يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-14-2012, 07:40 PM   رقم المشاركة : 1

 

عرفت هذا القاسم المشترك في [ عرب خيانات ] وبما أنه أحد اعضاء قائمتي المؤقرة لذلك اعترض وبعنف على محاسبته وهذا إنذار لمن قراء ويعلم من لم يقرأ أنني معترض وبالطول والعرض
وعفاكم.

الريس : علي

 

 

   

قديم 01-16-2012, 11:11 AM   رقم المشاركة : 2

 

خلاص ياجماعة الخير مو أنا أخدتهم في وشّي ولحيتي وإلا كمان وشيّ مالو حرمه

وبعدين الأوادم جابوا لكم معاهم تقرير مصوّر وجميل ومافش منّو اليومين دول
وكمان هدايا من اللّي يحبها قلبكم مفالت ومغش وكم رزنامة قات
تخلي زغودكم منفخه سنه لقدام بس يالله
فضوها سيرة دحين وخلونا نواصل ذكريات سعادة الأستاذ علي بن جاهمه !!

 

 

   

قديم 01-19-2012, 06:03 AM   رقم المشاركة : 3

 

طيب نرجع لموضوعنا ذكريات من هنا وهناك
جبت لكم موضوع عجبني عن الطائف في التسعينات الهجرية
وياليت لو مايعجبكم على طول تحدفوه

للمدون عديل السالمي يقول السيد عديل
أسعد الله أوقاتكم


ياهل الطايف عسى السيل يسقيكم .. خمسة ايام على الراس عاده


(1)


المكان يعني الكثير لمن له ذكريات فيه وعندما تنساب بعض الذكريات عن الطائف المدينة وعن العنب والرمان وورود الهدى وبرشومي الشفا التي نشأت فيها ولم أولد فيها فإن هذه الذكريات تعني لي الشئ الكثير

ولربما تعني شيئا ما لمن عاش فيها الطائف كانت مدينة الفن والطرب مدينة الشعراء والأدباء المقر الصيفي للحكومة -كانت الصيفية فرصة لأهل الطائف لكي تتحرك التجارة فيها ويدب النشاط في أرجائها بعد سبات

الشتاء كانت أسراب المصيفين وخصوصا من المنطقة الوسطى تأتي مع الحكومة كون كثيرا من كبار الموظفين من هناك وكان الاحتكاك بين اسر الطائف والأسر النجدية وكم من قصة حب تنشأ وتنمو وقد تثمر أو

تنتهي مع نهاية الصيف وهناك في الردف وطريق الشفا تتعالى السيارات بأغنيات مقادير وأغراب ويا صاحبي ما في الهوا راحة وأيوه قلبي عليك التاع مختلطة بآهات الشباب وبسمات الفتيات ونظرات متبادلة تتبعها

حسرات ومشاعر مشبوبة تتأجج في قلوب الشباب -سيارات تتهادى في الهدى وأصحابها يستمعون لأغنيات ابوعبدالله رحمه الله أو لأبي نورة يسعدون بالطرب الأصيل كانت حفلات الطائف هي الأشهر وخصوصا حفلات

صوت الأرض وفي الأعياد ايام البرزات لأحياء الطائف لن انسى مقر احتفال حي الشرقية الذي كان يقيمه عمدة الحي واظن ان اسمه بن مقبول النفيعي كنا نحن الصغار نتقاطر الى المخيم الذي يقام فيه الإحتفال وكانت

مكبرات الصوت تصدح بأغنيات صوت الأرض من خلال جهاز التسجيل وذلك قبل أن يبدأ الإحتفال رسميا ولأن الكبار لم يتوافدوا بعد فإننا نحن الصغار نحتل المقاعد ونستمتع بوجبة من الأغاني مجانا من خلال آلة

التسجيل عبر مكبرات الصوت التي لم يكن أحد يعترض عليها لأننا في عيد الفطر المبارك ولن أنسى أغنية أي دمعة حزن لا التي سمعتها في احد الأعياد وكانت في بداية ظهورها ولا تسل عن مشاعر الفرح والطرب

ونحن نستمع للمقطع الذي يقول فيه
آل ايه جاي الزمان يداوينا
من ايه جاي يا زمان تداوينا
محنا حبينا حبينا
والموسيقى تصدح في برحة الحارة المقابلة لمدرسة المثنى بن حارثة المتوسطة ونحن ننظر لمدرستنا المغلقة بسبب الإجازة بسعادة اننا في إجازة وسعادة أننا في عيد وسعادة اللهو البرئ باستماعنا للأغاني الجديدة

التي لم نسمعها من قبل وننطلق في مرحنا وبسعادتنا إلى حدائق نجمة الجميلة التي كانت متنفسا لأهل الطائف وكنا ندخلها لنتمتع بمنظر الخمائل الجميلة وممرات الحديقة المنسقة بعناية ولم يكن هنا من يطردنا بدعوى ان الحديقة للعائلات رغم ان كثيرا منهم كان يدخلها وخصوصا من اخواننا الفلسطينين والمصريين والسوريين كان هذا في التسعينات الهجرية كان الدخول لحدائق نجمة والتجول فيها مجانا ولكن لو اردت الجلوس على

احد الطاولات فيجب أن تطلب شيئا وبالطبع في أيام الأعياد كانت جيوبنا ممتلئة بالعيديات يعني قول خمسة ستة ريالات ، وكان كوب عصير الموز بالحليب المفتخر في الحديقة يكلفنا ريالا كاملا كنا ندفعه عن طيب خاطر

لنستمتع بالجلسة مع الأصحاب في العيد وبعد المكوث في الحديقة ما شاء الله لنا ان نمكث لننطلق مع اخوتنا الكبار لسماع محمد السراج في برزة حارة فوق يتخللها ادوار من الصهبة وبعض المجسات الخاصة بالعيد وننهي الحفل بمشاهدة المزمار من عيال حارتي فوق واسفل والسلميانية -آه على تلك الأيام وفرحة العيد فيها .


(2)


كان مقر سكننا أول انتقالنا للطائف من مكة المكرمة عام 1389هجرية في حي السلامة وهو قريب من المثناة التي كانت كلها مزارع وبساتين في ذلك الوقت وكثيرا ما كنا نذهب على أرجلنا نحن الصغار لنلعب



بالقرب من تلك البساتين ونصطاد العصافير بنبيلاتنا (جمع نبيلة ) وهي المقلاع الذي يوضع فيه الحصى الصغير ويقذف به العصافير المسكينة التي اذا نجحنا في اصطيادها يسارع أشقياءنا إلى فصل رأسها عنها

بزعم أن هذا واجب حتى تصير حلال الأكل منذ كنا صغارا ونحن نفتي كنا ايضا نغافل أصحاب البساتين وانشغالهم لنلقي أنفسنا في برك البساتين تلك كي نسبح وكان بعض هؤلاء لا يمانع في ذلك بشرط عدم تخريب

الزرع وكثيرا ما كان المزارعون يعطوننا بعضا من الفاكهة وخصوصا العنب -وكثيرا جدا ما كان يطرق هؤلاء المزارعون بابنا وأبواب الجيران ليعطوننا سطولا ملأى بالفواكه الفائضة عن حاجتهم لأنهم في ذلك الوقت نادرا ما يبيعون ما ينتج من مزارعهم ولقد كانت الوالدة رحمها الله تحتار أين تذهب بهذه الفاكهة فلا توجد لدينا ثلاجة حينها كانت البيوت بسيطة شعبية أو مبنية من اللبن وكانت باحة الدار المفتوحة للفضاء

متعتنا في الصيف اذ كنا نجلس فيها وقت العصر مع الشاي والفصفص والراديو نستمع لما يطلبه المستمعون من الأغاني أما إذا ذهبت الوالدة الى أحد بيوت الجيران فكانت تصطحبني معها كوني لا زلت في الخامسة

من عمري ولا تمانع النساء في حضوري في مجالسهن وأذكر كيف كانت بساطة عصرية النساء في ذلك الزمن فلا تكلف فيها فهي كانت للأنس واللقاء وليست للأكل والفشخرة كانت أكواب الشاي المنعنش تدور على الحاضرات مع بعض النقل والمكسرات وكنت افرح كثيرا عندما تقوم البعض منهن بالمباشرة بحليب الجاموس أي والله فتباشر الحاضرات بعلب حليب الجاموس مع الملاعق الصغيرة وطبعا أنال نصيبي من ذلك وأسعد

به وعندما تدير صاحبة المنزل البيكم بأسطوانة توحة (أشر لي بالمنديل ياهو وقال أنا ماشي فستان كحلي طويل ياهو في الدرب أهو ماشي ) أو أسطوانة ( قلبي فدا قروى واللي سكن فيها ) لهيام يونس كنت أسعد اكثر لسببين الأول المتعة بالطرب والثانية المتعة بأخذ ما تبقى من علبة حليب الجاموس الذي كانت تتناول منه الوالدة رحمها الله وذلك لانشغالها بطق الأصبع أو التصفيق لأحدى الحاضرات اللاتي يهزهن الطرب ويقمن

بالرقص إمام الحاضرات .كان المطر في الطائف ينزل كثيرا في تلك الأيام وحتى في الصيف وما أن يتوقف عن الهطول حتى نبادر نحن الأطفال بالخروج واللعب في المياه التي تتكون بعد نزول المطر ونستمتع أكثر بوقوفنا تحت مرازيب البيوت لنأخذ دشا ملوثا بالتراب ونحن نظن انه دشا للنظافة ولا ننسحب حتى يخرج إلينا الكبار ويعطوننا نصيبنا من الضرب ويعيدوننا لنستحم الاستحمام الذي نكرهه لأنه بالصابون وليس بالتراب

كماء المرازيب.


(3)


انتقلنا بعد سنة من سكننا في حي السلامة إلى حي الشرقية أسفل جبل البازم وأمام المسيال كان البيت شعبيا بسيطا وله باحتين وبابين باب مطل على مسيال وادي وج فالباب مطل على الشرق والباب الآخر ناحية

الغرب يبدو من خلاله جبل البازم ببيوته الشعبية الصغيرة المتلاصقة كنا محظوظين بهذين البابين ففي الصباح نجلس إمام باب البيت الغربي حيث الظل ونخرج معنا لعبة الكيرم وهاتك يالعب مع بعضنا نحن الأخوة أو مع بعض الجيران وكنا نتجرأ على أخذ لعبة الكير الخاصة بأخينا الأكبر لذهابه للدوام ونخن الصغار في عطلة الصيف ومن المعروف انه يصعب جدا أن نخرج أيام الدراسة لسببين انشغالنا بدراستنا والطقس شديد البرودة

في الشتاء الذي يلزمنا الجلوس داخل البيت فالصيف في الطائف هو الحركة والنشاط والانطلاق –أما في العصر فنخرج من الواجهة الشرقية للبيت حيث يكون الظل وهنا في هذه الجهة لدينا مساحة أكبر للعب فتتنوع ألعابنا ما بين كرة القدم أو لعبة الليري التي أظنها صورة بدائية للعبة الكريكت فقواعد اللعبة تتطلب وجود مضرب من الخشب وخشبة صغيرة مدببة الطرفين كنا نسميها الزيزو كان اللاعب الذي لديه المضرب يقف في

وسط دائرة يخطها على الأرض ثم يضرب بقوته الزيزو ليبعده أقصى مسافة يستطيعها عندها يقوم اللاعب الآخر بمحاولة التقاطها فإذا نجح في ذلك ونادرا ما يحدث فإنه يفوز بالجولة ويصير هو الذي يضرب وإذا ما

فشل وكثيرا ما يحدث هذا فإنه يتجه إلى حيث وقع الزيزو ثم يلتقطه من الأرض ويحاول قذفه إلى داخل الدائرة التي يقف فيها اللاعب الضارب فإذا نجح في إنزالها داخل الدائرة وفشل اللاعب الضارب في صدها خارج

الدائرة كسب لاعب الزيزو الجولة وإذا نجح الضارب في صد الزيزو يستمر اللعب على ماهو عليه وقد تتغير قواعد اللعبة من حارة لأخرى إذ يكون هناك تقدير المسافة بين مكان وقوع الزيزو وبين الدائرة فإذا رغب

لاعب الزيزو تخمين المسافة بين مكان الزيزو والدائرة فله ذلك فيقول مثلا أربعين أو خمسين زيزو وعندها يقوم طرف ثالث وهو بمثابة الحكم بقياس المسافة مستخدما الزيزو كوحدة قياس فإذا صدق حدس لاعب

الزيزو في تقدير المسافة فاز وإلا كان لزاما عليه حمل الزيزو على قدمه والقفز به من الدائرة إلى مكان وقوعه الأول من دون أن يسقطه عن قدمه وإنها لمن شبه المستحيل فإذا عجز عن ذلك اعتبر خاسرا للمباراة

ودخل لاعب جديد بدله وكم تحدث من خصومات ومضاربات وشتائم واتهام بالغش ويصيح اللاعب الذي يحس بالغبن والله ما اقبل والله ما اقبل يا غشاش ويرد عليه الآخر بالشتائم وتندلع المعركة التي تنتهي بفقشة أو تمزيق الثوب ومقاطعة اللاعبين لبعضهما ولكن سرعان ما تعود المياه لمجاريها بعد أيام قليلة .ومن الألعاب لعبة البرجون (البلي ) بلهجة مصر والعاب البرجون متنوعة وكثيرة واحدها هو وضع كل خصم عدد من

برجوناته داخل دائرة أو مثلث يخط على الأرض ويقوم اللاعب الخصم بوضع عدد مساوي لبرجونات اللاعب الأول ثم يقوم اللاعبين برسم خط على مسافة من الدائرة أو المثلث يتفق الإثنان عليها ويقفان على هذا الخط ولدى كل واحد منهما برجونة كبيرة تسمى الريس ويحاول كل منهما بالدور اخراج اكبر عدد من البرجون من الدائرة بواسطة قذفها بالريس وهكذا قد يخسر احدهما بعض برجوناته أو كلها وهنا قد تندلع المعارك إذا

اعترض اللاعب الخاسر فيتهم الفائز بأنه غشاش ويرد الثاني فورا انت جزوعي وتتطور الإتهامات إلى شتائم فبونيات (لكمات ) فصفعات وفقشات فخصام وتقاطع فصلح فلعب مرة أخرى ونسيان لما مضى ولا تبقى الأحقاد ولكن يبقى المرح واللعب



(4) الفقرة الرابعة في يوم تاني

 

 

   

قديم 01-19-2012, 09:52 AM   رقم المشاركة : 4

 


مشرف عام 3
ان مدينة الطايف 0 هي مدينة الذكريات الجميله 0 لانها تروي قصص العابريين والمصيفين وتعتبر ملتقى لاصحاب المشاعر0 الحساسه 0 والعواطف 0 التي تنبع من الاجواء 0 الرائعه وليالي المصطافين وحفلات الطايف في المساء تطرزها اصوات المبدعين 0 طارق احسن الله لي وله الخاتمه 0 ودودحية الفن الاصيل عبدالله محمد وابو نوره رحمه ما الله ورحم الله 0 فوزي مسون فقد حضرت وهو زواج احد الاعلام في الطايف وكان فوزي لا 0 يهتم بمظهره بالظروره 0 فساله صاحب الحفل 0 ايش هذا يا ابو ابراهيم 0 قال ايش فيه 0 قال ملابسك ما هي لايقه 0 فقال هوه انا اللي باغني والا ملابسي 0 قال 0 يا 0 راجل انت عند مين فارسلني وهو وفصل لنا اربع اثواب من قماش اسمه كنبو ابو غزالين بما يلزمها ومكملاتها وباقصى سرعه تخيطت وجات في ليلة الزفاف 0 ذكريات حركت شريط الذكريات والكاتبة ان لم تخني الذاكره عضوه في النادي الادبي في في الطايف 0 وبصفه عامه ذكريات الطايف الحديث عنها لا يمل وسلمت اناملك واحسنت النقل تحياتي 00

 

 

   

قديم 01-19-2012, 11:53 AM   رقم المشاركة : 5

 

مشرف عام 3
شرفت زاوية الذكريات بمشاركتك الكريمة خاصة وانها عن ذكريات الطايف المانوس ، ذلك المصيف الجميل سابقا ولاحقا ولكن سابقا كان افضل من وجهة نظري .
اتمنى أن تستمري حفظك الله في نقل ذكريات من ترين عن الطايف وغيرها ، واتمنى ايضا من اخي الحبيب نايف بن عوضة الا يحرمنا مما لديه فيما يخص ذكريات الطايف وفنه وحفلاته ففي ذلك اثراء للزاوية وامتاع لروادها .
وتقبلا خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

قديم 01-19-2012, 12:24 PM   رقم المشاركة : 6

 

مشرف 3
تحية لك ولقلمك وفكرك
متابع ومستمتع بما يخطه قلمك
دعواتي لك بالتوفيق
منتظر المزيد
دمت بود

 

 
























التوقيع

   

قديم 01-19-2012, 02:06 PM   رقم المشاركة : 7

 


ذكريات رائعة
وحلقات مميزة نقلتها لنا
يامشرف عام 3
ونترقب باقي السلسلة لاعدمناك .
مادمنا نتحدث عن الطائف الذي أحببت
فترة إزدهاره الثقافي والفني والإجتماعي
من خلال جماليات صاغها الراحلين المبدعين
الأستاذ /سعدالثوعي والصديق عبدالله باهيثم رحمهما الله
فلاأنسى أنّه إحتضن أول زواج يقام في فندق لواحد
من الجماعة (زواج عبدالرحيم رمزي) وهو من الذكريات
التي نتمنى من أبورمزي سردها لنا لأن الفكرة بحد ذاتها
متجاوزة (تغريد جميل خارج السرب) والخطوة التي لاتقل
جمالاً هي فكرة مخيم العيد السنوي لأهالي المناشلة
ظهور الفكرة وملابساتها وتنفيذها وهذا مانتمناه من
أبوسامي ... هو توثيق جميل وهام نترقبه من :
رمزي إخوان على رأي أبوعبدالله .

