يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-22-2014, 09:24 PM   رقم المشاركة : 1

 

( - (والله ييييييي ما أقدر .. ما أقدر والله .. واللهي ما أقدر
كانت تلك أول بادرة ومواجهة مع مسئول في أول يوم من عملي .
- طيب شوف أنا ما علي غير ثوبي واحتاج أحضر أغراض السكن
- ( والله ييييييييي .. ما أقدر )


( حياك الله يا ابا فيصل للمرة الثانية والثالثة وإلى ما لا نهاية ، تدري ليش هذه التراحيب ؟
يا اخي هروجك تعجبني واسلوبك سنافي وعلومك كلها ما شاء الله تشوق العين ، الله يزيدك من فضله )

نسخت الحديث الذي دار بينك وبين مدير المدرسة الله يهديه لغرض في نفسي سوف ابينه بمشيئة الله فيما يأتي :
يا اخي هناك بعض من يقحمون في المركز القيادي اقحاما دون تدقيق في الاختيار وبدون معايير معينة ، وانا لا انتقد هذا المدير بعينه فتلك الفترة يصعب التدقيق في الاختيار ، لكن اتحدث عن واقعنا الحالي هناك من يتم اختياره لان فلان يعرفه او فلان اثنا عليه ويكلف بالعمل القيادي وبالتالي يصبح لدينا قيادي مسخ يضر ولا ينفع يعطل العمل ويشوه سمعت الكيان كله .
يخبرني صديق بعد مغرب هذا اليوم يقول : ذهبت للجوازات وهو غير سعودي بغرض ضم الزوجة للجواز وكذلك الابناء وتحدث كثيرا عن التطويل والتعطيل والطوابير الطويلة رغم التحسن الذي طرأ مؤخرا على إدارة الجوازات لكن الاغرب من ذلك كله يقول ولحديث لصديقي :أن الموظف المختص ادخل اسمه في الجهاز خطأ حيث كتب عبدالحمن بدل عبد الرحمن وسحب ( برنت ) وعندما راجع صديقي البرنت لاحظ الخطأ وطلب من المظف ان يعدل الخطأ خاصة وأن الاسم في الجواز صحيح قال الموظف : لا يمكن ذلك لكن قدم طلب لتعديل الاسم او اطلب تعديل الجواز بموجب البرنت اي عبد الحمن بدل عبد الرحمن فقلت له لكن هذا اسم من اسماء الله تعالى فكيف يكتب خطأ ؟! ولكن الموظف اصر على ذلك الطلب ، قال صديقي فذهبت إلى رئيسه وهذا بيت القصيد فشرحت له خطأ الموظف وطلبت تكليفه بالتعديل وتصويب الخطأ فرد عليه ذلك الرئيس الملهم بقوله نفذ ما طلب منك الموظف هذا النظام .
قال : وذهبت إلى مدير تلك الإدارة بعد التوضيح قال المدير : اذهب إلى ذلك الشباك وسوف اكلمه قال : فلم يستغرق التعديل الا ثوان معدودة .
ترى يا ابا فيصل ومن يقرأ ما يهون ما كان الاولى أن يقوم ذلك الموظف بتعديل خطأه وإذا لم يفعل ما كان الاولى برئيسه أن يكلفه بالتعديل ؟
ولهذا اقول يجب تحري الدقة في اختيار المسؤول ايا كان لتستقيم الامور .
وسلامتك ومن يقرأ .
على فكرة لا تتأخر علينا في كتابة الحلقة الثالثة فديييييت الخلقة .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 04-24-2014, 12:27 AM   رقم المشاركة : 2

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن

على فكرة لا تتأخر علينا في كتابة الحلقة الثالثة فديييييت الخلقة .
----------------------------------------------------------------
أولا : هذه الحلقة عشان ( فديت الخلقة )
ثانيا : وين باقي الربع ما شوف إلا أنا وأنت والأخ علي أيضا تفضل مشكورا بالمشاركة
إذا الموضوع بهذه الطريقة والعربان مخرقين .. عندي اقتراح : با صلي معك العشاء أحدى الأيام ونبارك لك في البيت الجديد ( مباركة شفهية ) ثم سأقرأ لك ما كتبت من مذكرات كلها مائة وخمسين صفحة فقط وأنت أكيد تعرف الأصول خاصة إذا تعب الواحد وتعنى وفحم وهو يقرأ
وسلامتك ... والتالي آخر العلم :
التسجيل في معهد المعلمين بالطائف

لكل زمن ظروفه وطريقته في الإدارة . ففي حالة رغبة أي طالب الانتقال من مدرسة بمدينة ما إلى مدينة أخرى . كان عليه أن يثبت للمسئول الإداري أن هناك سبب وجيه معتبر ومثبت ورقيا . ولا يوجد سبب مقبول سوى القول بأن عائلتي انتقلت من الدمام إلى الطائف . غير هذا لا يوجد ولا يقبل أي عذر ولا يتم أي نقل . الطريقة المتعارف عليها أن تكتب مشهد توقعه من شاهدين وتختمه بختم العمدة أو الشرطة

كان لي قريب بمدينة الظهران يعمل بالتجارة ولديه أيضا مقهى ومطعم مهم ومعروف على مستوى مدينة الظهران . يمر عليه أحيانا ضابط كبير يجلس في المقهى عندما كانت المقاهي هي المتنفس الوحيد للسكان يقضون به الوقت من بعد العصر حتى المساء . الضابط رئيس مركز الشرطة بمدينة الظهران . وكلامه وشكله حضري أفطس المناخر والعينين بشكل لم أشاهد مثله من قبل . عرفت أنه من مكة وأن عددا من سكان مكة المكرمة هم بهذا الشكل . ولله في خلقه شئون وله سبحانه أن يخلق ما يشاء . ومع أن أي ضابط وقتها له هيبة كبيرة لا أحد يتجرأ على الاقتراب منه أو محادثته . لكنني شعرت أنه رجل لطيف مرح في جلساته بين وقت وآخر مع قريبي بالمقهى , لاحظت هذا أثناء حديثه باللهجة المكاوية التي أسمعها لأول مرة , ثم شاهدت الضابط مرة أخرى مصادفة بالسوق الصغير المجاور في الظهران والذي كان يسمى ( أل -شبرة ) بحي ( سعودي كامب ) كنت وقتها قد قررت الانتقال للطائف . فاقتربت منه واستجمعت قواي و تشجعت للحديث معه باعتبار أنه شاهدني عند قريبي . ولأنه حضري مكاوي فقد اختلط علي الأمر بأي لهجة أكلمه . وأنا غامدي عشت بالدمام فترة طويلة بين عدة أجناس من البشر ولهجات مختلفة فأصبحت فاقد الهوية , إضافة إلى الآمال المحطمة أصلا بعد تسجيلي بالمعهد . كان قصدي أسأل عن إمكانية تواجده غدا في مكتبه لتوقيع المشهد , أمام هذا الارتباك نطقت بعبارة غير موفقة . فقلت : ( تفتحوا بكرة ؟ ) فرد علي ردا أخجلني وزاد من ارتباكي عندما قال : ( إش . تفتحوا .. هيا . بقاله والا إيه ؟ ) فأوصلت له بعد ارتباك معلومة مفادها .. ( أن لدي ورقة أحتاج إلي توقيعها منكم إذا كنت متواجدا بالدوام غدا لأنني أرغب الانتقال إلى أسرتي بالطائف والدراسة بمعهد الطائف ) العبارة السابقة من أجل أن يفهم القارئ المقصود , لكن ما حصل على الواقع ليس بذلك الوضوح والترتيب . فرد علي ( تجي ) بكرة وأن شاء الله يكون خير .

الخطأ الثاني الذي ارتكبته مع هذا الضابط أنني كتبت المشهد في ورقة هزيلة استقطعتها من أحد دفاتري شكلها غير منظم وكتبت عليها المشهد المطلوب ووقعته من طباخ المطعم الشهير وقتها ( علي المسيسي الغامدي - من بني جره ) ومن شخص آخر يعمل مباشرا بالمطعم حيث جميع العمال سعوديون عدا واحد يمني متخصص في إعداد ( شيش الجراك ) .

لم أكن راغبا في معرفة قريبي بمسألة الانتقال حتى لا يشوش على رغبتي . ثم توجهت إلى الضابط المهيب في مكتبه بعد أن زال الكثير من التوتر لدي . لكن خبالتي وسوء تصرفي بكتابة المشهد في تلك الورقة الهزيلة سببت ردة فعل أخرى لدى الضابط . فقال : إيش هادي الورقة ؟ كان من المفترض كتابة المشهد في ورقة تسمى ( فرخ ورق ) خاص بكتابة المعاريض هذا شيء متعارف عليه . ولحرجي من الموقف ومن مقابلته مرة أخرى انسحبت وكتبت المشهد من جديد كما ينبغي . وللتأكيد رفعت الحرج بيني وبين قريبي وطلبت منه استكمال توقيع المشهد وختمه من صاحبه ضابط الشرطة وكان لي ما أردت

استكملت ملف الانتقال وكانت فرحتى كبيرة بأن أغادر مدينة الدمام التي كانت في نظري بتلك الفترة تتسم بالكآبة والمجهول خاصة بعدة مغادرة والدي - رحمه الله - مدينة الدمام وانتهاء ارتباطه من العمل بالشركة , فمسألة التدريس يستطيع الإنسان أن يعمل بهذا الحقل في أي مدينة . والمتواجدين هناك أغلبهم من السكان الأصليين بالدمام والأحساء والقطيف وما حولها . أو القادمين من مناطق أخرى للعمل بالشركات وبالذات شركة أرامكو . لهذا فلا تصلح لي كمدينة للاستقرار الدائم مستقبلا

أول خطوات الاستقرار

كان علي تقديم أوراق طلب الانتقال لإدارة معهد الطائف . وعرفت من الزملاء أن هناك موقف للباصات في الشهداء على الشارع العام يوصلني إلى المعهد بطريق الحوية – الرياض والمسافة من الموقف إلى المعهد سبعة كيلومترات . دخلت المبنى بمشاعر فرحة غامرة قبل بدء الدراسة في ذلك المبنى الفخم المصمم خصيصا - كما عرفت لاحقا - من قبل اليونسكو كمساعدة للحكومة السعودية وأمثالها من الدول النامية آنذاك .

لم أجد سوى فراش من الجنسية اليمنية يسكن بعائلته في قسم خلفي من المعهد استقبلني استقبالا حسنا في مجلسه النظيف المفروش بالسجاد والمساند . اليمني هذا شكله متحضر ممتلئ الجسم . هندامه نظيف تعامله معي كان لطيفا وراقيا . وفي داخل نفسي يوجد لدي شيء من الحذر عند دخولي منزله , ربما أنه كان معجبا بشكلي وملامحي فاستلطفني .
بعد أن أخبرته بأنني قادم من الدمام وأن معهد الدمام ليس بهذا المستوى تلطف هذا الرجل بأن أخذني في جولة على مرافق المعهد مما زاد من ارتياحي وسروري , خاصة عندما فتح لي أبواب المسرح الكبير الخاص بالمعهد , لم أصدق وقتها أن هذه الفخامة موجودة هنا فالمسرح فعلا مشيد بفخامة لا حدود لها , لا زال بهذا المستوى حتى هذه اللحظة . تلك خطوة أخرى أعتبرها بداية الفأل الحسن لتواجدي بالطائف
على ما اعتقد أن الفراش استلم أوراقي ومن ثم سلمها للمدير , حيث عرفت فيما بعد أن هذا الرجل خاص بخدمة مدير المعهد فقط والمدير يوليه عناية خاصة وهو بلا شك يستحق التقدير ومن الجدير الاستفادة من خدماته , وبالتالي فإن أوراقي قد وصلت بأمان وتم قبول انتقالي

