دخل يزيد بن معاوية على أبيه مغضبا وهو يقول : إنّ عبد الرحمن بن حسان يشبّب بابنتك رملة ، قال : وما يقول فيها ؟ قال : يقول :
وهي بيضاء مثلُ لؤلؤةِ الغوّاصِ ........ صيغت من لؤلؤٍ مكنونِ
قال : صدق ، قال : ويقول :
وإذا ما نسبتُها لم تجدها ......... في سناءٍ من المكارمِ دونِ
قال : صدق أيضا ، قال ويقول :
ثمّ خاصرْتُها إلى القبّةِ الخضراءِ ........... تمشي في مرْمرٍ مسنونِ
قال : كذب ، قال فهلاّ بعثتَ إليه من يأتيك برأسه ؟ قال : يابنيّ لو فعلتُ ذلك لكان أشدّ عليك ، لأنّه يكون سببا في للخوض في ذكره ، فيكثر مكثر ويزيد زائد ، ولكن اضرب عن هذا صفحا .
ثمّ جاء هذا الشاعر ضمن مجموعة لزيارة معاوية فلما مثُل بين يديه أجلسه بجانبه وقال له : ابنتي الأخرى عاتبةٌ عليك ، قال : في ايّ شيْ ؟ قال : في مدحِك أختَها وتركك إيّاها ، قال فلها العتبى وكرامة لآذكرنّها ، فلمّا ذكرها وشبّب بها ولم يكن لمعاوية ابنة غير رملة عَلِم النّاس أنّه كذب على الأولى لمّا ذكر الثانية .