 

 

   

قديم 01-19-2012, 07:25 PM   رقم المشاركة : 8

 

معذرة يا مشرف رقم 3 إذا دخلت على موضوعك بالعرض .. وأضفت عليه بما يشبه ( شوية بهارات ) لزيادة نكهته .. حيث أن لدي ( 11 ) حلقة عن الطرب الحجازي وبالذات أحداثه التي كانت تدور في الطائف .. مع أنني عندما قرأت موضوعك كان لدي إحساس داخلي بأنه موجه إلي لأنني سبق وأن كتبت هنا مذكرات بهذا الخصوص عن ليالي الصيفية بالطائف والزواجات التي كانوا يسدون فيها الشارع ويعملون منصة لإقامة حفلات الطرب التي يشارك فيها كبار وصغار المطربين والمجال مسموح لكل عابر سبيل
ولا يفوتني أن أشير إلى أن تلك المرحلة السائدة في الثمانينات الهجرية وأوئل التسعينات كانت تشاهد تلك المواقف ولا تستنكر .. لعدم معرفة الناس بالرأي الشرعي حيال الغناء والطرب .. حتى أنه في في أحد حفلات الأندية الرياضية بمنطقة الطائف أواخر الثمانينات كان هناك حفل بالنادي أكثرفقراته طرب ومن الحاضرين مسئولي الإدارات الحكومية بما فيهم رئيس الهيئة .. وأنا أحب أن أضيف هذه المقالة للمؤرخ والكاتب الطائفي عبدالرحمن اللهبي .. كإضافة توثق الجانب التاريخي لما كان يدور بمدينة الطائف



الطرب الحجازي/11

سأقول كلمة عن "البيه,أبو سلطان,طارق عبدالحكيم"من سيؤرخ للفن في الحجاز لابد أن يقول(قبل طارق ,بعد طارق)هذه جملة أتحمل مسؤوليتها ولكن,من المشهور عن أهل الطائف أنهم لا يشق لهم غبار في (المحشات)ومن لا يعرف معنى (محش)فعليه سؤال العزيز(غازي الطايفي)أهل الطائف عندما يطرحون شخصا للحش ,يستهلون الحديث بذكر محاسنه حتى يصلوا الى كلمة (ولكن)وبعدها ,عينك ما تشوف إلا النور,ولكنهم لا يغتابون ولا يحقرون .
دعونا نعود للبيه,كانت فرصة لطارق عبد الحكيم تخلده أبد الدهر كان من الممكن أن يكون (سيد درويش الحجاز)ولكن أخذه ابن عم الطرب كما قال سيدي وحبيبي ذلك العلم صاحب الدكه في مكة البدوي الذي فاق الرجال أدبا وشعرا وثقافة ,ما تميل على جنب الا وأبو سعد هو السيد ,إنه حسين سرحان جاد الزمان علي بأن أجلس في مجلسة وأتعلم من أدبه وقد يكون لي معه يوما إن أسعف الدهر ,أقول أخذ طارق قول سيدي:

الم يلمم بك الطرب *****تطوف به ويجتذ ب
وأحور في يديه لضا**** وفي عينيه تضطرب
إذا ساقاك صا فية ..****كأن حبابها لهب
لا يذهبن بكم الخيال الى بنت الكرم فطارق ليس من أهلها ولكنه من أهل الكرم ذاته,فهو ابن ألمثناه ربة العنب والخوخ والمشمش والعناب والرمان قبل أن تعدي على عينها التي كانت ترويها ذات الماء السلسبيل تعدي عليها الأيادي ,إن عنبها هو ذاك العنب الذي قطف منه صهيب رضي الله عنه قطف عنقودا وجاء به لسيدي وحبيبي رسول الله عليه أزكى سلام بعد أن أدمى عيال الطائف عقبيه الشريفتين بالحصا فانتحى ودعا ذلك الدعاء الذي يهز الأنفس المتعلقة بالله ذاك المكان الذي يعرفه أهل الطائف توارثا من عهد النبوة وبني فيه مسجد يسمى مسجد الكوع ولكن حراس الدين أهملوه حتى تحول الى حظيرة أغنام حتى لا يصبح مزارا ككل آثار المصطفي عليه أزكى سلام وأحسب أن بناؤه أعيد لأمر ما ,هل تصدقوا أن أهل الطائف الأصليون حتى هذه الساعة لا يقاتلون إلا بالحصا .
سرحت بكم ,ماذا أفعل؟يلفني التاريخ الجميل بردائه فأنسى ما أنا بصدده وأمضي معه.
أقول طارق عبدالحكيم وهو الذي أصبح مسؤول الطرب الحجازي المعتمد ما كان أمينا معه ,فرط فيه ,لقد كان أمامه غرفتين,أما الأولى فهي مليئة بالجواهر الأصلية ولكنها تحتاج الى شيء من الكد لتلميعها وإعادة صياغتها وإخراجها كالبرق تخطف الأبصار,والأخرى بها "إكسسوارات براقة تزغلل العين ولكنها فالصو" والوصول لها سهل ميسور ,اختار طارق ما يزغلل العين ويدرس مع الزمن وأهمل الجواهر التي تبقى بقيمتها على مر الزمن.
أشعر بطعم علقم في حلقي فدعوا شهرزاد يدركها الصباح فتسكت عن الكلام المباح.

( إذا أتيحت لنا الفرصة بمشيئة الله ستكون حلقات هذا الموضوع بعد الإنتهاء حلقات الأخ مشرف3 )

 

 

   

قديم 01-20-2012, 07:56 AM   رقم المشاركة : 9

 

أساتذتي واخوتي روّاد الذكريات ومحبيها

الوالد نايف بن عوضه

الفاضل عبدالحميد بن حسن

القدير علي أبو علامة

الرائع عبدالله أبو عالي

الكريم محمد سعد دوبح

لكم فائق الود وعبق الورد على سخائكم المعهود في التشجيع
ودعم استمراريتي بينكم أخت لكم وابنة


الأستاذ الرائد بن ناصر
ماذا أقول لك أستاذي
ماجئت به هو جمال الطائف ورحيق وردها وسلسبيل ينبوعها الفن الأصيل
يالذكريات الطائف عشت فيه فترة وجيزة لم ولن أنساها ماحييت كنت وقتها طفلة لم تعرف الحروف بعد
فقط تلهو تحت ظلال الطلح وتنتزع شوكة داستها فتركت أثراً جميلاً لايمحى من ذاكرتي ربما لي عودة بسرد شيء منها ،
ولكن بعد أن أسكب ذكريات الجميل عديل السالمي وتعقب أنت بجمالك

دمت ودامت الساحات منارة فكر وعلم وذكريات طيبة

 

 

   

قديم 01-20-2012, 08:02 AM   رقم المشاركة : 10

 


(4)


فترة التسعينات كانت فترة ذهبية للطائف فالملك فيصل رحمه الله كان يحب قضاء فترة الصيف بكاملها تقريبا في الطائف إلا إذا كانت لديه ارتباطات خارجية وكنا نحن الصغار نسعد بمشاهدته في سيارته مع سيارة واحدة

فقط للحرس الملكي وسيارة شرطة وكان يمر رحمه الله من شارع السداد وكان دكان الوالد رحمه الله تحت عمارة السبيعي وكان الوالد رحمه الله يأخذني معه احيانا الى دكانه وكان موعد مرور موكب الفيصل رحمه الله متجها من شارع السداد الى الردف أوشهار حيث يزور بعض شقيقاته وعماته اللاتي كان يسكن بعضهن في حي شهار وعند مرور الموكب إمام دكان الوالد رحمه الله كنت اقفز إلى الرصيف واشارك جموع

المواطنين في تحية جلالته وكان يرد التحية ملوحا بيده للجماهير-كان الوالد رحمه الله يصلي المغرب والعشاء في مسجد ابن عباس وكنت ارافقه الى هناك وفي أيام الحج كان يكثر تواجد الأخوة اليمنيين في الطائف حيث كانوا يحرصون على المرور بالطائف في طريقهم لمكة وذلك لزيارة قبر عبدالله بن العباس رضي الله عنهما وكان هؤلاء لهم اجتهاد فقهي تبعا للمذهب الزيدي فتراهم يخلعون سراويلهم التحتية ويصلوا بالوزرة

والقميص وهم يتركون سراويلهم بجانب أعمدة المسجد وهنا يأتي أشقياء الأطفال والشباب ويخفون هذه السراويل عندما يدخل هؤلاء المساكين في الصلاة وظلت هذه الحركة تتكرر رغم اعتراض عقلاء الناس على ذلك الأمر ولكن لا فائدة حتى اقلع الكثير من هؤلاء اليمنيين عن عادتهم تلك التي لا نعرف نحن لها سببا وإن كنت أرجح أن لها علاقة بالمذهب الزيدي كما أسلفت -ومسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنهما له شأن

كبير في الطائف فبالإضافة إلى كونه أكبر جامع في المدينة فإن الجنازات كانت ولا تزال يصلى عليها في هذا المسجد لتخرج بعد ذلك لمقبرة ابن العباس المجاورة وبرحة ابن العباس معروفة في الطائف حيث تقام فيها الحدود الشرعية من قصاص وجلد وغيره وعند وجود الملك فيصل يرحمه الله في الطائف كان يحرص على أن يصلي الجمعة في مسجد ابن العباس ولم يكن يأتي معه إلا سيارات قليلة تحمل بعض الأمراء المرافقين

والخوياء -كان حي السليمانية غير بعيد من جامع ابن العباس وقد ازيل هذا الحي قبل نحو 27 عاما وكان حيا عريقا مليئا بالبنايات الأثرية وقد ازيلت في غمضة عين ولم نعرف سببا لأزالة هذا الحي الذي حل محله ساحة لموقف السيارات ثم حولوا الساحة فترة من الزمن لأنشطة الترويح السياحي في اعوام 1414-1417هجرية قبل ان يتحولوا إلى المشهد في الخالدية لأقامة مخيمات التنشيط السياحي قد نتفهم ازالة الأحياء

القديمة ذات العبق التاريخي بجوار الحرم المكي والمدني بدعوى توسعة الحرمين الشريفين ولكن إزالة حي السليمانية العريق في الطائف يظل يترك في قلوب من كان يسكن هذا الحي غصة ويترك في أعينهم أكثر من سؤال.


(5)


أذكر أنه في التسعينات الهجرية أن الطائف كانت أكثر انفتاحا منها الآن والدليل كثرة الحفلات الغنائية فيها لجميع الفنانين فيها ويكفي أن الطائف شهدت إنطلاقة ابو عبدالله رحمه الله بالإضافة لطارق عبد الحكيم

وعبدالله محمد يرحمه الله وعبادي الجوهر و عبدالله مرشدي رحمه الله و غيرهم كثير وكانت هناك أماكن عرض افلام السينما فأتذكر ان هناك اماكن لعرض افلام السينما بالتذاكر في كل من نادي وج ونادي عكاظ

ومسبح عكاظ في البخارية وكان يسمى بسينما ابو الروس نسبة لأسم صاحبه وسينما في طريق الردف لصاحبها البلجون المعروف واذكر عند نجاحي من الصف السادس ابتدائي أخذني أخي الأكبر لسينما البلجون لمشاهدة فلم هندي به الكثير من الأكشن وحركات الأفلام الهندية المعروفة وكان هذا كمكآفأة لنجاحي واذكر شعوري بالفرح الطاغي عند دخولي صالة العرض التي هي عبارة عن حوش مكشوف وبه مدرجات للجلوس

عليها ثم شعوري بالخوف قليلا عندما أطفئت الأنوار ثم ذلك الشعور الطاغي بالدهشة والإثارة عند بدء عرض الفيلم وتحرك شخوص الفيلم أمامي على الجدار الذي كان فارغا قبل قليل ثم إندماجي مع الفيلم ولقطات

الأكشن والخوف على أبطال الفيلم من الأشرار واذكراني مكثت مدة من الزمن وأنا مفتون بما شاهدته وأحكيه لكل عيال الحارة بنوع من الفشخرة-وبعد ذلك أخذت رجلي على (دور السينما) في الطائف بصحبة أخي

الأكبر مني قليلا وشاهدنا الكثير من الأفلام الهندية والأميركية وبعض المصرية إلى إن أغلقت هذه الدور اظن في نهاية التسعينات أو بعد حركة جهيمان العتيبي عام 1400 هجرية - وكان مما يحسب للطائف أنها أول مدينة حسب ظني يقام فيها سيرك زائر وكان ذلك حسب ما أذكر في عام 1397 هجرية كان ذلك السيرك من مصر ود أخذوا الأذن من أمير مكة في ذلك الوقت الأمير فواز بن عبد العزيز وأقيم مخيم السيرك في

البرحة التي إمام ثانوية الفيصل بين حي معشي وحي الخالدية وكانت تجربة حضور السيرك في ذلك الوقت تجربة مثيرة كان سعر التذكرة عشرة ريالات وذهب معي أخي الذي يكبرني بأربع سنوات كانت فقرات البرنامج تشمل كل العروض التقليدية في أي سيرك من مشي على الحبل وترويض الأسود وخفة اليد والأكروبات ومن الفقرات التي لا ننساها مشاركة فتيات في عمر 14 و15 سنة في عروض ليونة الجسم وبلباس يشبه

لباس راقصات الباليه ولا تسل عن حالنا نحن المراهقين الذين نشاهد ذلك لأول مرة في مجتمعنا المحافظ طبعا اختلطت في نفوسنا مختلف المشاعر ما بين إعجاب ودهشة وذهول إلى غير ذلك من المشاعر ثم كانت الفقرة الأخيرة مع زمزم وزمزم هذه امرأة أظنها في الأربعين من عمرها حسب ما أتذكر خرجت علينا فوق مركبة تشبه مركبة الفضاء وهي مثبتة الرجلين على هذه المركبة أما رأسها فإلى الأسفل وشعرها مفرود

على طبيعته وهي تمد يديها وكأنها تحتضننا من بعيد والمركبة تدور بها على مدار الحلبة وهنا تتعالى صيحات الإعجاب والحسرة والآهات من المراهقين وغيرهم وأظن هذه الفقرة لم يكن بها أي نوع من الفن سوى فن جذب المراهقين لعرض آخر ودفع تذكرة أخرى عموما أظن ان السيرك أقام لمدة عشرة أيام بعرضين في اليوم الواحد وأظنها تجربة فريدة مرت علينا في الطائف .


(6)


كانت الطائف في فترة التسعينات وقبل ان تزداد وتيرة السفر للخارج في الصيف ملتقى الأحباب وبداية لقصص حب بريئة وطفولية - كان ينزل في بيت جيراننا سنويا اسرة كريمة من الرياض وكان لديهم عدد من الأولاد

والبنات في أعمارنا اوفوقها بقليل وكان رب الأسرة يعمل موظفا في الديوان الملكي وكانوا يستأجرون كامل الدور الثاني من جيراننا الذين هم أصلا من نجد واستوطنوا الطائف وما أن يصلوا حتى نبدأ في اللعب مع

اولادهم مختلف الألعاب ومن أشهرها الشرعد والدسيسة (الغميمة) والبرجون وطبعا بالنسبة لي احاول بشتى الطرق ان تكون رحاب من ضمن فريقي وعندها استغل الفرصة لأقدم لها في غفلة من الآخرين

الكارميلا التي اشتريتها من عم ناصر في البقالة المجاورة كطريقة بريئة لأثبات حبي لها وهو حب طفولي ومشاعر بريئة تخفق في صدري ولم أعرف أن هذا حب بل أعرف أني أرتاح كثيرا لرؤيتها واحب طريقة كلامها

معي عندما تقول لي يالله نلعب وكنت كثيرا ما أذهب مع أخيها الذي في نفس سني لحارة البخارية أو منشية شارع عكاظ لأنهما أقرب سوقين لحارتنا حارة جبل البازم وما حولها واسعد اكثر اذا طلبت شيئا معينا إمام

اخيها فيرد عليها بغلظة انه لا يعرف أين يجده وهنا انبري فورا اني اعرف من اين اجده وهنا تقابلني نظرتها الشاكرة التي تنسيني نظرة الغضب من أخيها وصديقي وهنا يصر أخوها انه لن يأتي لها بطلبها فتمد يدها

بالنقود لي ترجوني ان احضره لها وآخذ النقود وانطلق مع صديقي ولا اعدم وسيلة لإقناعه بالرضا عن شراء حاجة الغالية ويقفز قلبي فرحا أني اسعدتها - مضت تلك الأيام وانقطعوا عن زيارة الطائف وبدأوا يقضون

صيفيتهم في الخارج من نهاية التسعينات وانتهت قصة حب طفولية في مهدها






(7)


المكتبات في الطائف لها معي قصة فقد بدأ ولعي بالقراءة والكتب منذ كنت في السنة الثانية ابتدائي في مدرسة العزيزية الإبتدائية حيث كان أساتذتنا يذهبون بنا لمكتبة المدرسة وكان بها مجموعة من الكتب والقصص

الخاصة بالأطفال كقصص المكتبة الخضراء والقصص المدرسية كامل كيلاني وآخرون والمحلاة بالصور والرسوم الجميلة والمشوقة وكنت لا أمل من مشاهدة الصور مع محاولة قراءة ما يمكنني قراءته في تلك

المرحلة وكنت أفهم القصة كما يحلو لي من خلال قراءتي الخاطئة لبعض الكلمات وشيئا فشيئا تقدمت في قراءتي بمساعدة معلم مصري حنون اسمه أحمد رافع جزاه الله خيرا ورحمه إن كان حيا أو ميتا ثم استطعت

شراء بعض القصص من مكتبات عديدة في الطائف وأبدأ بمكتبة حسنون التي كانت مجاورة لبرج الحميدان في حي اليمانية أو حي حوايا كما يطلق عليه الآن وكان صاحب المكتبة يعرف الوالد يرحمه الله فكان يعطيني

بعض القصص مقابل قروش قليلة بطريقة التأجير وكنت التهم هذه القصص إلتهاما وصرت أتدرج في نوعية القصص ومستواها بإرشاد صاحب المكتبة صديق الوالد ومن المكتبات المعروفة في الطائف مكتبة الجيل

الجديد في برحة القزاز وكانت وكيلة توزيع بعض المجلات الشهيرة مثل مجلة العربي الكويتية التي كنا نتقاتل في الحصول عليها بداية كل شهر ميلادي ، ومن المكتبات التي اتذكرها مكتبة المؤيد التي كانت تقع في

شارع ثقيف وكنت اتردد عليها بعد وصولي المرحلة المتوسطة لأن نوعية الكتب فيها من النوع الأدبي والديني المتخصص - أما المكتبة التي لن أنساها زالتي كنت اترددعليها اكثر من مرة في الأسبوع فهي مكتبة

السيد التي كانت تقع في خان الملطاني وهو سوق قديم يعمل فيه الأخوة البخارية في خياطة الثياب وبيعها أما مكتبة السيد فهي خارج الخان من جهة مسجد الهادي لقد كانت هذه المكتبة فريدة من نوعها حيث أنها تبيع

الكتب المستعملة وكم وقعت على كنوز من الكتب في هذه المكتبة التي كان صاحبها أحد الأخوة اليمنيين وكنت تجده في مكتبته مستلقيا على خيشة وفي يده كتاب يقرأ فيه ثم بين الفينة والأخرى يبصق في قارورة بجانبه

فهو من مدمني الشمة وتجد الكتب مكومة في مجموعات من غير تنسيق أو ترتيب وإذا أردت كتابا معينا أشار لك بيده إلى أحد هذه الكومات وعليك أنت البحث فيها ولعل خاصية هذه المكتبة هو عنصر المفاجأة فيها

فأنتقد تجد حصيلة معتبرة من الكتب الجيدة وبأسعار رخيصة نسبيا أو تمكث ساعات في البحث والتنقيب وتخرج صفر اليدين ولقد كنت أمكث احيانا من بعد صلاة العصر للمغرب ولا أجد شيئا ذا بال وأحيانا أخرج بنوادر

من الكتب مما أذكره أني وجدته في هذه المكتبة ألف ليلة وليلة حادي الأرواح لبلاد الأفراح- رواية السقامات ليوسف السباعي -ثلاثية نجيب محفوظ-أعداد قديمة من مجلة العربي -مجلة المنهل روايات الهلال

وغيرها الكثير - وبعد عام 1402 هحرية انتقلت المكتبة لشارع خالد بن الوليد وفي شارع فرغي منه ثم أقفلت نهائيا بعد عام 1412 هجرية وكم لها في نفسي من مكانة وسبحان الدائم .


(8)


كيف مر خبر إغتيال الملك فيصل رحمه الله على مدينة الطائف؟
لا أنسى ذلك اليوم أبدا كان الوالد رحمه الله قد عاد من دكانه بعد صلاة الظهر وكان مستلقيا ينتظر الغداء وقد كنت عدت من المدرسة قبله وأذكر أني كنت في السنة الرابعة الإبتدائية أو الخامسة وكنت أجلس بجانب

الوالد رحمه الله أكتب واجبا مدرسيا وفجأة دخلت شقيقتي وهي تبكي أبويا الملك فيصل مات وقام أبي وهو يصيح ماذا ماذا لا حول ولا قوة إلا بالله وكانت أختي قد دخلت والمذياع في يدها وتحلقنا حول المذياع نستمع

للخبر الأليم وتفاعلنا نحن الصغار بالبكاء ونحن نسمع المذيع يشهق بالبكاء وتوالت بيانات الديوان الملكي طوال اليوم من خلال المذياع ثم لما حان موعد افتتاح التلفزيون وشاهدنا نشرة الأخبار الرئيسة لن أنسى أبدا

المذيع محمد صبيحي وهو يشهق بالبكاء ولا يكاد ان يتم قراءة أخبار ذلك اليوم يالله كم ذلك اليوم حزينا على الطائف كما على بقية المملكة ولكن كنا نشعر أن للطائف ارتباطا معينا بالفيصل رحمه الله من كثرة ما كنا

نراه فيها . كانت الأيام بعدها حزينة وقامت بعض المساجد بإذاعة القرآن من خلال مكبرات الصوت وأذكر أن المسجد الصغير الذي يقابل بيتنا كان يذيع القرآن الكريم يوم وفاة الفيصل واليوم التالي وأذكر صلاة الغائب

على الفقيد في مسجد العباس وارتبطت هذه المناسبة بنزول أمطار غزيرة هطلت على الطائف اكثر من اسبوعين حتى اضطرت البلدية أن تقوم بفتح سد عكرمة وكانت سيارات الشرطة تحذر البيوت التي على ضفة

الوادي من المكوث فيها وطالبتنا بالخروج إلى جبل البازم وكنا نحن من هذه البيوت ولكن الوالد رحمه الله لم يخرجنا وأظن انه لم يجد بيتا في الجبل حتى نخرج إليه واذكر جيدا خروجنا في آخر الليل من جهة الباب الذي

يطل على وادي وج ورؤيتنا للماء وقد وصل إلى نصف الدكة التي إمام بيتنا وأذكر دعاء الولد وقلقه من دخول السيل إلى داخل منزلنا ولكن بفضل الله مع ساعات الصباح الأولى بدأ الماء ينحسر قليلا وكان هذا إيذانا

بزوال الخطر واستمر الوادي بالجريان أياما عديدة بعد ذلك وتعطلنا عن الذهاب للمدرسة لعدم سلامة الطريق وخصوصا اننا كنا نذهب مشيا من بيتنا في سفح جبل البازم وعبر شارع خالد بن الوليد إلى أعلاه حيث تقع

مدرستي العزيزية الابتدائية في الركبان وقد ازيل مبنى المدرسة الذي كان مبنى مستأجرا وليس حكوميا وقامت مكانه عمارة حديثة وافتتح فيها مكتب للخطوط السعودية فترة من الزمن -وكان الطريق للمدرسة موحلا

لا يمكن السير فيه ورغم الحزن الذي كان يعم البلاد لوفاة الفيصل وحزننا نحن الأطفال ولكن تطرق إلينا بعض الفرح بهطول الأمطار مع التعطل عن الذهاب للمدرسة - وذكرياتنا عن الفيصل كثيرة وحبنا كان له كبيرا

ولن ننسى الأغنيات التي كانت عنه مثل فيصلنا يا فيصلنا الله يقوي فيصلنا كل الشعب يعيد ويقول الله يقوي فيصلنا وأغنية سلمك الله يا بو عبدالله سلمك الله سر بنا يا بو قلب كبير يا بو عبدالله .



(9)


نعم كان الفيصل له حب كبير في قلوب أهل الطائف خاصة رحمه الله -وقصة الأمطار وفيضان وادي وج بعد وفاته تقودني إلى الحديث عن وادي وج وأهميته في الطائف وهذا الوادي يقسم الطائف إلى قسمين شرق

الوادي وغربيه كان منزلنا على ضفة الوادي الغربية وكان مسيل الوادي الخفيف فرصة لخروجنا للتنزه والجلوس على العقوم التي تقع غرب الوادي وكان منظر المتنزهين مابين أفراد وعائلات مصطحبين معهم

الشاي والقهوة ومعهم أطفالهم من المناظر التي تعلق في الذاكرة وينطلق الأطفال في لعبهم وينزلون إلى المياه للعب فيها بينما يجلس الكبار على العقوم ينظرون إلى جريان الماء أمامهم ويتبادلون أطراف الحديث في

نزهة بسيطة لا تكلفهم شيئا سوى النزول من مساكنهم في جبل البازم مشيا على الأقدام وكان الوادي يسيل بقوة مع هطول الأمطار الغزيرة ثم يبدأ يخف جريانه خلال الأيام التالية مالم تنزل أمطار أخرى وإني لأذكر أنه

من النادر أن يمر علينا الأسبوع من غير أن تهطل الأمطار حتى لو كانت خفيفة ويحدث هذا أيضا في الصيف - كانت إمام منزلنا مباشرة صخرة كبيرة فوق العقم وكانت هذه الصخرة هي مكان نزهتنا في العصريات التي

يكون فيها المطر خفيفا أو عند جريان الماء الخفيف وكانت هذه الصخرة أيضا ملاذ هروبنا من السقايين الذين يوصلون الماء في براميل يحملونها على عربات تجرها الحمير (أكرمكم الله) وكنا من شقاوتنا عندما

يمرون أمام هذه الصخرة في الوادي أيام جفافه نختبئ خلف الصخرة ونرمي بالحصى على البراميل لنستمتع بصوت ارتطام الحصى بها وكان بعض هؤلاء يطاردوننا وهؤلاء يسببون المتعة لنا من خلال مغامرة

المطاردة أما الأغلب فإنهم يتجاهلوننا ويمضون في طريقهم (نسأل الله أن يغفر لنا) فما ذنب هؤلاء المساكين حتى نفعل بهم ذلك ولكنها شقاوة الأطفال وكان الوادي مصدر متعة لنا عندما يقف جريان الماء فننزل بطن

الوادي ونبدأ في البحث عن النباتات التي تنمو عقيب المطر فتنافس في تملكها فكلما وجد أحدنا نبتة من هذه النباتات صاح حلي أي ملكي وأحاط النبتة ثم نتوعد بعضنا بعدم أخذ نبات الآخر وقد نمكث حتى غروب الشمس

بجوار (أملاكنا) حتى يغلبنا النعاس فنضطر آسفين لترك غنائمنا وخصوصا بعد أن تصفق لنا أمهاتنا لنعود للمنزل ولا ننسى أن نتوعد بعضنا ونحن نغادر المكان بالويل والثبور لمن يخرب مزروعاتنا وفي صباح اليوم

التالي نسارع إلى هذه النباتات التي نجد بعضها قد خرب بأيدي آثمة فتندلع الخصومات بيننا وبين أطفال أقرب جيران لننا لأنهم اول ما يتبادر إلى ذهننا ولتهديدهم المسبق لنا وما أن تمر أيام لا ينزل فيها المطر خصوصا

في الصيف حتى تجف هذه النباتات تحت أشعة الشمس الحارقة فننتقل إلى لعبة أخرى نشغل أنفسنا بها وننسى (مزارعنا الصغيرة) يا لها من أيام حلوة لا يشغلنا فيها هم ولا تفكير إلا في حدود عالمنا الطفولي البرئ .

لنا عودة ببقية ذكريات عديل
متابعة مبهجة أتمناها لكم

 

 

   

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir