يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-14-2012, 06:49 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road

بين الفصحى والعآمية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصحى والعآمية

بادئ ذي بدء : أحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات وأصلي وأسلم على خير من نطق بالضاد وعلى تابعيه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، فأما بعد : فإن ما حداني إلى كتابة هذا المقال هو ما أراه من هجوم شرس على الفصحى والتي نزل بها القرآن الكريم على سيد المرسلين عليه السلام ( بلسان عربي مبين ) وهي لغة أهل الجنة ( تحيتهم يوم يلقونه سلام . ..) واللغة العربية كما تعلمون هي وعاء التراث العربي والإسلامي وقد اشتد عليها الخصوم فشنوا عليها حربا ضروسا ليس من أعداء العرب فقط الذين يحثونهم على هجر الفصحى موحين إليهم زورا وبهتانا : أنها سبب تأخرهم عن بقية الأمم بل من أبنائها وبني جلدتها ممن عاشوا على أرضها وتحت سمائها وأكلوا من خيراتها ( أحفاد الصحابة رضوان الله عليهم ) إنهم دعاة العآمية الذين لا يدركون خطورة ما يدعون إليه .
أيها الإخوة أنا لا أدعو إلى هجر العآمية وإن كان طلاقها إلى غير رجعة هو ما نتمناه ولكن تغليبها على الفصحى هو الذي عم وطم في جميع ميادين الحياة سواء في وسائل الإعلام أو في التخاطب اليومي أو في المكاتبات ،
القنوات الفضائية وما أكثرها التي تنشر هذا الغثاء وما أنشأها أصحابها للترويح عنا بل للكسب المآدي فقط وإلهاء الشعوب بزخرف القول ثم ما نراه في صحافتنا من فتح منابر للعآمية بل حتى في الأندية المنتشرة في طول البلاد وعرضها مثل : (جمعيات الثقافة العآمية ) !
لماذا انحسر مد الفصحى حتى تكاد أن تقوم العآمية على أنقاضها أين أولئك العرب الأقحاح الذين لم يعرفوا لغة غير الفصحى ؟!
العرب أنفسهم اليوم لا يكادون يفهمون لغة بعضهم لأن كل شعب تقوقع على لغته العآمية ولو كانت الفصحى هي السائدة لما وجدنا صعوبة في فهم بعضنا ومثل على ذلك المغرب العربي ، هل تفهمون شيئا مما يتحدثون به ؟
اختلط الأمر علينا حتى لم نعد نعرف أنحن ننظم شعرا فصيحا أم عآميا وكل من وضع حرفا موحدا لقافية ما حسب نفسه شاعرا بل أصبحنا نعيب ونثبِّط على من يجعل الفصحى له بوصلة فنقول : متكلف ، متقعر ،متفيهق .... إلى آخر تلك الكلمات المعوِّقة ، صرنا نميل إلى زبد القول ونطرب له ! ورحم الله حافظ إبراهيم حيث قال :
أيهجرني قومي عفا الله عنهمُ ------- إلى لغة لم تتصل برواة
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ------ وفيكم وإن عز الدواء أساتي
سامحوني لقد استرسلت وما كنت أظنني سأكتب إلا بضعة أسطر ولكن الحديث في مثل هذا الموضوع ذو شجون .

عبد الرزاق بن صالح

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-14-2012, 11:12 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

بين الفصحى والعاميّة

من موقع الأديب عدنان كنفاني

من بدهيات الأمور، ومن المعروف عالمياً وعبر التاريخ، بأن لغة أي شعب هي الحامل لثقافته، وهي المؤرخة له والبانية أمنياته وأمانيه من خلال المنظورات الثقافية والمعرفية.

ومن أجل هذه الحقيقة كان الغزاة عبر التاريخ يلجؤون في غزواتهم على الشعوب الأخرى إلى طمس لغة ذلك الشعب تكريساً لفصله عن تاريخه وجذوره وبذلك تضيع هويته ويسهل ابتلاعه.
وكم من أمّة اندثرت عندما فقدت أول مقومات وجودها "لغتها".!

وقد حبانا الله بلغة رائعة، غنيّة ثريّة بمفرداتها وتصويراتها وموسيقاها، وكرّمها سبحانه بأن جعلها لغة القرآن الكريم، الباقي على مرّ الدهور والعصور، معجزة الخالق لدين الإسلام العظيم.

إنها لغتنا العربية الفصحى دليلنا، وحاملة تاريخنا وثقافتنا ومآثرنا، وكم من باحث في اللغات أكد من خلال بحوث ودراسات بأنها أمّ اللغات، ومنها استذكرت شعوب كثيرة لغتها، وأسست معارفها على أرض لغتنا العربية.

ومن المفيد أن نذكر بكثير من التدقيق بأن أعداء الدين الإسلامي، والطامعين بأرضنا وتراثنا يلهثون جهداً لطمس معالم لغتنا العربية، وهم يسلكون كل سبيل للتشكيك والتشويه والتزييف، ومع شديد الأسف يجدون بين ظهرانينا من ينفخ "عن حسن أو عن سوء نيّة" في أبواقهم، وينادي بما ينادون كي يشككونا حتى بثقافتنا ولغتنا.

العاميّة جميلة، وخصوصية اللهجات واللكنات، ومن طبيعة البيئة والتواجد والظروف أن تجعلها مختلفة باللفظ بين مكان ومكان من عالمنا العربي، بل بين مدينة وأخرى في القطر الواحد، وهي "هذه اللهجات" هوية دلالة ليس أكثر، لكن اللغة العربية الفصحى هي الجامعة تحت لوائها كل من ينطق الضاد. وهي الهوية التي تجمعنا كعرب تحت عباءتها.

ونحن نستمتع بالقصائد والمقطوعات المكتوبة بالعامية، ولكن عندما تصبح قاعدة، ومسلك يطغى على الفصحى، يبدأ الخوف على اللغة الأصيلة.

العامية.. لون محدود من ألوان الفنون، لكنها تنبع ومؤسسة على الفصحى وليست البديلة عنها بأي حال، وهي لون أدبي جميل، ويحمل قيمة تراثية وتوثيقية لمكان محدود، لكن المرعب أنها صارت مسلكاً يلجأ إليه فقراء الإبداع استسهالاً وطريقاً قصيراً مختصراً للسعي نحو النجومية الأدبية.

ومن الغريب أن نجد في كل محفل من يصفق بحرارة لقصيدةٍ بالعامية لا ترقى لأي مستوى أدبي، بل هي مجرد كلمات خالية من الرتم والموضوع والوزن تأكيداً على أنها طريق للاستسهال ليس إلا، وهنا مكمن الخطورة على اللغة الفصحى.

الحداثة تخرج من قلب الأصالة ولا تلغيها، والعاميّة تخرج من المقدرة على الإمساك بناصية اللغة، وهناك من يحلّق بكتابتها، ولن تجد من المبدعين الحقيقيين الذين يكتبون العامية أحداً لا يتقن الفصحى ويكتبها، ويتقن أو يحمل إلماماً بمبادئ العروض وموسيقى الشعر.

أما ما نتابعه الآن في كثير من المنتديات، هو تلك الهجمة غير المتّزنة الطاغية بالعامية لأفراد يسمون أنفسهم شعراء والشعر منهم براء، مستسهلين بالعامية غير المحصّنة ولوج عالم الأدب.

هي دعوة إذن للحذر، وكم نحن بحاجة إلى صدق مع أنفسنا لنقف بحزم ونقول للمسفّ أنت مسف.. ونقول لكل من يعتلي منبراً ثقافياً أن يتمكّن من أدواته، وموهبته، ودراسته قبل أن يطرب إلى من يطلق عليه صفة شاعر، ويستمع ويقرأ ليتعلم ويصقل موهبته إذا كان موهوباً، ويسترشد بالعارفين والمبدعين كي يصحح مسيرته الأدبية، ويصعد سلم الإبداع بثقة.

أما الواجب المفروض على كل مثقف أصيل، أن يعلن بلسانه وقلمه وقلبه كلمة الحقّ بحق ما يقرا ويسمع..

هي مسؤولية ثقيلة تحتاج إلى شجاعة أدبية ولكنها الطريق لا سواها لنحافظ على أصالة اللغة العربية من عبث العابثين..

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-15-2012, 11:15 AM   رقم المشاركة : 3

 

أيهجرني قومي عفا الله عنهمُ ------- إلى لغة لم تتصل برواة
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ------ وفيكم وإن عز الدواء أساتي


استاذي الفاضل عبد الرزاق صالح :

من نعم الله على العرب أن القرآن نزل بلغتهم ولولا ذلك لاندثرت اللغة العربية كما اندثر كثير من اللغات ومنها اللغة اللاتينية ، فالكثير من سكان اوربا لا يستطيعون قراءة روايات شكسبير لانها كتبت باللاتينية ، وتفرعت تلك اللغة إلى لغات كثيرة ومنها الانجليزية والفرنسية والايطالية ...الخ واصبح سكان كل دولة من دول اوربا لا يفهم لغة البلد الآخر الا من تعلم تلك اللغات رغم ان مصدر لغتهم واحد وهو اللغة اللاتينية .

اما نحن فحفظ الله لغتنا العربية بالقرآن ولهذا لا خوف عليها .

المشكلة تكمن في هجرنا للغة العربية الفصحى وتركيزنا على العامية ، ومما زاد الامر خطورة انتشارها في كثير من وسائل الاعلام ، بل وتعمد بعض الكتاب والرواة بتاليف القصص والروايات بالعامية ،فالمشكلة تتفاقم يوما بعد يوم .

ولكن ما هو الحل يا ترى ؟

سؤال كبير اتركه للمختصين والقادرين على ايجاد الحلول .

شكرا يا ابا صالح .

وتقبل خالص حبي واحترامي .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 10-15-2012, 11:56 AM   رقم المشاركة : 4

 

يا رفيق الدرب أهدافهم اكبر من ذلك وقد تابعت كثيرا ممن دعوا لتبسيط اللغة والاعتماد على المفردة 0 الشعبية والقصد تحطيم كل القيم النبيلة 0 وإخراجنا منها مثل ما جردونا من عاداتنا وتقاليدنا وملابسنا وسلوكياتنا 0 أثرت 0موضوع احمد الله إن المنافحين عنه كثر والحراس للفضيلة 0إنشاء الله أكثر 0 ومن أهم أهداف أصحاب الفكر المنحرف هو تحطيم وسيلة التواصل ألمعروفه والتي توحد عليها وبها وحولها المسلمين من الشرق للغرب ومن الشمال الى الجنوب للكرة الأرضية وشعورهم أنها مصدر القوة التي وحدت المسلمين ويعملون على تفكيكها وللأسف فنحن وسيلتهم للتفكيك والسلخ والانسلاخ تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-15-2012, 11:57 PM   رقم المشاركة : 5

 

استاذي رفيق الدرب

لا عطر بعد عروس
سطرت اناملك ما يجول بخواطرنا
وليس هنا من اضافة ..

ولكني استسمحك بطرح موضوع سبق لي قراءته للدكتور عايض القرني
وهو يناسب طرحك الراقي :

اللغة العربية في خطر
عائض القرني


اللغة العربية أكثر لغات الأرض مفردات وتراكيب، وهي لغة العلم والفن والعقل والروح والصوت والصورة، ولكنها اليوم في خطر أمام مد التغريب الزاحف والعاميّة الجارفة، فكثير من العرب يفخر بغير لغته حتى صار من الموضة عند كثير منهم الرطانة بالإنجليزية والتباهي بترداد مفرداتها، ومن سافر من العرب إلى الغرب عاد يرطن بعدة كلمات ليوهم الناس أنه عاد بثقافة الغرب وحضارته وكأنه الدكتور أحمد زويل أو البروفسور زغلول النجار، بينما تجده كان ماسحاً للسيارات في شوارع لندن أو نادل مطعم في تكساس. والعربية مهدّدة بلغات العمالة الوافدة إلى بلاد العرب، وبالخصوص الخليج العربي، فالأرض تتكلم أوردو أو بشتو ولغة التاميل، حتى صارت المربيات يلقنّ أطفالنا لغاتهم على حساب لغتنا فضعفت لغتنا، أمام هذا السيل الطاغي من اللغة الوافدة، وتهدد العربية أيضاً باللهجة العامية فأكثر الأشعار الآن باللغة المحلية وهي لغة بلدية محليّة دارجة سوقية وتعقد لشعرائها مسابقات وجوائز ثمينة، بينما شعراء العربية أكلتهم الوحدة والإهمال والتجاهل، وزاد الطين بلَّة قيام وزارات التربية والتعليم في الدول العربية بتدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية أو الفرنسية وأصل هذه العلوم كان بالعربية في عهد الفارابي وابن سيناء وابن النفيس وجابر بن حيان، فضعف فهم الطالب لهذه العلوم ونسي لغته العربية الأم. واليوم أصبح من الواجب على كل عربي غيور أن يهب لحماية لغته من الفناء وينقذها من الموت، كل في حقله وتخصصه، فأهل التربية والتعليم والمفكرون والمثقفون والأدباء ورجال الإعلام هم المسؤولون عن العربية أمام الله ثم الأمة والتاريخ، وكما قال أبو منصور الثعالبي: من أحب الله أحب رسوله ( ومن أحب رسوله أحب القرآن ومن أحب القرآن أحب العربية؛ لأن القرآن نزل بها ومن الشرف العظيم والمجد المنيف لهذه الأمة أن كتابها عربي ونبيّها عربي، ولكن المتسوّلين على أبواب الأجنبي والمتطفلين على موائد الغير يرفضون هذا الشرف ويفرّون من هذا المجد، والحل أن تتبنى الحكومات العربية ميثاق شرف حماية العربية وأن تلتزم بالعربية لغة رسمية في كل شؤونها كما فعلت كل أمم الأرض، ويُعلَّم الجيل لغته الأم، ويُوقف في وجه كل دعوة للتغريب والتشويه والعامية، لنحافظ على هويتنا كعرب اختارنا الله للرسالة الخاتمة والدين العظيم والملة السمحة.


شكرا استاذي على هذا الطرح الراقي لا عدمناك .

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-16-2012, 04:36 PM   رقم المشاركة : 6

 

لغة العلم يا أبا صالح عادةً هي المسيطرة على كل اللغات والتحدث بهذه اللغة تعدمفخرة للمتحدث بها كما هو حاصل الآن عندما يتحدث الشخص باللغة الأنجليزية متفاخراً بإجادتها وأحياناً يخلطها بشيء من العربية تواضعاً واللغة العربية في العصر الذهبي للدولة الإسلامية بالأندلس كان علية القوم من غير المتحدثين بها في صوالينهم الخاصة يتحدثون اللغة العربية بتفاخر لأنها لغة العلم في ذلك الوقت والشيء الذي حفظ اللغة العربية من الإندثار من ذلك الحين إلى الآن هو القرآن الكريم

تحياتي وتمنياتي لك بالصحة .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-22-2012, 11:15 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس
.