المبيت المؤقت بالمقاهي :

00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000000000000000000000000000
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-26-2014, 11:18 AM   رقم المشاركة : 3

 

يالله ...الله عوضك عن ذلك الظابط الذي لم تكن موفق معه !! لا في سؤالك عما إذا كان موجود غدا في مكتبه أم لا ولا في كتابة المعروض ...!! ولكن الله عوضك بذلك الفراش الخلوق المتحضر حسب وجهة نظرك !! مع أن هذا يعتبر شيء طبيعي بالنسبة له.. ولكن لطالب جاي من غربة ومتهجول في طريق الرياض الطائف يعتبر مقابلة ذلك الفراش شيء غيرطبيعي ..والله من غير ما أحلف ..لأعدت قراءة الموضوع أكثر من مرة .. للاسلوب الجميل الغير ممل في الكتاية ووصف الموقف ..سواء مع الظابط و إلاّ مع الفرّاش

كمل .. بارك الله فيك .

علي بن حسن


 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2014, 12:20 PM   رقم المشاركة : 4

 

عندي اقتراح : با صلي معك العشاء أحدى الأيام ونبارك لك في البيت الجديد ( مباركة شفهية ) ثم سأقرأ لك ما كتبت من مذكرات كلها مائة وخمسين صفحة فقط وأنت أكيد تعرف الأصول خاصة إذا تعب الواحد وتعنى وفحم وهو يقرأ .

فرحت كثيرا بهذه الحلقة الجديدة من ذكرياتك يا ابا فيصل لكن فرحتي تراجعت إلى النصف عندما قرأت اقتراحك الموضح بعاليه وتراجعت إلى الربع عندما علمت أن مباركتك شفهية ، وقلت في نفسي لو إن هذا الرجل بجي يزورني ويدق الباب برجله لانشغال يديه بما خف وزنه وغلا ثمنه لهانت المسألة ولارتفع مؤشر فرحتي إلى نسبة عاليه ، ولا يزال املي في الزيارة حسب المواصفات الاخيرة قائما والله يخلق ما يشاء ويختار .
اما قصة نقلك وبدايتها مع الضابط المهيب رغم فطسته وخاصة عبارتك غير الموفقة ( تفتحوا بكرة ؟ )ورده القاتل
( إش . تفتحوا .. هيا . بقاله والا إيه ؟ ) هههههههههه .
تصورت وجهك وهو يتلون وموقفك خاصة بعدما ما قدمت المشهد في ورقة من دفتر وقصفك من قبله بالصاروخ الثاني ( إيش هادي الورقة ؟ كان من المفترض كتابة المشهد في ورقة تسمى ( فرخ ورق ) خاص بكتابة المعاريض ) .
عز الله انك ذكي ولماح واستغرب كيف اخترت هذه الورقة . لكن اعجبني اصرارك وتلافي الاخطاء وتغيير المعروض وتحقيق رغبتك وهكذا الرجال الناجحون لا تثنيهم العقبات مهما كان حجمها .
وكذلك اعجبني موقف اليماني الحضاري حيث بدأ بحسن الاستقبال وانتهي بقبولك بمعهد الطائف .
رائع رائع يا ابا فيصل ... استمر حفظك الله .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 05-03-2014, 10:50 AM   رقم المشاركة : 5

 


السكن المؤقت بالمقاهي

أنهيت الخطوة الأولى من الاستقرار بتسجيل انتقالي لمعهد الطائف . .بقي على مسألة السكن . فقد كان لي اثنين من الزملاء درسا معي بمعهد الدمام وكل منهما له ظرف خاص ويرغبان الانتقال للطائف وسبق أن أوضحت لهما إمكانية وطريقة الانتقال . الزميل الأول اسمه عبد الله علي أبو عريج القحطاني لديه بعض الأسباب المماثلة لما هو موجود عندي . فأهله في الجنوب ومعهد الطائف هو أقرب معهد إلى أهله بقحطان الجنوب . أما الزميل الثاني فهو من أسرة كبيرة تحمل اسما تجاريا معروفا على مستوى المملكة . إنه الزميل : محمد إبراهيم المجدوعي الغامدي . لقد كان يعيش مع أسرته في رغد من العيش فوالده وأخيه الأكبر علي بن إبراهيم المجدوعي يعملان بالتجارة والنقليات ويسكنون بفيلا فخمة بمدينة العمال أفضل حي سكني بمدينة الدمام , لكن من وجهة نظري أحيانا قد يسبب الغنى والترف نوعا من الكآبة ففضل هذا الزميل الانتقال معي إلى الطائف من باب التغيير والمغامرة , بعد أن عرف برغبتي للانتقال إلى الطائف بالرغم أنه كان زميل دراسة فقط ومعرفتي به ليست بذاك العمق من الصداقة , ولم يكن لدي أي تأثير على انتقاله للطائف , لقد كان كل منا لديه حرية وقدرة على التصرف واتخاذ القرارات ونحن في عمر السابعة عشر من العمر .
إذا نحن الآن ثلاثة طلاب والرابط بيننا أننا قادمون من الدمام ومن الطبيعي أن نسكن سويا , قبل بدء الدراسة بأيام كنا نبيت في مقهى عام بوادي وج يسمى قهوة ( الرمادي ) موقعها حاليا مقابل لجسر حسان بن ثابت جنوب غرب مثلث الحديقة الصغيرة حاليا , كما يشرف المقهى على وادي وج الذي يشكل اتساعا من التراب والبطحاء وعلى جانبه الآخر مقابل المقهى توجد حلقة الأخشاب والحطب والفحم . كنا نشاهد أمامنا في بعض الأحيان طابورا من الجمال تفرع حمولتها من الفحم قيل لنا أنها قادمة من تهامة بني سعد , وفي سنوات لاحقة وقفنا على سيول قوية تجتاح كل ما تجده في الوادي , وكل تلك المشاهدات تعطينا انطباعا أن كل شيء هنا يختلف تماما عن مشاهداتي وحياتي بمدينة الدمام وكأنني انتقلت إلى دولة أخرى .
يعتبر هذا المقهى نقطة تلاق لمختلف العابرين . أمام المقهى موقف لسيارات الجنوب الأجرة كلها سيارات فورد تسمى ( ابلاكاش ) على شكل باص صغير مصنع محليا يحمل عشرة ركاب . إضافة إلى سيارات أخرى من طراز ( بيجو ) هنا وجدت عددا كبيرا من قبيلتنا سائقي سيارات ركاب من طراز فورد أبلاكاش وبيجو , ومسافرون من وإلى الباحة . وزملاء سابقين من الباحة . لهم ارتباطاتهم وطرقهم الخاصة بالسكن . أما أنا فآثرت عدم الارتباط بهم من باب الشعور بالتميز , فأنا قادم من الدمام ولدي زملاء من الدمام أيضا .
المبيت بالقهوة كان شيئا مخجلا جدا بالنسبة لي , والسبب الأول أنني كنت في موقع متقدم في الدراسة في المرحلة المتوسطة وما قبلها فقد كان ترتيبي إن لم يكن الأول فلا يمكن أن أتجاوز الثاني , ولا أود أن أقابل أحدا من قدامى زملائي ومعارفي القادمين من الباحة طالما أنني التحقت بالمعهد فأنا أخجل أن أكون أحد طلابه متساويا معهم في هذا المستوى .
والسبب الثاني أن أسرتي قبل انتهاء ارتباط الوالد بعمل الشركة . كنا في حالة ميسورة جدا ونعد أنفسنا سواء في الباحة أو الدمام وضعنا أفضل مقارنة بغيرنا . لذا فقد كان لدي حساسية شديدة وخيبة أمل من هذا الموقف كيف انتهى بي المطاف للمبيت في مقهى قذر وفراش أقذر يستخدم من قبل عدة أشخاص بشكل يومي , كان عبارة عن لحاف وبطانية ومخدة متكررة الاستعمال والسرير مقعد خشبي معروف في مقاهي الحجاز . فإذا أردت المبيت تنادي القهوجي اليماني بمصطلح متعارف عليه من باب الفهلوة واللهجة الحضرية الدارجة وتقول : ( واحد كرت ) وقد ينام بجوارك أو خلفك مشردون ومجرمون ومسافرون وأشخاص لا تعرفهم , وما لدي من نقود قليلة أخفيها في ملابسي الداخلية وأطوي الثوب بشكل منظم ثم أضعه تحت المخدة حتى ألبسه في الصباح بدون كي . قيل لنا أن ساعتك أحيانا تسرق من يدك وأنت نائم .
من مصاعب المبيت في المقاهي أنه لا يوجد بها دورات مياه . بالكاد تجد صباحا إبريقا به بقايا ماء متسخ . ولا مسجد مجاور , حتى المساجد البعيدة القليلة لا يوجد بها إطلاقا دورة مياه ولا مواضئ. فإذا صحوت صباحا عليك أن تدبر أمورك في أي ركن خلفي بأي شارع أو زاوية خلفية لا أود أن أتذكرها أو أصف تلك المهانة التي وصلت لها . لكنها في قرارة نفسي هي مجرد مرحلة وسوف تعدي بإذن الله فلدي طموح بأن أكمل دراستي وأصحح وضعي ومسيرة حياتي من جديد , حالما انتهي من دراستي بالمعهد .
الزميل القحطاني القادم معنا من الدمام . فيه شيء من الحدة والشراسة يعيش ويتأقلم مع أي ظرف كان . والمبيت في قهوة أو ما هو أسوأ منها لا تشكل بالنسبة له أدنى اهتمام . أما الزميل المجدوعي القادم من بيت التجارة والثراء فيرى أن المبيت في القهوة وكل شيء في الطائف تجربة حلوة ومثيرة . مستمتع بكل شيء بهدوء وتواضع وانبساط تام . أمور لا يجدها في الدمام . ففي الصباح نشتري تميس بخاري ونصف ( هورية ) عنب طائفي نفطر عليه . أحيانا نطلب براد حليب بالزنجبيل مع حبة تميس في القهوة , لو تجلس على مقاعدها الخشبية أربع وعشرين ساعة ما حد سأل عنك
– عدى مسألة النوم بالمقهى - تعتبر جلسة المقهى نهارا أو ليلا متعة بحد ذاتها فهي أشبه بالنادي الاجتماعي الذي يضم خليطا من السكان . فتجد الأخبار والمستجدات والمعارف والوجوه الجديدة القادمة من مناطق الجنوب بالذات . ينقضي النهار والليل بدون أن تشعر بملل . تلك الفعاليات لم تك موجودة بالدمام لذا فقد كانت بالنسبة لي ولزميلي المجدوعي تجربة جديدة مسلية
أثناء تواجدنا بالمقهى حصل تعارف كبير لعدد من طلاب المعهد ممن نعرفهم من قبل . وآخرين استجدت بنا معرفتهم . هنا تتعرف من الطلاب السابقين عن مناطق السكن والأسعار وأهمية القرب من موقف الباصات والحارات التي لا تصلح للسكن . حذرونا من السكن ببعض الحارات لأسباب خاصة , فقد يقع طالب قروي ساذج في ( مسار عاطفي ) لا يستطيع الفكاك منه .
فيما نحن بصدد البحث أبلغنا أحد الزملاء بوجود طالب ( ذو شأن كبير ) يبحث عن سكن وأشاروا علينا بأهمية إسكانه معنا . ثم حصل بيننا وبينه تقارب وتفاهم وموافقة على السكن سويا
بدأنا حملة البحث عن بيت خاص غالبا يكون دور واحد مستقل ذو ثلاث غرف في حي الشهداء الجنوبية حيث كل البيوت تسمى ( أرباع ) فأي أن قطعة ارض تقسم إلى أربعة أقسام أرضية وكل ( ربع ) يعتبر سكنا مستقلا . لم نتعب كثيرا في البحث إذا قادنا المشوار إلى شخص يدعى سراج الحارثي يؤجر البيوت من منزله الخاص . استقبلنا في مجلس جميل يدل على سعة الحال مع وجود تلفون بالمجلس . التلفون بحد ذاته يعتبر أمرا في غاية الترف . ثم أرسل معنا مندوبا لمشاهدة المنزل مع تحديد السعر المقرر بتسعمائة ريال أجرة سنة دراسية ( تسعة أشهر ) , وشروط شفهية أخرى على شكل تلميح : ( عندكم جيران .. و كل واحد يمشي رجال في دربه ) . لم يكثر علينا بزيادة في الشرح لأنه له نظرة وفراسة فيما يراه من وجوه أمامه . كان ذلك الرجل والد الأستاذ سعد بن سراج الحارثي مدير مدرسة موسى بن نصير الابتدائية - رحمه الله – إدارته للمدرسة وانضباطه وصرامته ونتائج المدرسة لمدة ستة وثلاثين عاما قضاها مديرا كانت من الأمور المعروفة لدى أهالي الطائف ولدى منسوبي التعليم بشكل عام .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-05-2014, 04:25 AM   رقم المشاركة : 6

 

الصراحة يا أبا فيصل أنت بتسجل تاريخ مرحلة مرت بنا نحن وخاصة أنا يامحاكيك حتى وان كانت مروراً بالطائف المانوس في الذهاب إلى الساق والعودة منه وانا لم ابت فيه ولكن انتظر السيارات الذاهبة منه وإليه ..تاريخ من حياتنا رغم قسوته لكن لا ينسى
استمر بارك الله فيك ,,على قول صاحبك يانا فدا الخنافر .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-05-2014, 11:18 PM   رقم المشاركة : 7

 

.

*****

حبه حبه علينا يا أبا فيصل

انا درست في هذا المعهد عام 1394هـ وفعلاً كن بمستوى جامعة من حيث فخامة المبنى وعدد الطلاب وكونه قريب من المناطق والمدارس العسكرية
اما المستوى المعيشي لأبناء الطائف والفرق بيننا وبينهم فهو كبير وخاصة ابناء الذوات
نحن ولله الحمد كفوفنا تخرع ومليانه فقوع ناهيك عن الاقدام والملابس ونوع الاحذية الله يكرم الجميع

واتذكر في وقت تقديمي في معهد المعلمين بالطائف
اتذكر نمت مره في القهوة اللي في الدور الثاني وسط السوق ولكم ان تتخيلوا قذارة الفرش والازعاج اللي حصل في تلك الليله
وبعدها نمت في قهوه مطلة على برحة القزاز وكذلك في قهاوي أخرى

ولكن ليت يا أبو فيصل توضح:
وانت متجه للشرق وحدائق نجمه على يسارك ومطعم سميرا ميس على يمينك وبعدها تاخذ يمين ثم يسار تجد قهوه لواحد غامدي وولده درس معنا في المعهد بالطائف
فهل هي القهوة اللي انت كتبت عنها

وبعدها سنعود لبعض النقاط وخاصة السكن معكم في الطائف ولك تحياتي وتقديري

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir