ذكريات ومن هنا وهناك (الجزء الأول)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن

حياك الله يا ابا صالح وحيا مشاركاتك في هذه الذكريات .
وعلى طاري اللسعات ولكن ليست لسعة نحلة هذه المرة .
عندما كنت اعمل بمدرسة الغمدة حضر العم محمد الكردي رحمه الله واسكنه فسيح الجنان وكانت احدى شفتيه منتفخة بشكل كبير مثيرة للشفقة فتجمعنا حوله مستفسرين عن السبب وبصعوبة نفهم كلماته خاصة وأن كان مخرج حروفها من بين الشفتين ، فقال دبران دبران قلنا وش سويت فيه قال قطعته قطعته .. فما اشد من لسع النحل الا لسع الدبابير او الدبارين كما نسميها في الديرة واتمنى أن تستبدل كل لسعة نحل بعالية بلسعة دبور لانها اشد ايلاما .
شكرا لك يا ابا صالح على ما تفضلت به .

صدقت والله يا ابو ياسر 0 شدقي الايمن قرب يصل اذني وتخيل المنظر انت ثروه من مخزون الذكريات 00

 

 

النقل إلى جدة
أكملت دراسة المرحلة الثانوية عن طريق الانتساب ولله الحمد ورغبت في مواصلة دراستي الجامعية وكنت في مفترق طرق وكان لي رغبة شديدة في دراسة الطيران المدني ( قد تستغربون ذلك ) وفي جلسة نقاش مع أخي وتوأم روحي سعد بن حسن رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح الجنان اقنعني بان هذا المجال ما يصلح لي وفيه من ( الهجولة ) وكثرة الأسفار وعدم الاستقرار ما فيه ، فعرضت عليه فكرة الدراسة في كلية قوى الأمن الداخلي في الرياض لأتخرج ملازما ، فرفض الفكرة جملة وتفصيلا وقال : ما لقيت إلا العسكرية مرة يرمونك في الشرق ومرة في الغرب ولا لك من أمرك شيء ، الجدير بالذكر أنني كنت متزوجا ولدي ولد ( ابني ياسر حفظه الله ) ولم أضم الزوجة والابن في الحفيظة حتى لا يكونان عائقين لي في القبول في تلك الجهات التي ذكرتها .. فقلت هات الحل قال : ادرس في الجامعة أي جامعة تقبلك منتسبا ، وكانت جامعة الملك عبد العزيز تقبل المنتسبين في كليتي الآداب وكلية الاقتصاد والإدارة وقد سبقني بعض الأخوان للانتساب لها فقررت أن انتسب لكلية الاقتصاد والإدارة تخصص إدارة عامة وهي القسم الوحيد المتاح في ذلك الوقت ووافق مستشاري الخاص سعد بن حسن رحمه الله على ذلك ووعدني بتذليل جميع العقبات .
قدمت طلب النقل إلى جدة عن طريق مدرستي مدرسة الغمدة الحبيبة وتحقق بسرعة حيث كانت الأمور ميسرة إلى حد كبير فيما يتعلق بالنقل وعكس ذلك فيما يتعلق بوالدتي رحمها الله واسكنها فسيح الجنان أما والدي رحمه الله فكان يشجعني على الدراسة والتحصيل ، أما والدتي رحمها فلا ترغب أن يبتعد عنها احد منا وبذلت جهودا كبيرة في سبيل إقناعها وأعانني على ذلك الله سبحانه وتعالى ثم أخي سعد رحمه الله حيث أقنعها بطريقته فوافقت على مضض .
للحديث بقية بمشيئة الله في الحلقة القادمة وساذكر لكم المعاناة الشديدة التي واجهتني عندما نقلت إلى جدة وتعييني في مدرسة نائية .

 

 

دائما اقول ان الخال عبد الحميد قمه وروعه في كل شيء وهذا ليس رايي لوحدي انما راي غالبية
الاعضاء فهو جميل بجمال نفسه الطيبه وذكرياته الجميله وهو يتعمد ان لا يكمل القصه حتى يشد
القاريء تكملها والا ماتكملها نحن وراك وراك نتابع بلهف ماتكتب ايها الخال العزيز تقبل تحياتي
واشواقي الحاره ودمت بصحة وسلامه 0

 

 

تعتبر فترة الإنتقال إلى جدة من وجهة نظري هي الحد الفاصل بين قسوة الحياة وبين حياة الرخاء إلى حد كبير .. وأعتقد أنها في بداية عام 1393 حيث تحسنت الرواتب بعد أن تعدت الألف ريال ... أصبحت السيولة النقدية متوفرة لدى الجميع بفضل الطفرة الإقتصادية في أواخر عهد الملك فيصل .. واستطاع الكثير من الشباب اقتناء سيارات أل ( 180b ) و ( المارك تو ) و ( المازدا 929 ) و( الكرونا ) و ( الكراون .. أفخم شيء ) .. السيارة الجديدة يبدأ سعرها من حدود الثمانية آلاف ريال .. وبدأنا نسمع بأن فلان أشترى أرضا بكذا وباعها بكذا .. وتسارعت أحداث النقلة الإقتصادية في السنوات التي تليها وبدأ لهث الجميع على الأراضي والعقار .. وأصبح الهدف الأساسي الذي يتطلعون إليه بل كان شغلهم الشاغل .. وخاصة في مدينة جدة .. ومن كان مغامرا واستطاع توفير مبلغ بسيط أو عن طريق التقسيط فإن الحظ والمكاسب الخيالية السريعة مؤكدة تماما .. تواصلت تلك الطفرة متزامنة مع أسعار البترول إلى عام 1402 .. وهي شبيهة بالطفرة العقارية الحالية التي بدأت بعد إنهيار الأسهم قبل ثلاث سنوات .. مع فارق واحد وهو أنه في تلك الأيام يستطيع أي إنسان ذو دخل بسيط أن يغامر ويكسب .. وياما سمعنا ب ( فراش ) أو موظف بسيط أو سائق قلاب أو صاحب تكسي إمتلك فجأة مئات الألوف بسبب مغامرة عقارية سابقة من غير شطارة ولا قصد .. الآن حتى لو عندك مليون ماتقدم لك شيء ولا توجد أدنى فرصة للمغامرة والإنتظار

عودة إلى ذكريات الأخ عبد الحميد والدراسة بجامعة الملك عبدالعزيز .. فقد كنت أشاهد ذلك الثلاثي المتفاني في الدراسة : ( عبد الله العبادي رحمه الله - صالح بن شويل - سي عب حميد ) .. كنت اشاهدهم من بعد وأنا في قسم آخر بالجامعة أقل شأنا .. دخلته تمشية حال بعد دخولي معترك حياة جديدة وتحمل مسئولية .. كان شاهدا معي ومعاونا لي الصيديق الوفي حمود أحمد .. وله معي قصة طريفة عندما سكن معي .. إن شاء الله يوردها لكم وتسعدون بسماعها .. مع اعتذاري للإطالة والتطفل على مذكرات أخي عبدالحميد

 

 

احييي فيك يا ابا خالد حرصك ومتابعتك لكل ما يكتب في جميع الساحات وهذا يدل دلالة واضحة على حبك للساحات وحرصك على رقيها وفقك الله وشكرا على مشاعرك الطيبة نحوي ويشرفني ان تتابع هذه الذكرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولكنها اخلاقك الطيبة وتشجيعك المستمر لا عدمتك يا ايها الحبيب الغالي .

 

 

اخي الحبيب عبد الله بن ناصر :
مثل ما تفضلت ( تعتبر فترة الإنتقال إلى جدة الحد الفاصل بين قسوة الحياة وبين حياة الرخاء إلى حد كبير ) ولكن ما اخفيك انني عانيت كثيراعندما انتقلت إلى جدة في بداية الامر رغم وجود اخي الحبيب علي بن حسن والذي ذلل لي كثيرا من العقبات واسكني في منزله لكنني احسست انني عبء ثقيل عليه وليس لدي امكانيات لاسكن لوحدي وهذا مثل لي معاناة نفسية كبيرة اضافة إلى امور اخرى ساتطرق إليها في الحلقة القادمة من الذكريات بمشيئة الله .
شرفتني بمشاركتك وارجو أن تتحدث بمزيد من التفصيل عن تلك الفترة فقد حباك الله ذاكرة قوية ما شاء الله تبارك الله واسلوبا جميلا ... واوجه نداء من هذه الزاوية للحبيب الغالي حمود بن احمد ليحدثنا عن القصة الطريفة التي اشرت إليها عندما سكنتما سويا .
شكرا لك ابا فيصل فقد اثريت الذكريات بدررك ونفائسك لا عدمتك ايها الحبيب الغالي .