يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات وادي العلي الخاصة > ساحة صدى الوادي

ساحة صدى الوادي المواضيع الخاصة بوادي العلي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-2012, 10:57 PM   رقم المشاركة : 21

 

مررت من هنا فشممت عطر الزهور تضوع
قلت هذا أبو ناهل عطره فاح
ما أجمل ما جئتنا به بعد العودة كما هي قبلها
وليتك قرنت صوت فيروز بهذه الروائع
عمك ترى ما زال أخضر الأوراق يا أبا ناهل
عودا حميدا لا عدمناك

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2012, 02:43 AM   رقم المشاركة : 22

 

متابع ومستمتع بهذه الزهور الفواحة
وقفت هنا مسجلا اعجابي وتقديري
لك الخير وعذب التحايا
تحياتي ابا ناهل

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2012, 11:22 AM   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

أستاذي الكريم :
رفيق الدرب

من يدرك أنّ من بين القرّاء لما يكتب
شخص في قامتك يجتهد ويحاول
مواكبة تطلّعاتكم فمنك ومن شرواك
أستفيد ولاعدمتك .

الحبيب : أبوأديب
أطمح ان أكون دائماً عند حسن
ظنّك فلك ودّي وتقديري .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2012, 11:25 AM   رقم المشاركة : 24

 

الصّحة كنز



وقفت متأملاً تلك اليد الشاحبة التي ألقت بقايا حناءها ونظارتها في
بحرالذكريات الذي لم ولن نصل إلى قراره .
ذلك الجسد المسجى على سريروفي غرفة لم تكن لتخترها ووجوه
باتت تألفها مكرهة .
حتّى تلك النظرات الحادة والكفيلة بإيصال المعلومة لمن يقف مترقّباً
لإشاراتها أضحت مخنوقة ودمعاتها بيضاء لايعكّرها جمال كحلها الأثير
الذي لايصبح للعيد معنى دونه .
تذكرت تلك الضحكة (الشهادة) التي تمنحني إيّاها كمكافأة عظمى على
أيّ إنجاز أقوم به .
صباح أمس أيقنت بأنّها لم تعد تعرفني كانت تحملق فيّ وفي تصوري
أنّها تودّ ان تسأل من أنت ؟
حتى وأنا أقول لها : لاتتحركين ياجدّه عشان الأشعّه
كانت ترمقني بنظرة إستفهام عجيبة ... عدت إلى دكّان (بن عبّود)
في الشهداالشمالية والمنشيّه ثم الشهدا الجنوبيه ثمّ عرجت على طيبة الطيبة
ومكة الباحه وجدّة ثمّ عدت اخيراً إلى السوطه التي أطفأت شموع فرحها بها
ونسيت صوتها فيها .. تأوّهت دون صوت وسرحت في لاشيء حتى باغتني
صوت الممرضة المستفز (بابا كلاص إساعه) لحظات وقدم الوالد حفظه الله
ليؤكد ماسمعناه قبل ساعات : لازم تتنوّم إلى أن تستقر حالتها
فسرحت ثانية وتذكرت موقفها قبل سنوات من المستشفيات ورفضها القاطع
للذهاب إليها بل وإصرارها على ذلك وإستجابة الطبيب لمطالبنا وحضوره
للكشف الدائم عليها في المنزل .. إستعدته وآلمني عجزها حتى بالعيون عن
ترديد عبارتها الشهيرة (ذا يحبني يخليني آموت في سند الحدّه من حيد مامات
شيبتي ) رحمّ الله جدّي عجير وأحسن الله خاتمة جدّتي عزّه وجمعها به وبمن تحب
في جنّات النعيم بعد عمر مديد بإذنه تعالى . فعلاً الصحة تاج ونعمة لاتثمّن .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2012, 01:16 AM   رقم المشاركة : 25

 

قطرات رائعة أشكرك عليها ،

مع أمنياتي لك وللجميع بالتوفيق والسداد ..

أتمنّى لقلمك الاستمرار والبقاء في الساحات دائماً ،
وأقولها وبصدق أني لا أتخيل الساحات دون وجودك العطر ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2012, 04:08 PM   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 


الغالي أبونواف
شهادتك لها حيّزاً مهما
لديّ وهي دافع لإستمراري
رغم أنّ فكري مع التأهب لفرح يوسف
وقلبي موزع بين إهتمامات أهمّها
حالة الجدّة الله يحسن خاتمتها .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-28-2012, 12:06 PM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

سامي ميخائيل يكتشف متأخرا عنصرية اسرائيل




الأديب العراقي اليهودي: علينا ألا نوهم أنفسنا فالثقافة في إسرائيل مسمومة ليس أقل من التيارات المتطرفة في الإسلام
.


القدس - اتهم الأديب الإسرائيلي العراقي الأصل سامي ميخائيل الحكومة الاسرائيلية بسن قوانين هدامة ضد الديمقراطية والمختلف والغريب وضد منظمات حقوق الإنسان.

ووجه ميخائيل المعروف بكتابته النقدية والادبية اللاذاعة انتقادات شديدة إلى تنامي العنصرية في إسرائيل، وقال إنها أكثر دولة عنصرية بين الدول المتطورة.

ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء عن ميخائيل قوله أ خلال مؤتمر الرابطة الدولية للدراسات الإسرائيلية المنعقد بجامعة حيفا إن "مستوى العنصرية مستمر في الارتفاع فيما جهات في الكنيست والحكومة تشجع مظاهرها سواء من خلال التصريحات المرفوضة ومن خلال سن قوانين هدامة ضد الديمقراطية والمختلف والغريب وضد منظمات حقوق الإنسان".

وقال "على كل حال بإمكان إسرائيل أن تتفاخر بلقب الدولة الأكثر عنصرية في العالم المتطور".

وأضاف ميخائيل أنه "يوجد خطر على إسرائيل إذا لم تدرك القيادة الموجودة بأن إسرائيل ليست موجودة في شمال أوروبا وإنما في المركز النشط للشرق الأوسط المعذب، وليس لنا مكان في الشرق الأوسط بعد أن أكرهنا أنفسنا عليه".

وحذر ميخائيل من "أننا قد نفقد كل شيء ودولة إسرائيل قد تكون ظاهرة عابرة مثل الهيكل الأول والثاني، والكارثة المروعة هي أن جيراننا غارقون في الوضع المخجل نفسه، ليس لديهم (المهاتما) غاندي وعندنا لا يوجد حتى روزفيلت صغير".

وتطرق ميخائيل، الذي يرأس جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، إلى تعمق الشرخ الطائفي بين اليهود في إسرائيل وقال إنه "حتى اليوم، وبعد أكثر من 60 عاما على قيام الدولة لم يلتئم الشرخ بين اليهودية الأوروبية وبين يهود الشرق، وأخذ شكلا عنصريا من ناحية العقلية واجتماعيا يتم التعبير عنه بالفجوة الطبقية".

ورأى ميخائيل أن "تيارين مختلفين عن بعضهما عملا جاهدين على تنمية هذا الشرخ، ويسار الصالونات تنكر ليهود الشرق كمادة خام" مشيرا إلى أنه لا يوجد تمثيل لليهود الشرقيين في المؤسسات الأكاديمية.

وقال أن "اليسار في إسرائيل استمر في سياسته العنصرية حتى انتحاره وتحوله إلى طريقة نخبوية في المجتمع الإسرائيلي، ومعقل آخر للعنصرية هو الكتلة الحريدية الأشكنازية (أي اليهود المتزمتين دينيا من أصول أوروبية) وبنظر الحريديم فإن يهود الشرق شكلوا خطرا".

وفي ما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي قال ميخائيل إنه "الكارثة مجسدة بالنسبة لإسرائيل، وحلم أرض إسرائيل الكاملة منح الحماسة للاحتلال والسيطرة والاستيطان في قلب تجمعات فلسطينية مكتظة".

وأضاف أن الاحتلال هو "عقبة جارفة نمت في أحضان الصهيونية التي تعتبر نفسها متنورة وعلمانية واشتراكية، ومصطلح أرض إسرائيل لم ينم في حزب الليكود ولا في معاهد اليهودية المتدينة، وإنما تم غرسه في كيبوتس (قرية تعاونية) عين حارود من جانب شعراء وأدباء ومفكرين".

وتابع أنه "على مدار السنين ازداد تطرف مواقف اليسار واليمين حتى أوجد كلاهما وهمين متناقضين وصلتهما مع الواقع ضعيفة، فاليسار رسم العرب على أنهم ملائكة سذج واليمين نما كراهية ملتهبة تجاه العرب وكأنهم وحوش ضارية".

وقال ميخائيل "غالبا ما ينددون بالتصريحات المزعزعة التي يطلقها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، لكن ليبرمان محق بادعائه بأنه يعبر بصوت مرتفع عن ما يفكر به الآخرون، وعلينا ألا نوهم أنفسنا فالثقافة في إسرائيل مسمومة ليس أقل من التيارات المتطرفة في الإسلام".

وأردف "من روضة الأطفال وحتى الشيخوخة نحن نغذي أبناءنا بشحنة كراهية وشكوك واحتقار تجاه الغريب والمختلف وبشكل خاص تجاه العرب".

وأضاف أن "تقوض الأمن أيضا وتحطم الحلم المستحيل بتحقيق السلام مع وجود الاحتلال في الوقت نفسه، يجذب الأفراد إلى اليمين أكثر فأكثر لأنه من شأن معجزة أو رحمة السماء فقط أن تنقذنا من الكارثة".

ورأى ميخائيل "ينبغي أن نتذكر أنه رغم قوتها العظمى خلال 45 عاما مضت إلا أن إسرائيل لم تحظ بأي حسم في ميدان القتال ولا حتى في ميدان المليشيات الصغيرة، وبعد ذلك يشكلون لجان تحقيق لتدقق أين أخطأنا".

وقال إنه "قبل سنوات طويلة كتب سلمان رشدي أنه يوجد دولتين دينيتين في العالم هما إيران وإسرائيل، وفي هذه الأثناء طالت القائمة في أعقاب الربيع العربي المخيب للأمل وانتشر على وجود الشبان".

واضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حُمل على كرسي الحكم على أجنحة شعار الحريديم 'نتنياهو جيد لليهود'، أي للحريديم، أي من أجل هدم الديمقراطية العلمانية ومن أجل وجود دولة إسرائيل كدولة شريعة هدامة".

وقال إن "الآلاف من ذوي التعليم العالي يهربون من إسرائيل كل عام ويفضلون حياة طبيعية وأنا أحسدهم لكني مسن ولا يمكني تجربة صدمة المهاجر مرة أخرى لذلك أفضل أن أبقى كمهاجر في بلدي".

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-30-2012, 02:53 PM   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

لماذا يحب أبناؤنا الغرباء؟


لعبدالله المغلوث


نعتقد أننا بالألعاب والحلويات نستطيع أن نعوض غيابنا عن أطفالنا ونكسبهم، بينما في الحقيقة نخسرهم، فلا شيء يعدل وقتنا معهم، حيث يشعرون بالطمأنينة والثقة التي لا تتوافر في أعظم لعبة في العالم




استوقفني وطفلتي (5 سنوات) ممرض بريطاني أثناء زيارتي لصديق في مستشفى بمانشستر. اعتقدت للوهلة الأولى أنه سيمنعها من الدخول بذريعة أن الزيارة للكبار فقط. لكنه سألها عما تمسكه في يدها. فأجابته بأنه دفتر وقلم صغير اشتريتهما للتو من الدكان الذي يقع في الطابق الأرضي للمستشفى. فقال لها: "أوه... أنا ظننتك نادلة في مطعم بسبب ما تحملين في يدك، هل أطلب طعاما سيدتي". فابتسمت وقالت:" نعم". فرد عليها: "أريد بيتزا حجم متوسط، تعلوها طماطم وجبن وفلفل أخضر. كما أفضل دايت ببيسي، لوسمحتِ". تظاهرت ابنتي بأنها تكتب ما يمليه على مسامعها. وعندما أنهى طلبه سألها أن تريه ما كتبت. ناولته الدفتر فلم يجد شيئا. قال لها: "لماذا لم تكتبي طلبي؟". ردت عليه بصوت خفيض: "لا أعرف تهجئة ما طلبت". فقام بتهجئة الطلب مجددا حرفا حرفا، وكان يراقبها وهي تكتب كل حرف في الدفتر ويساعدها على كتابته. وبعد أن انتهت من كتابة طلبه على نحو صحيح بسطت يديها الفارغة داعية إياه لالتقاط البيتزا المزعومة من يديها الصغيرتين. شكرها بحرارة ثم ودعناه، واتجهت معها نحو غرفة صديقي. بعد أقل من 5 دقائق هطل الممرض ديفيد من جديد ومعه علبة ألوان صغيرة أهداها لابنتي، مؤكدا أنها مكافأة لها على البيتزا الشهية التي أحضرتها له، وهو يضع يده على بطنه ويزم شفتيه تعبيرا عن لذة البيتزا التي يدعي أنها قدمتها له. ثم قال لها "هناك في آخر الممر غرفة ألعاب بإمكانك أن تلعبي فيها متى ما أحببتِ". فور أن فرغت من عيادة صديقي ذهبنا معا إلى غرفة الألعاب التي أرشدنا إليها ديفيد، لم تمض سوى دقائق محدودة إلا وابنتي سفانة تهزني بقوة. قلت لها: "ماذا تريدين؟" فأجابت: "ديفيد".
سحر ديفيد ابنتي أكثر من الألعاب المختلفة التي تتراقص أمامها. أحبت سفانة الممرض لأنه تحدث معها، وأصغى إليها، وقبل ذلك منحها وقته. أحبته الطفلة لأنه أعطاها ثقة كبيرة في نفسها خلال لحظات. جعلها تؤمن أنها تستطيع أن تتحدث مع كبار ويعيرونها جل انتباههم. هذه الثقة لا تهبها الألعاب، وإنما نحن. لاحظت أن معنويات ابنتي ارتفعت كثيرا بعد اللقاء العابر مع ديفيد. صارت لينة أكثر معي ووالدتها تلك الليلة. تبتسم أكثر وتتذمر أقل. إننا نمنح أطفالنا الألعاب ولا نمنحهم الثقة. الألعاب تصغر عنهم، لكن الثقة تكبر معهم.
تشكلت لدي قناعة راسخة منذ لقائي بالممرض، طيب الذكر، تتمثل في ضرورة أن أمنح طفلي وقتا أكبر واهتماما أكثر. فالبهجة الكبيرة التي أشعلتها دقائق صغيرة ألهمتني وحفزتني. لاحظت بعد التجربة الفرق في معنويات ابنتي ومشاعرها وحتى ثقتها في نفسها. انعكست هذه الساعات التي أنفقتها مصغيا ومتحدثا على علاقتي بها وعلاقتها بمحيطها. ليس الكبار وحدهم يفضلون من يستمع إليهم فحتى الصغار يفعلون. نقلل أحيانا من شأن وعي أطفالنا من حيث لا نحتسب. نعتقد أننا بالألعاب والحلويات نستطيع أن نعوض غيابنا عنهم ونكسبهم، بينما في الحقيقة نخسرهم، فلا شيء يعدل وقتنا معهم، يشعرهم بالطمأنينة والثقة التي لا تتوافر في أعظم لعبة في العالم.
من المحزن أن نشاهد شخصا كريما في الوقت مع أصحابه بخيلا به مع أطفاله. عندما يكبر أبناؤنا سنشعر بفداحة ما ارتكبناه في حقهم وفي حق أنفسنا. سنجدهم قريبين من الغرباء، بعيدين عن الأقرباء. فالغرباء هم وحدهم من أصغوا إليهم، وتحدثوا، وضحكوا معهم. هم الذين أشعروهم بكيانهم ووجودهم. سنندم حينها كثيرا ونعمل ونأمل أن نصوب ما ارتكبناه مبكرا. لكن للأسف سندرك أن الوقت الذي بددناه سابقا لا يرد ولا يستبدل.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-03-2012, 03:25 PM   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

صانع السعادة




أمضى ليله في ضجر، لم ينم. وما أن أشرقت الشمس حتى قرر أن يذهب إلى الممشى. لم يكن ذلك خياره لمواجهة الضجر، لكنه المكان الأقرب الذي يمكن أن تأخذه إليه قدماه.

كان الممشى فارغاً إلا من أولئك القلّة الذين استيقظوا باكراً. شعر بالراحة، وهو يمشي وحيداً، لكنه افتقد هوايته في التأمل، ففي الممشى لم يكن يتأمل الأجساد ولا الوجوه. كان ما يتأمله هو طريقتهم في المشي.. وبمراقبة المارّة صار يملك تصوراً واسع المدى لكل تفاصيل المشي لدى الرجال والنساء. عندما وصل إلى منتصف الممشى، لمح عن بعد امرأة تجلس وحيدة، وقد بدت له وكأنها تأخذ قسطاً من الراحة أو تنتظر وصول مرافقها في المشي، لكنه كلما اقترب منها خلق تصوراً جديداً لسر جلوسها في ذلك التوقيت المبكر. كانت تلك التصورات هي المتاحة له بعد ضجر البارحة. بعد أن تجاوزها بخطوات، سمع صوتاً أنثوياً يناديه. التفت، فإذا بمصدر الصوت هو تلك المرأة الوحيدة. توقف ثم عاد بضع خطوات باتجاهها. وجدها تبادره بمجرد وقوفه في مواجهتها: هل تسمح لي بدقيقة من وقتك؟ ثم لم تنتظر منه إجابة بل أضافت: أريدك أن تسدي لي معروفاً.

عندما سمع تلك العبارة، ظن أنها متسولة لولا أن هيئتها لا تدل على ذلك. استمر في صمته منتظراً، بريبة، ما سوف تطلبه منه.

كانت في تلك اللحظة تعبث في حقيبتها كأنها تفتش عن شيءٍ مفقود، لكنها أخرجت بعد ذلك آلة كاميرا مدّت بها يدها إليه وقالت بصوت أقرب إلى الرجاء والتوسل: أريدك أن تلتقط لي صورة.

كاد أن يضحك من هذا الطلب الغريب، بل إنه تلفت معتقداً إنها إحدى حيل برامج الكاميرا الخفية، لكن ملامحها وجدية طلبها المبلل بخضوع جعلته يرتهن للأمر فيتناول منها الكاميرا ويتراجع بضع خطوات إلى الوراء ثم يلتقط لها صورة. شكرته بلطف مختصر، ومضى، وهو يفكر في غرابة هذا الموقف الذي اعترض طريقه في مثل هذا الوقت المبكّر من الصباح، لكنه لم يكد يمضي بعيداً حتى قطع عليه سلسلة أفكاره صوت نداء تزامن مع خطوات امرأة يأتيه من الخلف مجدداً.

توقف، وجدها تقف خلفه باسمة وفرحة. قالت له بصوت يشعّ بالابتهاج: أريد أن أشكرك، فأنت إنسان رائع وحساس.

لم تنتظر أن يعلق على كلامها المفاجئ، بل استطردت: أنت لا تدري إنك بهذه الصورة أسديت لي معروفاً لن أنساه طيلة حياتي. لقد تأملت الصورة التي التقطتها فوجدتني مبتسمة وقد غمرت السعادة ملامحي، وهذه أول مرة أبدو في الصور امرأة سعيدة.

اقتربت خطوة منه وهي تقول: لا بد من أنك مصور محترف ولا بد من أنك إنسان تملك حساسية عالية في التعامل مع الكاميرا، ثم طفح صوتها بالبهجة وهي تقول: لا بد من أنك أحببتني. لكنها استدركت: عفواً، أعني أنك عندما قمت بالتقاط الصورة فعلت ذلك عن حب وإحساس ورغبة صادقة. ظلّ صامتاً ومندهشاً، وهي تتداعى بعباراتها دون أن تترك له فرصة الحديث أو التعليق. كانت تبدو وكأنها سيدة الموقف تماماً بل وأضافت فجأة بصيغة آمرة: أريدك أن تلتقط لي صوراً أخرى، وناولته الكاميرا دون أن تنتظر منه أن يستجيب لطلبها أو يرفضه. جلست ثم تنهدت وقالت: سأرسل له هذه الصور، لا بد من أن يعرف أنني سعيدة، وأن ادعاءه بأنني أظهر في كل الصور حزينةً ومكتئبةً ما هي إلا أكاذيب، ثم تكسّرت الكلمات في نبرة صوتها التي خفتت قليلاً هي تقول: إنه ليس الوحيد الذي يقول ذلك، بل جميع أفراد عائلتي، فكل صور طفولتي أبدو فيها حزينةً وبائسةً. ثم تخلت عن الانكسار في صوتها واسترجعت إحساسها الراهن وهي تبتسم له: أنت تعرف كيف يخاف الأطفال أمام الكاميرا لذا تخرج صورهم بتلك الملامح الوجلة.

وهي تتحدث شعر بالرعب من كلامها، وأحسّ بأنه في مأزق حقيقي إذ كيف له أن يلتقط لها صوراً أخرى لتبدو فيها سعيدة ومبتهجة. فكر فى احتمال أن تكون المرأة مضطربة نفسياً وإن عليه أن يتواطأ معها ويحاول مهادنتها. لقد جعلته يرى تلك الصورة وكانت محقة في تصورها فكل ملامحها كانت تضج بالسعادة والبهجة بل جعلته يرى صوراً لها سابقة كانت تبدو فيها حزينةً وبائسةً. لكنه يتذكر الآن أنه عندما التقط لها الصورة كانت ملامحها صارمة وجادة وأقرب إلى الكآبة، ولا يدري من أين جاءت السعادة وطفت على ملامحها في تلك الصورة؟

ترك ذهوله ودهشته وابتعد عدة خطوات ثم التقط لها صورة أخرى. كان يتأملها، وهي جالسة وقد ترقرقت عيناها بالدمع دون أن يجرؤ على إطلاعها على أنها في حالة بكاء وأنها لن تظهر في حالة سعيدة.

كانت أصابعه ترتعش، وكانت هي تبكي، بينما الكاميرا وحدها هي من تدّبر أمر سعادة تلك المرأة.



طامي السميري

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-05-2012, 02:43 PM   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

طفلة تدوّن مذكراتها مع «السكري» في كتاب





في حدث يعد الأول من نوعه، قامت طفلة مصابة بداء السكري بتدوين مذكراتها مع المرض، من خلال تأليف كتاب بعنوان «مذكرات غادة: صديقة السكري»، إذ دونت الطفلة غادة أبا حسين (10 سنوات)، وبتشجيع من والدتها مستفيدة من إصابتها بمرض السكري، مذكراتها في كتاب يحمل بداخله قيمة إنسانية كبيرة. الكتاب يوضح أن الإنسان بإمكانه قلب الموازين لمصلحته، إذ افتتحت غادة مذكراتها بالآية الكريمة (وإذا مرضت فهو يشفين)، قبل أن تقدم إهدائها الكتاب لأبيها وأمها وأطبائها، ولكل طفل في العالم مصاب بالسكري، مخصصة ثلاثة من أصدقائها في المرض (لما وحنين وناصر). كتبت غادة في مقال صدرته كتابها بعنوان (صباح حزين): «أيقظتني الشمس الرائعة ذات صباح.. أطلتّ على غرفتي.. نادتني: غادة.. استيقظي.. ماذا أصابك؟! ما هذا الكسل؟! فراشك مبلول!! جسمك هزيل!! ووجهك شاحب!! حَزِنتُ لأنني بللت فراشي للمرة الثالثة هذا الأسبوع.. توجهت للحمام: اغتسلت.. وأديت الصلاة .. وقفتُ أمام المرآة ونظرت لنفسي.. نعم الشمس مُحِقّة.. وجهي شاحب، عيناي ذابلتان، وجسمي نحيل.. أصبحتُ أعطش كثيراً فأشرب الماء وأتبول كثيراً.. وقفت على الميزان.. يآآآه!! نقص وزني 6 كيلو!! ولا أدري ما السبب؟! لبست ملابس المدرسة التي أصبحتْ واسعة عليّ.. نزلتُ لتناول الإفطار.. قَبّلتُ ماما قبلة الصباح، قَبّلتني أمي واحتضنتني.. قالتْ أمي: غادتي.. اليوم سنذهب للطبيب لنطمئن على صحتك».

وواصلت غادة في مذكراتها كيف تلقت الخبر المؤلم بمرضها بالسكري في غرفة الطبيب، ثم تتوالى مذكراتها في الطوارئ وفي الدور الأول، وكيف كانت تقضي صباحات تنويمها للعلاج، كما تحكي تعرفها على أطفال مرضى جدد، وتقدم وصفاً لما يجري لها، مطعمة أفكارها بعدد من الومضات والنصائح البرئية، مثل الحديث الشريف (داووا مرضاكم بالصدقة)، ونصائح طبية أخرى لمن هم في حالها، كنظام الغذاء واللعب والاهتمام بالصحة والبدائل والخيارات لمن هم في حالها، قبل أن تنتقل في مواضيع أخرى من المذكرات، كيف تتعايش مع المرض كصديقة له في البيت والملاهي والمتنزهات والمدرسة وممارستها لحياتها العادية، وممارستها لهواياتها وقيامها بأنشطتها كأي طفل آخر سليم. وفي ختام مذكراتها تقدم عدداً من المعلومات الطبية عن المرض بأسلوب مبسط وسلس الفهم، يمكّن القراء الأطفال من الفهم، إضافة إلى تشجيعهم على القراءة لديهم بأسلوب مقرب منهم بل من داخل عالمهم.

مشروع الكتاب الذي يقع في 65 صفحة من القطع المتوسط المقوى هو ثمرة تضامن اجتماعي جميل من الطفلة غادة وأسرتها المثالية بعنايتها لموهبتها في الكتابة، وجمعية السكري الخيرية، والقطاع الخاص متمثلاً برجل الأعمال عبدالله العقيل، الذي تكفل بطباعته على نفقته الخاصة ليتم توزيعه على الأطفال المصابين بالسكري، وقامت بنشره دار أسفار للنشر والتوزيع، كما قام بعمل الرسوم الداخلية الفنانة نوره كريم.

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir