يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-2011, 02:28 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 


الحلقة الثامنة :

لعله من نافلة القول أن اشير إلى أن التوتر الذي يشوب علاقة المراهق بولي أمره في كثير من

المجتمعات أمر عادي مالم يخرج عن حدوده الطبيعية ، فالولاء عادة في هذه المرحلة يكون لمجموعة

الرفاق وليس لولي الأمر ، وكثيرا من تصرفات المراهق التي يجسد من خلالها تعبيره عن رأيه الدال

في نظره على إكتمال رجولته وإيذانا بميلاد مرحلة استقلاله بنفسه قد لاتعجب والده ، وتلك التصرفات

في الغالب لاتخرج في بداية الأمر عن تمرد المراهق على بعض العادات والتقاليد السائدة في المجتمع

وهو مايعتبره ولي الأمر وخصوصا إذا كان ( تقليديا ) خروجا عن الطاعة فيلجأ إلي أسلوب يعتقد صحته

ليعيد الابن إلى جادّة الصواب وهو ـ أي الأسلوب ـ في نظر الابن خاطئا فيبدأ عندها صدام بين الطرفين

يكون منشؤه اختلاف الثقافات ليس إلا.... لكنه قد يمتد إلى ماهو أبعد من ذلك إذا لم يتم إحتواؤه في

حينه .




ومقولة الخليفة الراشد عمربن الخطاب رضي الله عنه ( ربوا أبناءكم لجيلهم فإنهم خلقوا لجيل غير

جيلكم )
لم تكن معروفة لدى كثير من المربين والمعلمين في ذلك الزمن ( زمن دراستي للثانوية العامة

) فما بالكم بالأميين وأنصاف المتعلمين ، وبما أن والدي رحمه الله لم يكن متعلما وكان تقليديا من

الدرجة الأولى يدفعه إلى ذلك تماسك أهل القرية وحساسيته المفرطة من نظرات الغير وشماتة

الشامتين، فقد كانت تصرفاتي في مرحلة المراهقة تحضى بجل إهتمامه لأن أي سلوك خاطئ لايخفى في

مجتمع قليل عدد أفراده معروفة كل أسره ، ولذا كان رحمه الله من منبع حرصه على تربيتي لايسمح لي

حتى بممارسة بعض السلوكيات التي أقل مايقال عنها الآن أنها عادية أو مطلوبة ، مثل لعب الكرة (

قدما كانت أم طائرة ) أو الاشتراك في الأنشطة المدرسية كالكشافة مثلا ، هذا فضلا عن اقتراف ما

يعتبره من وجهة نظره جنحة قد تؤدي إلى الانحرف كالسير مكشوف الرأس أو استخدام الكبكات و

ارتداء السراويل الطويلة وما إلى ذلك ، فمابالكم بالتدخين أو السهر خارج المنزل !




من كل ماذكرته يمكنكم تكوين صورة ولو تقريبية عن مدى رسمية العلاقة التي كانت تربطني بأبي في

ذلك الوقت ومدى جدّيتها ، فهي أشبه ماتكون بعلاقة مرؤوس برئيسه وليست علاقة إبن بأبيه ، لكنّها

بالمناسبة لم تكن تختلف أبدا عن علاقة معظم الآباء بأبنائهم آنذاك
بل إن بعض أقراني في القرية كانوا

يحسدونني على أبوة والدي لي كونه في نظرهم مثالا للديموقراطية وحب النقاش والتفاهم .





هذه مقدمة لما أردت أن أطرحه عن الكيفية التي يمكن أن ينتهجها شاب في ظروف كهذه لإقناع أبيه

بأمر فيه مافيه من الخروج عن المألوف ؟! وماهو دارج في المجتمع ؟! أمر لم يسلكه أحد من قبله

من أبناء الوادي ( الالتحاق بكلية قوى الأمن الداخلي ) صحيح أن هناك إثنان سبقاه إلى المجال

العسكري من أبناء الوادي وهما محل تقدير الوالد وثنائه لكن أحدهما طيار وهو قدوة الجميع ( سعادة

اللواء علي بن أحمد
) أمد الله في عمره، والثاني في الجيش ( سعادة اللواء عبد الجبار بن عبدالله )