*****

بين الفصحى والعاميّة

من موقع الأديب عدنان كنفاني

من بدهيات الأمور، ومن المعروف عالمياً وعبر التاريخ، بأن لغة أي شعب هي الحامل لثقافته، وهي المؤرخة له والبانية أمنياته وأمانيه من خلال المنظورات الثقافية والمعرفية.

ومن أجل هذه الحقيقة كان الغزاة عبر التاريخ يلجؤون في غزواتهم على الشعوب الأخرى إلى طمس لغة ذلك الشعب تكريساً لفصله عن تاريخه وجذوره وبذلك تضيع هويته ويسهل ابتلاعه.
وكم من أمّة اندثرت عندما فقدت أول مقومات وجودها "لغتها".!

وقد حبانا الله بلغة رائعة، غنيّة ثريّة بمفرداتها وتصويراتها وموسيقاها، وكرّمها سبحانه بأن جعلها لغة القرآن الكريم، الباقي على مرّ الدهور والعصور، معجزة الخالق لدين الإسلام العظيم.

إنها لغتنا العربية الفصحى دليلنا، وحاملة تاريخنا وثقافتنا ومآثرنا، وكم من باحث في اللغات أكد من خلال بحوث ودراسات بأنها أمّ اللغات، ومنها استذكرت شعوب كثيرة لغتها، وأسست معارفها على أرض لغتنا العربية.

ومن المفيد أن نذكر بكثير من التدقيق بأن أعداء الدين الإسلامي، والطامعين بأرضنا وتراثنا يلهثون جهداً لطمس معالم لغتنا العربية، وهم يسلكون كل سبيل للتشكيك والتشويه والتزييف، ومع شديد الأسف يجدون بين ظهرانينا من ينفخ "عن حسن أو عن سوء نيّة" في أبواقهم، وينادي بما ينادون كي يشككونا حتى بثقافتنا ولغتنا.

العاميّة جميلة، وخصوصية اللهجات واللكنات، ومن طبيعة البيئة والتواجد والظروف أن تجعلها مختلفة باللفظ بين مكان ومكان من عالمنا العربي، بل بين مدينة وأخرى في القطر الواحد، وهي "هذه اللهجات" هوية دلالة ليس أكثر، لكن اللغة العربية الفصحى هي الجامعة تحت لوائها كل من ينطق الضاد. وهي الهوية التي تجمعنا كعرب تحت عباءتها.

ونحن نستمتع بالقصائد والمقطوعات المكتوبة بالعامية، ولكن عندما تصبح قاعدة، ومسلك يطغى على الفصحى، يبدأ الخوف على اللغة الأصيلة.

العامية.. لون محدود من ألوان الفنون، لكنها تنبع ومؤسسة على الفصحى وليست البديلة عنها بأي حال، وهي لون أدبي جميل، ويحمل قيمة تراثية وتوثيقية لمكان محدود، لكن المرعب أنها صارت مسلكاً يلجأ إليه فقراء الإبداع استسهالاً وطريقاً قصيراً مختصراً للسعي نحو النجومية الأدبية.

ومن الغريب أن نجد في كل محفل من يصفق بحرارة لقصيدةٍ بالعامية لا ترقى لأي مستوى أدبي، بل هي مجرد كلمات خالية من الرتم والموضوع والوزن تأكيداً على أنها طريق للاستسهال ليس إلا، وهنا مكمن الخطورة على اللغة الفصحى.

الحداثة تخرج من قلب الأصالة ولا تلغيها، والعاميّة تخرج من المقدرة على الإمساك بناصية اللغة، وهناك من يحلّق بكتابتها، ولن تجد من المبدعين الحقيقيين الذين يكتبون العامية أحداً لا يتقن الفصحى ويكتبها، ويتقن أو يحمل إلماماً بمبادئ العروض وموسيقى الشعر.

أما ما نتابعه الآن في كثير من المنتديات، هو تلك الهجمة غير المتّزنة الطاغية بالعامية لأفراد يسمون أنفسهم شعراء والشعر منهم براء، مستسهلين بالعامية غير المحصّنة ولوج عالم الأدب.

هي دعوة إذن للحذر، وكم نحن بحاجة إلى صدق مع أنفسنا لنقف بحزم ونقول للمسفّ أنت مسف.. ونقول لكل من يعتلي منبراً ثقافياً أن يتمكّن من أدواته، وموهبته، ودراسته قبل أن يطرب إلى من يطلق عليه صفة شاعر، ويستمع ويقرأ ليتعلم ويصقل موهبته إذا كان موهوباً، ويسترشد بالعارفين والمبدعين كي يصحح مسيرته الأدبية، ويصعد سلم الإبداع بثقة.

أما الواجب المفروض على كل مثقف أصيل، أن يعلن بلسانه وقلمه وقلبه كلمة الحقّ بحق ما يقرا ويسمع..

هي مسؤولية ثقيلة تحتاج إلى شجاعة أدبية ولكنها الطريق لا سواها لنحافظ على أصالة اللغة العربية من عبث العابثين..

*****

================================================== ===



اشكرك يا أبا توفيق على إثراء الموضوع بإضافتك المتألقة
كما هي عادتك دائما تبحث وتنقِّب لتثري أي موضوع تتداخل معه
أشكرك على صبرك وعلى تجوالك من ساحة لأخرى .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-23-2012, 12:42 AM   رقم المشاركة : 8

 

.


.


استاذنا الكبير عبد الرزاق

عفوا ان نختلف معكم وقد سمحت لنفسي بذلك لان قدركم كبير وتسامحكم عالي.

فاللغة استاذنا القدير هي وسيلة وليست غاية.

فعندما يستخدم الانسان اي انسان لغة فهو يستخدمها من اجل التواصل مع الآخرين.

لذلك مفردات اللغات الحية جميعها تتغير بتغير الأزمنة ولا توجد لها قداسة مطلقة.

ولأننا في زمن ثورة الاتصالات كانت اللغة الغالبة هي الاكثر سهولة والاقل ترادفا ذلك ماجعل اللغة الانجليزية تنتشر من شرق الارض الى مغاربها طولا وعرضا.

قواعد لغوية قليلة. ومفردات بسيطة وهي في لغة الحديث والكتابة لغة واحدة ليس لها انفصام.

انا لا اذكر عن الانجليزية هذه الخصائص ليس حبا فيها لكنها الحقيقة التي جعلتها اللغة العالمية الاولى في العالم دون منافس.

أما بالنسبة العربية فهي لغة أدب رائعة لكنها ليست لغة سهلة او يسيرة بداية من نطق الحروف الي قواعدها الكثيرة والعديدة.

فكم من الزمن يحتاج غير الناطق باللغة العربية لتعلمها بالمقارنة باللغة الانجليزية.

حتى ان اللغة العربية صعبة حتى على الناطقين بها لدرجة ان بعض الحروف قلبت في النطق الى حروف اخري من كثرة صعوبة النطق بها.

وحرف القاف شاهد على ذلك مامن لهجة عربية تنطق القاف نطقا صحيحا الا بعض اهالي اليمن. ففي بلاد الخليج قلبت القاف الي حرف الــ g باللغة الاجليزية. وفي سوريا وفلسطين وشمال افريقيا قلبت الى همزة. وفي السودان قلبت الى غين.

ولم ينكر السابقين اختلاف اللهجات في الجزيرة العربية حيث انها لم تكن لهجة واحدة بل كانت لهجات عديدة وقت نزول القرآن الكريم لذلك فهناك روايات عديدة لقراءة القرأن ربما لو سمعنا احداها لتخيلنا انه غير القرآن الذي تعودت عليه اذاننا.

وايضا القرآن كانت به كلمات عديدة غير عربية مشهورة في لغات اخرى مجاورة وربما يخرج من يتشدد ويقول ان هذه الكلمات كانت عربية الاصل واستخدمت في هذه اللغات الأخري وبالتأكيد ان ذلك الرأي يثير الضحك لان العرب قبل الاسلام لم يكن لهم اية قيمة ليؤثروا في المجتمعات المدنية التي تجاورهم .

لذلك فاللغة العربية لغة ادب وقد كانت معجزة القرآن الكريم في ذلك لكنها ليست بالسهولة كي تكون لغة علم لذلك نجد مساحة كبيرة بين لغة الحديث ولغة الكتابة في كل الدول الناطقة باللغة العربية.

فهل لعلماء اللغة العربية ومبدعيها وانت واحد منهم السبيل لاخراج لنا لغة عربية سهلة تستخدم للحديث والكتابة بعيدا عن لغة عنترة بن شداد وامروء القيس بدلا من التشكيك في النوايا بحساسية مفرطة واحاديث المؤامرة التي لا تقدم بل ربما تؤخر.

عذرا لانني سمحت لنفسي في الاختلاف معكم لكنه طمعا في كرمك الذي اعرفه عنك.

مع تحياتي وتقديري واحترامي من ابنتكم الصغيرة.


 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
قديم 10-23-2012, 11:00 PM   رقم المشاركة : 9

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحميد بن حسن

اما نحن فحفظ الله لغتنا العربية بالقرآن ولهذا لا خوف عليها .

المشكلة تكمن في هجرنا للغة العربية الفصحى وتركيزنا على العامية ، ومما زاد الامر خطورة انتشارها في كثير من وسائل الاعلام ، بل وتعمد بعض الكتاب والرواة بتاليف القصص والروايات بالعامية ،فالمشكلة تتفاقم يوما بعد يوم .

ولكن ما هو الحل يا ترى ؟

سؤال كبير اتركه للمختصين والقادرين على ايجاد الحلول .

شكرا يا ابا صالح .

وتقبل خالص حبي واحترامي .




==========================================

هذه هي مشكلة الفصحى يا أبا ياسر !
استهان بها أهلها فهانت على الآخرين
ولو أن علماء اللغة العربية كثفوا جهودهم لتبسيطها
على أهلها لرأيت أبناءها أحسن حالا ، كثير من القصص
والروايات تؤلف اليوم بالعآمية وما روايات نجيب محفوظ عنا ببعيد
وهو من فاز بجائزة ( نوبل ) كما نعلم جميعا ، كثير من خريجي الجامعات
اليوم لايفرقون بين الفعل والفاعل وحسبنا الله ونعم الوكيل . شكرا لك مرة أخرى .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-25-2012, 11:06 PM   رقم المشاركة : 10

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه
يا رفيق الدرب أهدافهم اكبر من ذلك وقد تابعت كثيرا ممن دعوا لتبسيط اللغة والاعتماد على المفردة 0 الشعبية والقصد تحطيم كل القيم النبيلة 0 وإخراجنا منها مثل ما جردونا من عاداتنا وتقاليدنا وملابسنا وسلوكياتنا 0 أثرت 0موضوع احمد الله إن المنافحين عنه كثر والحراس للفضيلة 0إنشاء الله أكثر 0 ومن أهم أهداف أصحاب الفكر المنحرف هو تحطيم وسيلة التواصل ألمعروفه والتي توحد عليها وبها وحولها المسلمين من الشرق للغرب ومن الشمال الى الجنوب للكرة الأرضية وشعورهم أنها مصدر القوة التي وحدت المسلمين ويعملون على تفكيكها وللأسف فنحن وسيلتهم للتفكيك والسلخ والانسلاخ تحياتي 00



========================================

بارك الله فيك يا أخ نايف وعلى تجشمك التداخل على موضوعي
كعادتك ، وكما تفضلت لن تموت لغتنا الفصيحة بفعل عبث العابثين
وسيحفظها لنا ( الذِّكر الحكيم ) إن شاء الله .
قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir