارضوا غنائي تبعثرني المطامحُ كلَّ شطرٍ=وتلفحني الأماني في انكفائي وتزأر في سجونِ الوقتِ روحي=فأسمعُ رجعها مثلَ المُواءِ ! أبعثرُ في ركامِ الوقتِ عمري=وأجمعُ خيبتي من كل نائي وليس المرءُ يرقى كلَّ صعبٍ=إذا لم يرتشفْ مرَّ الإباءِ إذا ما أقبلَ الدهرُ ابتهاجاً=يجدْني الدهرُ مثقوبَ الإناءِ سلاماً يا أبي .. والليلُ يزهو=بكفّكَ أغنياتٍ من ضياءِ سلاماً .. أنتَ لا شعراً يُداني=مقامك أو كلاماً من غُثاءِ سكبتَ الماءَ في صحراءِ شعري=وأيْنعْتَ المعاني في حُدائي وأكبرُ كلَّ يومٍ .. غيرَ أنّي=على كفّيكَ أصغرُ من هباءِ منارةَ ظُلمتي ، ورداءَ ضعفي=ومعطفَ وحدتي ، وندى شتائي بذرتَ سنابلَ الإحسانِ دهراً=وعمرُك ماؤها .. يا خيرَ ماءِ وشيّدتَ المباني ، ليس صخراً=ولكنْ شامخاتٍ من عطاءِ صقلتَ النشْءَ تهذيباً وعلماً=فجاءَ الجيلُ مصقولَ الرداءِ وقوّمتَ اعوجاجَ العقلِ ردحاً=فأضحى العقلُ موفورَ النماءِ ولمْ تجزعْ .. أيجزعُ من توخّى=طريقَ محمدٍ والأنبياءِ ؟ سكونُك حكمةٌ ، ومداكَ رحبٌ=ونُطقكَ غايةُ القولِ السواءِ رصيدُ المفلسينَ حُطامُ مالٍ=وكنـزُكَ من شذى ألَفٍ وباءِ وتركض حين يحبو الناسُ ضَعفاً=وتمضي دونَ عجزٍ أو عناءِ كتبتُك ظامئاً ، وسكبتُ سطراً=فلم أبلغ حدودَ الارتواء وجئتُك معتمَ الأرجاءِ قفراً=فشعّ ضياءُ فجرِكَ في خُوائي سلاماً يا أبي .. ليس انتهاءً=ولستَ تكونُ في سطرِ ابتداءِ لمثلك تخفق الأشعارُ حبّاً=وتغدو قٌبلةً في الانتهاءِ


1/12/1430هـ

 

 

   

رد مع اقتباس