متعه الله بالصحة والعافية والفارق بينهما وبينه أن الأثنين ليسا في جهاز الأمن الداخلي أو مايعرف

لدى العامة بالشرطة وهو القطاع الذي يكرهه الوالد تماما كونه صاحب تجربة سابقة مريرة معه عندما

كان تاجرا في الطائف، إضافة إلى أن ضباط الشرطة في كل من مكة وجدة والطائف أغلبهم من

الحضر ( كان الانتساب للشرطة فيما مضى يعدّ عيبا عند أبناء القبائل ) ولم تكن سلوكيات معظمهم سوية

وهوعلى علم تام بذلك كونه كان سائق تاكسي في المنطقة الغربية وعانى الأمرين منهم ومن تسلط

العسكر وتجبّرهم عليه وعلى غيره
.




خلاصة القول ،أني أخذت استمارة التقديم إلى الكلية وملأت فراغاتها بالبيانات المطلوبة ماعدا توقيع

ولي الأمر ورقم هويته وتاريخها ومصدرها وقدمتها إلى الوالد وكان يجيد القراءة والكتابة فلما انتهى

من تصفحها سألني: فين مقر هذه الكلية ؟

فأجبته ، في الرياض !

قال : واللي يتخرج منها واش يشتغل ؟

قلت ، ضابط .

قال : إنت ياولدي ضابط وانت بعد عندي هنه كيف لازدت تخرجت ضابط واش آسوي بك ؟!


أخذت الآستمارة بعد أن أعادها إليّ وتراجعت خطوة بل خطوات إلى الخلف خوفا من أن يقوم بتمزيقها

وانسحبت من أمامه وهو يردد : إلى تخرجت واناابوك من الثنوي علمتك وين تدرس !

 

 
























التوقيع






   

قديم 01-05-2011, 08:04 AM   رقم المشاركة : 2

 

( وانسحبت من أمامه وهو يردد : إلى تخرجت واناابوك من الثنوي علمتك وين تدرس ! )


رحم الله والدك وجميع ابائنا وامهاتنا ... ربما تطغى العادات والتقاليد عليهم فتتغلب على قناعاتهم ورغباتهم فكم كنا نسمع كلمات وعبارات وربما لا يزال بعضها إلى الآن وعلى سبيل المثال : ( شرهة ، ووش يقلون الناس عنا ، وما جرت العادة ) . والمجتمع في ذلك الوقت لا يرحم والزلة والخطأ يعلمها الجميع وحتى لو رسب احدنا في مادة الكل يعرف عن ذلك ولا تستغرب من قول احدهم او احداهن لك ( يالصاقط ) لو رسبت في مادة بل قد تكون حديث المجالس فيقال ولد فلان ( صقط ) وعند ظهور نتائج الاختبارات وإذاعت اسماء الناجحين تسمع العويل والبكاء في بيت من لم يذاع اسمه ضمن الناجحين ولهذا كنا نتفانا ونتنافس في الدراسة ربما خوفا من مثل هذه المواقف .
شكرا لك يا ابا عبد الله فلا زالت حلقاتك تتوهج وتزداد جمالا .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

قديم 01-05-2011, 09:04 AM   رقم المشاركة : 3

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير مشاهدة المشاركة

الحلقة الثامنة :

لعله من نافلة القول أن اشير إلى أن التوتر الذي يشوب علاقة المراهق بولي أمره في كثير من

المجتمعات أمر عادي مالم يخرج عن حدوده الطبيعية ، فالولاء عادة في هذه المرحلة يكون لمجموعة

الرفاق وليس لولي الأمر ، وكثيرا من تصرفات المراهق التي يجسد من خلالها تعبيره عن رأيه الدال

في نظره على إكتمال رجولته وإيذانا بميلاد مرحلة استقلاله بنفسه قد لاتعجب والده ، وتلك التصرفات

في الغالب لاتخرج في بداية الأمر عن تمرد المراهق على بعض العادات والتقاليد السائدة في المجتمع

وهو مايعتبره ولي الأمر وخصوصا إذا كان ( تقليديا ) خروجا عن الطاعة فيلجأ إلي أسلوب يعتقد صحته

ليعيد الابن إلى جادّة الصواب وهو ـ أي الأسلوب ـ في نظر الابن خاطئا فيبدأ عندها صدام بين الطرفين

يكون منشؤه اختلاف الثقافات ليس إلا.... لكنه قد يمتد إلى ماهو أبعد من ذلك إذا لم يتم إحتواؤه في

حينه




!
يبدو من كتاباتك يا أبا عبد الله أن صورة الضابط الحازم بدأت تختفي

ويظهر مكانها صورة الخبير النفسي

ولمن لا يعرف من الإخوة متصفحي هذه الذكريات فإن أبا عبدالله

حاصل على الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى

في علم النفس من كلية التربية بجامعة أم القرى

والرسالة موجودة في مكتبة الكلية ويعن لي كلما زرت المكتبة

أن أتصفحها ( وبيني وبينكم ولا تعلمون بن عجير كلما قرأتها

أسترجع صورته في ذهني وأقول من فين يجيب الكلام هذا!!!)


لكن يبدو أن قاعدة لكل حزة لبوسها ماثلة للعيان هنا

واصل يا ابو عبدالله ونحن منتظرين

( على فكرة لا تنس العزيمة اللي وعدتني بها وخل حق القرموشي مكانه)

 

 
























التوقيع

   

قديم 01-05-2011, 07:19 PM   رقم المشاركة : 4

 

[ من الحلقة الثامنة ]
قال : إنت ياولدي ضابط وانت بعد عندي هنه كيف لازدت تخرجت ضابط واش آسوي بك ؟!


توقفت عند هذه العبارة وضحكت من كل قلبي لأني تخيلت أبوك رحمه الله وأسكنه فسيح جنته وهو من عانا من ضباط شرطة مكة وخاصة من كانوا بمدرسة الأيتام والتحقوا بكلية الشرطة آن ذاك وهو يتخيلك بعد التخرج ويقارنك بمن كان يعاني منهم الأمرين وكما تفضلت فأن كثير ممن هم في سنك يحسدونك على أبوة أبيك لك فهو رحمه الله مرح يمازح الشباب ويعرف ظروفهم ويقدرها وأنا واحد من الذين لم أحس في يوم بفارق السن بيني وبينه ولكن يحسب حساب كلام أولاد علي ..الناس سفانهم مدرسين وعبد الله ولده عسكري ..ثقافة القرية

ولا زلت متربع مع الذي بتلحقك منه الشره ولا بيعلمك حتى لو سار وزير كياد فيك على شان تلحقك الشرهة .


علي بن حسن

 

 

   

قديم 01-06-2011, 02:44 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن مشاهدة المشاركة
[ من الحلقة الثامنة ]
قال : إنت ياولدي ضابط وانت بعد عندي هنه كيف لازدت تخرجت ضابط واش آسوي بك ؟!


توقفت عند هذه العبارة وضحكت من كل قلبي




مرحبا ياريس:

التحقت بالكلية اوآخر شهر رجب عام 1393ـ وفي أوآخر القعدة من العام نفسه أخذونا للمشاركة في

موسم الحج وكنا مسؤولين عن شارع الملك عبدالعزيز في منى وحيث أنه لم يكن هناك وسائل اتصال

فلم أعلم أنه سافر رحمه الله للحج ولم يكن يعلم هو أنني مشارك فيه فتفاجأت به ثاني أيام العيد وأنا

أقوم بتأدية عملي مع عدد من زملائي يقود وانيت معه ببطء على يمين الشارع فمرة يمشي ومرة يقف

لتحميل الركاب فعرفته ولم يأخذ باله مني ( مشغول بتحميل الركاب ) فاقتربت منه ومشيت بجانب مقدمة

السيارة من جهة السائق معطيا إياه ظهري وقمت بالتخبيط على الكبوت رافعا صوتي ( حرّك ياسايق ،

حرّك ، لاتوقف )
وهو يردد ( حاضرـ حاضر ) استدرت بعدها باتجاهه فلم يعرفني ــ كنت أرتدي بدلة

زيتية ونظارة شمسية وخوذة حديدية على رأسي ــ ( وأنا هيل من قدام وزادت حرارة شمس مكة

زادتني هياله )
فلما رأيته مواصلا سيره وأدركت أنه سيبتعد عني صحت به ( يآبه ) فتسمّر مكانه

والتفت إلي رافعا رأسه ومحدقا بنظره في وجهي حتى إذا اقتربت منه وفتحت باب السيارة خرج منها

مشدوها وهو يردد ( محمد ـ محمد ) وضمني إليه بشدة متناهية ثم انفجر باكيا أمام رفاقي !



 

 
























التوقيع






   

قديم 01-06-2011, 04:00 AM   رقم المشاركة : 6

 

رائع في كل ما ذكرت من تلك الأحداث ... لكن .. أعتقد أنك نسيت تعلمنا كيف وافق والدك عليه رحمة الله على توقيع أوراق الكلية .. بصدق .. ههههههههههه ترى بأعلم ..

ثانياً .. مالقيت أحد تتأمر عليه إلا ابوك وفي الحج ..ههههههههههههه
الناس يفرحون أبائهم وأنت تبكي ابوك هذه آخرتها وفين في منى بين لفيف الحجاج ..

أثره صادق عليه رحمة الله .. ( أنت ضابط عندي كيف إذا تخرجت )

متابعون ...

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

قديم 01-06-2011, 05:06 AM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير مشاهدة المشاركة


مرحبا ياريس:

التحقت بالكلية اوآخر شهر رجب عام 1393ـ وفي أوآخر القعدة من العام نفسه أخذونا للمشاركة في

موسم الحج وكنا مسؤولين عن شارع الملك عبدالعزيز في منى وحيث أنه لم يكن هناك وسائل اتصال

فلم أعلم أنه سافر رحمه الله للحج ولم يكن يعلم هو أنني مشارك فيه فتفاجأت به ثاني أيام العيد وأنا

أقوم بتأدية عملي مع عدد من زملائي يقود وانيت معه ببطء على يمين الشارع فمرة يمشي ومرة يقف

لتحميل الركاب فعرفته ولم يأخذ باله مني ( مشغول بتحميل الركاب ) فاقتربت منه ومشيت بجانب مقدمة

السيارة من جهة السائق معطيا إياه ظهري وقمت بالتخبيط على الكبوت رافعا صوتي ( حرّك ياسايق ،

حرّك ، لاتوقف )
وهو يردد ( حاضرـ حاضر ) استدرت بعدها باتجاهه فلم يعرفني ــ كنت أرتدي بدلة

زيتية ونظارة شمسية وخوذة حديدية على رأسي ــ ( وأنا هيل من قدام وزادت حرارة شمس مكة

زادتني هياله )
فلما رأيته مواصلا سيره وأدركت أنه سيبتعد عني صحت به ( يآبه ) فتسمّر مكانه

والتفت إلي رافعا رأسه ومحدقا بنظره في وجهي حتى إذا اقتربت منه وفتحت باب السيارة خرج منها

مشدوها وهو يردد ( محمد ـ محمد ) وضمني إليه بشدة متناهية ثم انفجر باكيا أمام رفاقي !




جاء رحمه الله يبغي يترزق الله في وسط هذه الزحام ويطلع له عسكري عصات أم الفري يخبط على الرفرف ..حرّك ..حرّك ياسواق..هو ينتبه للركاب يركبهم وإلاّ للمشاة لا يدق واحد منهم وإلاّ لعسكري الجن


والتفت إلي رافعا رأسه ومحدقا بنظره في وجهي حتى إذا اقتربت منه وفتحت باب السيارة خرج منها

مشدوها وهو يردد ( محمد ـ محمد ) وضمني إليه بشدة متناهية ثم انفجر باكيا أمام رفاقي
!



[/b][/QUOTE]

ومن هذا العسكري ؟ إبنه

ما هذا التلاعب بالمشاعر يا أبا عبد الله ..تضحكنا وتحزننا في نفس الوقت ..في تصوير هذا الموقف المتناقض مضحك ومحزن ..ملكة أغبطك عليها .


علي بن حسن
[/CENTER[/COLOR][/SIZE]
]

 

 

   

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir