يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-2013, 09:40 AM   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

أحياناً... حنفية الاستقدام!
عبدالعزيز السويد

الانطباع إيجابي عن حملة تصحيح أوضاع العمالة، على رغم محاولات قوى الممانعة التهويل وبث إشاعات مثل «قص الإقامة» التي لم يثبت لها أساس، ومثلها أحاديث عن احتمال تأثر بعض الأعمال. لكنّ هناك شعوراً داخلياً لدى البعض بأن الحملة لن تستمر حتى لدى بعض العمالة أنفسهم، والسبب معروف بالطبع. إننا منذ زمن فصل الاستقدام عن وزارة الداخلية وربطه بوزارة العمل ارتفعت وتيرة التسيب ولم يتحرك أحد، تعذرت «العمل» بنقص الإمكانات وتمّ تقاذف المسؤوليات.
حسناً.. لماذا التذكير بهذا؟
لأن تلك الأعوام أحدثت خرقاً كبيراً أضيف لما كان موجوداً، وكان من المستغرب عدم التحرك لـ «رتقه» على رغم الكتابة وتعالي الأصوات المستمرة عنه، كان لا يحتاج إلا إلى قرار مثل الذي صدر قبل أسابيع! لعب من لعب وتعب من تعب. عموماً اختلف الوضع الآن، وتم تحديد المسؤوليات والصلاحيات، لكن بقي أمر في غاية الأهمية يتمثل في إيقاف الحنفية!
المسؤولية على وزارة العمل الآن أكبر في إيقاف حنفية الاستقدام، لتصبح صنبوراً يستخدم أدوات الترشيد بكفاءة ومهنية، والوزارة أيضاً معنية بتنظيف داخلها وهي مضخة الاستقدام، والتهاون في هذا المفصل يوفر سوقاً جديدة للمتاجرين بالتأشيرات و «شريطية» العمالة. البيانات العمومية لوزارة العمل في هذا لا تحقق الردع المطلوب، لا بد من الشفافية لكشف الأسماء وحجم التجاوزات.
كما أن على الوزارة الكشف للرأي العام عن عدد التأشيرات التي منحت لشركات الاستقدام، هل هي مصادفة أن الحملة لم تبدأ إلا بعد تكامل هذه الشركات؟
أيضاً شمولية «الحملة والتشهير» لمشغلي الهاربات والهاربين من العمالة في غاية الأهمية، مثلهم كمثل من يهرّب ويشغّل مجهولي الهوية من الجنسين. لقد عاش هؤلاء «ربيعاً» لأعوام طويلة، والثمن دفعه الوطن والمواطن، ونتجت منه خروقات أمنية واجتماعية، فضلاً عن الاقتصادية، بحكم توفر «ضعاف النفوس» من مختلف الشرائح في بلادنا، حتى يمكننا تصديرهم - ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه -.
ضعاف النفوس لديهم حاسة شمّ مسعورة «تهتبل» أية فرصة وتتفنن في إيجاد المخارج لها. إيقافهم عند حدهم وجعلهم عبرة مطلب حيوي، سيسهم بعون الله تعالى في تحقيق النجاح للحملة وبيان آثارها الإيجابية.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-08-2013, 10:20 AM   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

بين الأصل والشبح


بقلم/ جمانة حداد



هل تطفح الأفكار من رأسكَ لكنكَ لا تجيد صوغها في كلمات؟ هل عشتَ حياةً مثيرة تصلح لأن تكون روايةً ضاربة، لكنكَ تفتقر الى ملكة الكتابة؟ لا تحمل أي همّ، ثمة حل لمشكلتك: إنه "القلم الأجير"، الذي سيتلقف بنات أفكارك ويدللها ويعجنها ويسقيها ويسهر عليها، حتى تولد على الورق كأعجوبة، وتحمل اسمك باعتزاز، وتجعلك كاتباً – أباً بالتبنّي.
على العكس من الغرب، حيث مهنة القلم الذي يؤجّر موهبته منظّمة وممأسسة، لا وجود لهذه المهنة في عالمنا العربي رسمياً، بل تدخل المسألة ومناقشتها في إطار التابو، اذ ارتبط المفهوم حصراً بشائعات وفضائح راجت على مرّ السنين حول كتّاب كُتبت لهم كتبهم (معظم تلك الشكوك حامت حول كاتبات وشاعرات)، لكنها نادراً ما تجاوزت إطار التحامل والشائعة الناتجين في معظم الحالات من آفة "الذكورية" الأدبية، لتصبح واقعة ثابتة ومبرهنة. "الأشباح" موجودة طبعاً في بلداننا، لكنها إما أشباح طوعية ومتطوّعة، غير مدفوعة بحافز المكسب المادي بل بالرغبة في تقديم المساعدة لأسباب متنوّعة أو طمعا في مصالح من نوع آخر، وإما هي تجني رزقها من كتابة الأطروحات الجامعية والمحاضرات والخطب، وأيضاً وخصوصاً من كتابة المقالات الصحافية.
سمعنا الكثير عن "فريق أجراء" ألكسندر دوما، وعن ان بيار كورناي كان يكتب لموليير. كذلك شكسبير اتُهم باللجوء الى خدمات كتّاب مرتزقة، وقيل إن كوليت بدأت تجني عيشها، قبل أن تصبح كاتبة مشهورة، بتأجير قلمها. ثمة أيضاً من الكتّاب من كان "ظل" نفسه، في حالات جميلة وفريدة من نوعها من خلق الانعكاسات أو من التكاثر الأدبي، على غرار بيسّوا الذي كتب لبرناردو سواريس وألفارو دي كامبوس وريكاردو ريّس وآخرين، ورومان غاري الذي كتب لإميل أجار.
يؤكد نابوكوف أن "سرقة نص من كاتب هو أكبر إطراء له"، بينما يقول أنطونيو مونيوث مولينا: "اذا كانت الكتابة تعني أن نروي شيئاً هو التعبير الأكثر صدقاً وأصالةً عنا، فمن العبث أن نستعير لأجل ذلك كلمات آخرين". ترى كيف يمكن كاتباً أن يتجاوز ما تفرضه العلاقة مع النص من أمومية وأنانية وتعلّق وتملّك؟ مهما تكن التسمية المستخدمة لوصف متقمّصي الكتّاب: القلم الأجير، أو الكاتب المرتزق، أو الشبح، أو الظل، أو نائب الكاتب، أو الكاتب المنتدب، أو مومس الكتابة، أو الكاتب "الزنجي"، الخ... لا بد، في حال الموهبة الحقيقية، أن يكسر الظل المرآة ويخرج منها. لا بد أن يرحل الشبح، ويبقى الأصل.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-08-2013, 10:27 AM   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

ويكيميديا تتهم جهازاً أمنياً فرنسياً
بحذف مادة "خطرة" تحت التهديد


اتهمت مؤسسة "ويكيميديا" السبت جهازا امنيا فرنسيا بحذف مقالة من موسوعتها "ويكيبيديا" الالكترونية على الانترنت "تحت التهديد" بعدما اعتبرته يشكل مساسا باسرار الدفاع الوطني والجهاز الامني الذي اشارت اليه المؤسسة، وهو الادارة المركزية للاستخبارات الداخلية. وتتضمن المقالة المحذوفة التي نشرت في 24 تموز من العام 2009 معلومات عن القوة النووية الفرنسية.
ونفت وزارة الداخلية الفرنسية في اتصال مع وكالة فرانس برس حصول اي نوع من التهديد. وقال مصدر في الوزارة: "في دولة قائمة على القانون، لا يمكن وصف الاجراءات القضائية بانها تهديد".
وحذر المتصلون من أن هذه المقالة تتضمن "معلومات عسكرية" وان "نشرها يخالف القانون".
وفي 30 آذار، ابلغ القيمون على "ويكيميديا" ان الجهاز الامني الفرنسي "اتصل بمتطوع يعمل مع المؤسسة، مقيم في باريس، وطلبوا منه استخدام صلاحياته لحذف المقالة فوراً".
أضافت المؤسسة ان المتطوع حذف المقالة بعدما "تعرض للتهديد". وردت وزارة الداخلية الفرنسية قائلة: "بطلب من النيابة العامة، وتحت اشراف السلطات القضائية"، وبعدما رفض هذا الشخص حذف المقالة، جرى "تحذيره من العواقب القانونية المترتبة على ذلك" بحكم كونه الممثل القانوني لـ"ويكيبيديا" في فرنسا.
يذكر أن "ويكيبيديا" أعادت نشر المقالة بواسطة مستخدم في سويسرا، وترجم السبت من الفرنسية الى الانكليزية.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-09-2013, 07:53 AM   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

المتنبي مكشوفاً بالفرنسية

للمبدع /عبده وازن

ليس من السهل ترجمة المتنبي الى اللغات الاجنبية، مهما بدا المترجم بارعاً وملماً بالعربية اولاً ثم باللغة التي يترجم اليها. هذا الشاعر الذي تصعب قراءته بالعربية أصلاً يعصى على فعل النقل الى لغة غريبة عنه وعن مضاربه اللغوية، ويستحيل بالتالي ابتداع صيغة تفي صنيعه المعجز حقه، وإن غدت وفية له وأمينة عليه. وقد يكون الوفاء هنا ضرباً من الخيانة القصوى، فهو شاعر الاجتراح اللغوي قبل أن يكون شاعر المضمون أو الفكر والرؤيا. وإذا ذهبت لغة المتنبي ذهب معها سر إبداعه ولم تبق سوى حكم مبعثرة وأفكار ومفاخر وبطولات شبه وهمية ومدائح لا تتوجه الى الحكام والسلاطين إلا لتنتهي في الذات، أو في الأنا المنتفخة، نرجسياً وادعاء.
لعل العودة الى قضية ترجمة المتنبي و «الإشكال» الذي ما زال قائماً حولها، يفترضها صدور «كتاب السيوف» (دار سندباد - باريس)، وهو مختارات من شعر المتنبي تعاون على ترجمتها الى الفرنسية أخيراً الباحث الفرنسي باتريك مغربانة (سوري الاصل) والمستعرب هوا هوي فيونغ. قد يختلف القارئ العربي - الفرنكوفوني الملمّ بشعر المتنبي، مع المترجمين حول هذا العنوان، وقد يختلف معهما، فهو وإن عبر عن «فروسية» هذا الشاعر وشجاعته وبسالته، يظل دون شعريته الفريدة، ذات الخصال البلاغية والجمالية. فالمتنبي فارس في الشعر أكثر من كونه فارساً بالسيف، وقد يكون سيفه مجازياً أكثر مما هو من معدن. ولا أخال المتنبي واحداً من هواة ضرب الأعناق ولم يكن السيف في نظره إلا من زينة الدنيا التي شاء أن يكون من أربابها.
ليست المرة الاولى يترجم فيها المتنبي الى الفرنسية. مختارات الشعر العربي القديم التي عرفتها المكتبة الفرنسية حافلة بقصائد له. لكنّ «كتاب السيوف» يتفرد في كونه مشروعاً جاداً، يهدف الى تقديم صورة شاملة عن المتنبي بالفرنسية. وواضح أنّ المترجمين بذلا جهداً كبيراً في عملهما، وأوليا القصائد الصعبة الكثير من الاهتمام والدقة، وهما أصلاً صاحبا مراس في ترجمة الشعر العربي القديم، وقد نقلا الى الفرنسية بعضاً من عيون هذا الشعر، من العصر العباسي والاندلسي، عطفاً على أبي العلاء المعري. وكان لا بدّ لهما من أن يعتمدا البحث المعجمي تفسيراً للمفردات والمترادفات وتفكيكاً للتراكيب وتذليلاً للصعاب النحوية. ومن يقرأ القصائد المترجمة ويقارنها بالاصل المواجه لها - وهنا التحدي الذي اختاره المترجمان - يلمس الدقة في العمل، الدقة التي ساهمت في إبعاد فعل النقل عن الأشراك الكثيرة التي يحفل بها شعر المتنبي. فلا تفاسير خاطئة أو معكوسة، ولا اجتزاء ولا حذف أو تلاعب... إنهما مترجمان وفيّان وصادقان ولا مجال لديهما للتزوير على عادة بعض المترجمين. وبلغت بهما حماستهما للمتنبي مبلغاً حتى أنهما عمدا الى ترجمة الشعر الموزون والمقفى شعراً موزوناً ومقفى ولكن وفق الأوزان الفرنسية. وهنا يكمن مأخذ كبير على هذه الترجمة، على رغم وفائها ودقتها. لقد فات المترجمين أن خصائص المتنبي «العروضية» أو الايقاعية يستحيل على الأوزان الفرنسية أن تحتويها وتضاهيها بجرسها الفريد وموسيقاها الوزنية وحواشيها وإيقاعاتها... ولعلهما ظنّا أن استخدامهما الوزن الاسكندري، بتنوعه الايقاعي وليس فقط بـ «مقداره» المقطعي (السيللابي، بالفرنسية) قد يساعدهما في منح شعر المتنبي صيغة إيقاعية ملائمة فرنسياً. لقد خاض المترجمان في هذه اللعبة الوزنية ميداناً خطراً يفترض تمرساً في الشعر الفرنسي الكلاسيكي وفي بنيته الايقاعية وأوزانه، ويتطلب إلماماً عميقاً بأسرار العروض الفرنسي (بروزودي) الذي شهد مراحل من التطور التاريخي. هكذا لجأ المترجمان قسراً الى التفسير والتطويل ليتمكنا من موازاة الابيات العربية في الصيغة الفرنسية. وكان على الكثير من تلك الابيات التي تبرق وتلمع أن تفقد بريقها ولمعانها وكثافتها الايقاعية واللغوية لتمسي أسطراً شعرية بلا روح ولا جمال، ولكن من دون أن تخون مضمونها. إنها قصائد المتنبي، ولكن مكشوفة الأسرار، مفضوحة المعاني، وخلو من اللمسة السحرية والمعجزة اللغوية والبيان والبلاغة...
ربما كان على المترجمين أن يستعينا بشاعر عربي فرونكوفوني متضلع من العربية الكلاسيكية والفرنسية (صلاح ستيتية، على سبيل المثل) ليعيد صوغ الترجمة ويُعمل فيها قلمه المبدع، مشذّباً ومهذباً وصاقلاً وفق ما يناسب شاعر الخيل والليل، الذي لم يتوان أبو العلاء المعري عن وصف صنيعه بـ «معجز أحمد»، على رغم الاختلاف بينهما شعرياً وفكرياً. فأبو العلاء لم يكتب قصيدة مديح أو هجاء أو فخر... واحدة.
ما أصعب قراءة المتنبي في لغة غير لغته. إنه شبه المتنبي وليس المتنبي. إنه المتنبي مطعوناً في صميم شعره. ولكن كيف يقرأ الغرب شاعراً مثله؟ إنها قوة المتنبي التي تنعكس عليه سلباً، عندما ينقل الى لغة الآخر.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-11-2013, 01:40 PM   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

في جامعتي: مبنى (ج) ومبنى (أ)





في جامعتي قضيت تفاصيل ظهر الأربعاء في الممرات والاستراحات الطلابية لمبنى (ج)، حيث بشائر المستقبل لطلاب الطب وعلومه وتخصصاته وكلياته وأقسامها المختلفة.. حيث الكيمياء وطب الأسنان وقسم علوم الأمراض والصيدلة، وحيث طلاب المختبرات الطبية. مع أبنائي هناك اختتمت يومي (المدهش) مع طلاب الفرقة الأولى في السنة الأخيرة من كلية الطب، فأين تكمن القصة؟ أنا أستاذ ذات الجامعة القادم إلى (هؤلاء المستقبل) من مبنى (أ) المقابل.
لاحظوا تراتبية الحروف وأولوياتها ما بين مجرد عمارتين عملاقتين في ذات الجامعة.. أساتذة (المتحف) الأثري وطلاب العصور الوسطى في مبنى (أ)، وأجيال المستقبل من العلوم إلى الطب في القائمة الأخيرة من الأبجدية. في مبنى (أ) نحتشد أساتذة بالمئات لتدريس أنواع (المفعول) به وبعض (مسرحيات شكسبير)، وفي مبنى (أ) يتوه ثلاثة أرباع طلاب ذات جامعتي في (المبنى النظري) وفي مقررات التربية والآداب واللغات وفي غيرها مما لا أستطيع أن أكتبه بالحرف، لأن مبنى (أ) متحف مقدس لا يجوز التكهن أو حتى مجرد الانتقاص من قدره.
من مبنى (أ)، وبالفرضية، خرج إلى هذا الوطن كل أساتذة الحوارات البيزنطية الذين أصبحوا اليوم أسماء لامعة في مشهد الاحتشاد الثقافي. ومن مبنى (أ) بالتحديد انطلقت قبل عام بالضبط أول حركة احتجاج لتمرير أجندة (الفعل الحركي) الممزق لوحدتنا الوطنية في شكل تظاهرة طلابية. في مبنى (ج)، وفي المقابل، لوحة الأستاذ الطبيب الذي أجرى لأحد أفراد عائلتي عملية جراحية تكللت بالنجاح بعد عذابنا لأربع سنوات في أربعة مستشفيات مختلفة، وفي ذات المبنى شاهدت بالصدفة أستاذ الطب الآخر الذي استشرته كزميل مساء ما قبل البارحة من أجل مشكلة صحية شخصية طارئة. من مبنى (ج) تخرج 12 شخصا من ذات (اسمي) الأعلى المعروف بعاليه ومن المبنى نفسه، وعلى مدى ثلاثين عاما بالضبط ما يزيد عن ألف طبيب وثلاثمئة استشاري في الاستثمار الأعظم والأول والأجمل في كل التاريخ التنموي لهذه المنطقة. وعلى مسؤوليتي فإن (كلية الطب) هي ذروة بناء الإنسان في هذا المكان، ومع هذا سأقول أخيرا لاحظوا ترتيب الأبجدية في الأهمية حتى بين المباني ولكل من يريد لأبنائه حظوة المستقبل:
لا ترسلوهم للمبنى (أ)، بل تأكدوا أنهم في المبنى الأخير من القائمة الأبجدية.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2013, 04:39 PM   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

على غصن شجرة إلكترونية!

بقلم / محمد الرطيان

(أ)
تويتر عدو الثرثرة.
تويتر -وببساطة- هو تفسير التقنية الغربية للعبارة العربية الشهيرة:
الإعجاز في الإيجاز.
في تويتر..
الوليمة: ساندويتش صغير ولذيذ.
والحديقة: زهرة في قميص متابعك.
والعنادل: تغريدة على شباك قارئ.
(ب)
تويتر: حديقة كونية رائعة،
ومثل كل الحدائق لا تخلو من بعض الحشرات والزواحف!..
فلا تجعلوا الحشرات المزعجة، تشغلكم عن العصافير المبهجة.
(ج)
في تويتر -أحيانًا- لا تجد أي فرق بين:
حادث سير في شارع عام.. و«الهاشتاق»!
وأحيانًا، يتحوّل إلى: مجلس الشعب لشعب بلا مجلس.
(د)
«تويتر»:
أن تسكب الغيمة في كأس صغير..
وتختصر الحديقة في بخة عطر.
(هوّز)

على أغصان شجرة تويتر، غنّت عصافيري الزرقاء.. وهذه بعض تغريداتي:

(1)
الشر لو كان يأتي بوجهه البشع لتحاشاه أغلب البشر، ولكنه -في الغالب- يأتي
بملامح متنكرة وبشكل أنيق وجذاب!

(2)
كل الفنون تحلم أن تصل إلى الموسيقى.
كل الكلمات تحلم أن تتحول إلى شعر.
كل امرأة تحلم أنها.. أنتِ!

(3)
الكتابة:
أن تكتب كلمة «بحر»، وقبل أن تصل إلى الراء ترى الأسماك تقفز فوق أوراقك!

(4)
لا شيء أقسى من الشعور بالخيانة:
كأنك تشرب دمك.. في كأس صُنعت من عظمك!

(5)
تردد دائمًا: «خانني التعبير»..!
ألم تفكر - ولو لمرة واحدة- لعلّك أنت مَن خنته؟!

توقف عن الكلام لكي استمع إلى عينيك وهما تتحدثان عنك..
فإن خانك التعبير، فلن يخونك العبير الذي يفوح منك.

(6)
لا يوجد إعلام حر.. يوجد إعلامي حر: يقاتل لتمرير «بعض» الحقيقة!

(7)
الباب الوهمي أخطر وأقوى من الباب الحقيقي.
الباب الحقيقي: يتآكل، يصدأ، يُكسر..
الباب الوهمي: عليك أن تكسر العقل الذي ابتكره لكي تفتحه!

(8)
صح مطبعي: دخل التاريخ من (أوسـ .. خ) أبوابه!

(9)
الطريق لا يصنع الأقدام.
الأقدام والإقدام: هما اللذان يصنعان الطريق!

(10)
هو نفس الباب:
أنت تراه (مدخلاً) وغيرك يراه (مخرجًا) واختلاف
الرأي لا يفسد للود قضية.. ولكنه يخلع الباب أحيانًا!

(11)
هناك من يتحدث عن إصلاح «بيته» وليس في ذهنه سوى تغيير دهان السور الخارجي!
بعض البلاد تتعامل مع الأمر بنفس الطريقة، وتكتفي بتلميع الواجهة!

(12)
أكبر خطأ في التربية أن نحاول تحقيق أحلامنا عبر أولادنا.
الصواب: أن نحاول اكتشاف أحلامهم ونساعدهم على تحقيقها.

(13)
احذر من بعض الأمثال الشعبية..
فهي مثل الأطعمة الفاسدة التي انتهت صلاحيتها!
لا تتناول وجبة تم طبخها منذ قرون، فقط لأن الذي طبخها أحد أجدادك!

(14)
الأهم من سقوط «المستبد» هو سقوط «ثقافة الاستبداد» التي أنتجته..
طالما هي موجودة، ستنتج غيره بأشكال وطرق وعناوين مختلفة!

(15)
س: متى يكون الجوع خيرًا من الشبع؟
ج: لم ولن يكون الجوع خيرًا من الشبع، إلاّ في حالتين:
صوم مؤمن، وإضراب حُرّ عن الطعام.

(16)
عشٌ بسيط، على غصن شجرة جرداء..
أجمل من قفص ذهبي يتوفر فيه حَب وماء!
[ هذا ما قاله العصفور الحُر لعندليب القصر ]

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-13-2013, 08:29 AM   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

آه من الشيخوخة.. وما تفعله بنا.. وما نفعله!


بقلم / عبد الله باجبير


الشيخوخة هي المرحلة الأخيرة من عمر الإنسان.. إذا طال عمره.. قبل الرحيل وتسبقها الكهولة وهي سن للنضج والحكمة.
ومن الثابت علميا أن الشيخوخة ليست مرضا ولكنها حالة من الضعف العام والاضمحلال في الأداء والشعور بالوهن والإجهاد نتيجة التدهور الشامل لمختلف أعضاء الجسم.. ويصاب المسن بأمراض عديدة ومع هذه الأمراض تتغير طبيعته وشخصيته وحتى طريقة معاملته للآخرين يصبح عصبي المزاج أحيانا.. يرفض تناول الدواء حينا.. أو الاستماع لنصائح الأطباء.
والحقيقة أن هذه التغيرات الطارئة يواجهها الأبناء عادة فيقومون على رعايته والاهتمام به ومساعدته على عبور هذه المرحلة بسلام.. وللأسف الشديد فإن الكثير من الناس يجهلون صعوبة هذه المرحلة التي يمر بها الأب أو الجد أو الجدة والبعض يتفهم طبيعة هذه المرحلة وكيفية التعامل معها بحب وصبر وألفة والبعض الآخر يتعامل بسلبية وينظر للمسن مستغربا هذا التحول الصحي والسلوكي لهذا الشخص الذي كان يملأ الدنيا حبا وحنانا واحتضانا.
بالتأكيد يشعر المسن بهذا التغيير من قبل بعض أفراد أسرته فينسحب من المجتمع والناس ويفضل العزلة والوحدة لأنه يشعر بأن المجتمع انسحب منه وتخلى عنه والحقيقة ليست كذلك بالتأكيد، ولكن هي مرحلة تحتاج لتفهم واحتواء ومحبة واهتمام من قبل أفراد الأسرة، خصوصا لو كان المسن بكامل قواه العقلية فمريض الزهايمر مثلا يحتاج لرعاية أكبر لأن هذا الشخص يفقد كل مهاراته وقدراته الفكرية والسلوكية وبالتالي يحتاج إلى الاهتمام به بشكل دائم.. في حين أن المسن الذي ما زال يحتفظ بذاكرته نشيطة ويتحدث عن الماضي والحاضر بشكل كامل يجب مساعدته لملء فراغ يومه بأمور مسلية ويشعر من خلالها أنه ما زال قادرا على العطاء.
أصبحت الحاجة ملحة إلى درء المرض عن المسنين ومعالجة الأمراض المزمنة ولا بد من إنشاء دور رعاية خاصة بهم تقدم لهم الخدمات الطبية والنفسية والترفيهية.. ولا ننسى عامل التغذية الجيدة لإدامة صحتهم سليمة وجيدة.. ولا ننسى أيضا أننا يوما ما سنعيش هذه المرحلة بكل ما فيها من متاعب وربما أمراض.. والحديث النبوي يقول: ''خذ من شبابك لهرمك.. ومن غناك لفقرك.. ومن صحتك لمرضك''.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

همس الكلام:
''غريبة أن نبدأ حياتنا وننهيها بطعام واحد: اللبن''.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013, 02:17 PM   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 


تراجع صورة مصر أميركيا: «الإخوان» السبب


بقلم /جيمس زغبي

تغير موقف الرأي العام الأميركي نحو الأسوأ تجاه مصر، حيث يتبنى نصف عدد الأميركيين الذين تستطلع آراؤهم في الوقت الراهن رأياً يصب في غير مصلحة تلك الدولة وقيادتها.
فخلال معظم سنوات الفترة ما بين العام 1993 و2010، كان 60 في المئة من الأميركيين يصنفون مصر تصنيفاً إيجابياً، وهو ما يختلف عن آخر تصنيف أجريناه في آذار 2013، حيث لم تزد نسبة من صنفوا مصر إيجابياً على 36 في المئة، بينما كانت نسبة من صنفوها على نحو سلبي 48 في المئة. هذا التحول الدراماتيكي في الرأي العام الأميركي تجاه مصر يرجع لعاملين رئيسيين: القلق من الدور الذي يلعبه «الإخوان المسلمون»؛ وافتقار الرأي العام الأميركي للمعرفة بالتاريخ المصري المعاصر.
ومن قبل، عندما كان تصنيف مصر مرتفعاً استجابة للسؤال المفتوح الذي يقول: ما هي الفكرة الأولى التي ترد على ذهنك عندما تسمع كلمة مصر؟ كان أصحاب الغالبية العظمى من الإجابات يذكرون «الأهرامات» و«أبو الهول»، وغير ذلك من «أمجاد مصر القديمة». وكانت هناك نسبة من المشاركين في تلك الاستطلاعات تذكر اسم السادات واتفاقيات «كامب ديفيد». وفي الشهور الأولى من «الربيع العربي»، كانت صور التظاهرات السلمية المؤيدة للديموقراطية في مصر تستدعي إلى أذهان العديد من الأميركيين صوراً من حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة ذاتها، أو صوراً من أحداث سقوط الجدار الحديدي في شرق أوروبا. وبعد هبوط أولي في نسبة التقييم في بدايات عام 2011 عادت التقييمات لتصب في مصلحة مصر مرة أخرى في منتصف العام 2011، وتدور في دائرة الـ60 في المئة. ومنذ ذلك الحين بدأ هذا الدعم في التبخر تدريجياً. ولكننا عندما أجرينا استطلاع آذار 2013 أي منذ شهر واحد، وسألنا المستجيبين السؤال نفسه: ما هي الفكرة الأولى التي ترد إلى ذهنك عندما تسمع كلمة مصر؟ كانت «الأهرامات» و«أبو الهول» تمثل الغالبية العظمى من الإجابات تماماً، مثلما كان الأمر في الاستطلاعات السابقة، ولكنهما في هذه المرة كانا متبوعين مباشرة بكلمات، مثل «الاضطرابات» و«القلاقل» و«الإخوان المسلمين».
وفي كانون العام 2012، سألنا الأميركيين عما إذا كان الأمل يحدوهم في أن «الربيع العربي» سيجلب تغيراً إيجابياً. أجاب اثنان إلى واحد بالإيجاب. ولكن في فترة العام ونصف العام التي تلت ذلك، تبين أن الأميركيين قد فقدوا الأمل. واليوم نجد أن عدد الأميركيين الذين يقولون إنهم يشعرون بخيبة الأمل بسبب الطريقة التي مضى بها «الربيع العربي» في مصر يفوق ثلاث مرات عدد أولئك الذين يقولون إنهم ما زالوا يأملون في حدوث تغيير إيجابي. بقدر ما يمكن إرجاع ذلك للمواقف «الناعمة»، فإن القلق من «الإخوان المسلمين» يمثل عاملاً مهماً من العوامل التي أدت إلى الموقف السلبي الجديد للرأي العام الأميركي تجاه مصر.
وهناك تداعيات تترتب على هذا التغير في المواقف: فالعديد من الأميركيين يتساءلون في الوقت الراهن حول ما إذا كان يتعين على بلادهم العمل مع مصر تحت قيادة «الإخوان المسلمين». كما أن العديد منهم يناقشون أيضاً ما إذا كانت الولايات المتحدة يجب أن تستمر في تقديم المعونة العسكرية والمدنية لتلك الدولة تحت قيادة تلك الجماعة أم لا. كما تعرب أغلبية من الأميركيين أيضاً عن قلقها من احتمال قيام «الإخوان المسلمين» بالسيطرة على مجريات الأمور في دول أخرى، ويقولون إنهم يؤيدون الإجراءات التي تتخذها الحكومات العربية الأخرى من أجل «الحد من أنشطة شُعب «الإخوان المسلمين» العاملة في بلادها» من ضمن التداعيات الفرعية لهذا الاتجاه السلبي.
وخيبة الأمل العامة في مسار «الربيع العربي» تؤدي إلى تبني الجمهور الأميركي لمزيج لافت للنظر من المبادئ التي يرون أنها يجب أن توجه مسار السياسة الخارجية الأميركية. فعند سؤال المستطلعة آراؤهم حول ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة دعم الحكومات، سواء كانت منتخبة أم لا، وإذا ما كانت تلك الحكومات تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح الأميركية، أم أن الحكومة الأميركية يجب أن تكتفي بتأييد الحكومات المنتخبة ديموقراطياً فقط حتى إذا كانت تلك الحكومات تتبنى سياسات معادية لها، كانت نسبة من يؤيدون الخيار الأول 72 في المئة، في حين لم تزد نسبة من يؤيدون الخيار الثاني على 17 في المئة فقط، وهو فارق كبير للغاية.
ومنذ عامين قارنت مصر بمسرح «برودواي» قائلة إنه ليس من المهم ملاحظة الطريقة التي ستتمخض عنها الأحداث على المسارح الأخرى في العالم العربي، لأن العالم سيحكم على «الربيع العربي» وفقاً للطريقة التي سيمضي بها في مصر. أما الآن وبعد مضي عامين ونصف العام على انطلاق «الربيع العربي» فإننا نلاحظ أن «اللون قد زال من وروده»، وأن الأميركيين باتوا يشعرون بخيبة الأمل تجاهه، وأن مواقفهم تجاه مصر قد تغيرت نحو الأسوأ، وبات الجمهور يتبنى مقاربة أقل «عاطفية»، وأكثر «واقعية» نحو علاقات الولايات المتحدة بمختلف بلدان «الربيع العربي».

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-19-2013, 03:59 PM   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

يقول المبدع الراحل
متعددالمواهب /
فاتح المدرس :

« أن تعانق الشموس بعضها
فيتناثر النار والضياء
في رحاب الكون.
كل هذا الدمار
من أجل قبلة!»
« يبدو لي أننا في حياتنا
نبحث عن الخطأ،
نمارس الخطأ.
إنها لذة النهايات التافهة.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-20-2013, 07:59 PM   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

عندما كانت القهوة «نبيذ» المتصوّفين والثوريين


(عن «بي بي سي»
كتب / جون ماكهوغو)

أنجب العالم العربي الكثير من المفكرين والكثير من الإبداعات، من بينها تقليد وجبة الثلاثة أطباق (الحساء ثم اللحم ثم الفواكه وصلت إلى إسبانيا من العراق) والكحول (وصلت عبر جابر بن حيان من الكوفة في العراق وكان اسمها الكحول).. والقهوة. وما زالت القهوة الأفضل تُعرف بـ«العربية»، وإن كانت سلكت طريقاً طويلاً بدأ من المسلمين المتصوّفين القدماء وصولاً إلى شوارع العالم الحديثة اليوم.
بمجرد التفكير بالقهوة، قد يحضر إلى الذهن ربما قهوة «الإسبرسو» الإيطالية، أو القهوة بالحليب الفرنسية، أو القهوة الأميركية «اللاتي» مع القرفة. فاليوم تنبت سلسلة مقاهي «ستارباكس» و«كافيه نيرو» و«كوستا» في كل مكان، وفي كل مطار دولي.
وبينما تنتج القهوة في المناطق ذات المناخ الحار مثل أميركا اللاتينية وأفريقيا وفيتنام وإندونيسيا، قد يخطر في الذهن أنها تصنع في العالم الحديث مثل التبغ والشوكولاتة. ولكن في النهاية، لقد حظي الثلاثة بالشعبية في أوروبا في الوقت ذاته تقريباً، أي في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وفي الحقيقة، لقد أتت القهوة من المناطق المرتفعة من الناحية الجنوبية للبحر الأحمر، أي اليمن وأثيوبيا.
وبرغم أن أول مشروب من نبتة القهوة البريّة شربه راعٍ من أثيوبيا، إلا أن زراعة القهوة بدأت في اليمن، واليمنيين كانوا من أعطى الاسم العربي لـ«القهوة»، وهو الاسم الذي تشتق منه كلمة «Coffee».
كانت القهوة تعني في الأصل النبيذ، والصوفيون في اليمن استخدموها كوسيلة للتركيز، وحتى للنشوة الروحية عندما كانوا ينشدون اسم الله.
وفي العام 1414، عُرفت القهوة في مكة وفي مطلع الـ1500 انتشرت في مصر من الميناء اليمني «الموخا». كانت حينها لا تزال مرتبطة بالصوفيين، في وقت نمت مجموعة من المقاهي في القاهرة حول جامعة الأزهر. ومن بعدها افتتحت في سوريا، في حلب تحديداً، ثم في اسطنبول في العام 1554.
في البداية، منعت القهوة في مكة واسطنبول والقاهرة من منطلق ديني، وقد اندلع الجدل حول تأثير القهوة وما إذا كان شبيهاً بتأثير الكحول، وقد أفتى البعض بأن تمرير وعاء القهوة على الجالسين يُشبه ما كان يحصل مع زجاجة النبيذ المحرّم في الإسلام.
ومع الوقت تحوّلت المقاهي إلى مراكز للتجمّع والنقاش وإلقاء الشعر، بالإضافة إلى لعب الشطرنج. وقد تحولت بذلك إلى فسحة للحياة الفكرية، وبدأت تنافس المساجد بكونها مكاناً للتجمع.
انتقلت القهوة إلى أوروبا خلال طريقين من السلطنة العثمانية، عبر ميناء «الموخا» في تعز (وهو الاسم الذي أخذت منه قهوة الموكا). وقد كانت كل من الشركات الإنكليزية والهولندية أكبر المشترين من هذا الميناء في القرن السابع عشر، وكانوا يستقدمون الحمولات عبر رأس الرجاء الصالح أو يتم تصديرها إلى الهند وغيرها.
كما وصلت القهوة إلى أوروبا عبر التجارة من خلال البحر الأبيض المتوسط وقد حملتها الجيوش التركية عند عبورها نهر الدانوب. وكما في الشرق الأوسط، تحولت المقاهي إلى مكان للتجمع والقراءة ومشاركة الآراء واللعب. كما تحولت المقاهي في وقت من الأوقات إلى أماكن تجمع «ثورية». وقد استنكر شارل الثاني وجودها في العام 1675، معتبراً إياها كـ«أماكن لتجمع الساخطين، حيث يعملون على نشر تقارير فضائحية عن الملك ووزرائه».
في البداية، نظر الأوروبيون بريبة إلى القهوة لكونها مشروباً إسلامياً، ولكن حوالي العام 1600 انتقل خبر أن البابا كليمنت الثامن استمتع بفنجان من القهوة، وكان برأيه بأنه سيكون من الخطأ السماح للمسلمين بالسيطرة عليها، ولا بدّ للغرب أن يعتمدها. وقد شهدت القهوة النمساوية انتعاشة كبرى عندما سقط الحصار التركي عن فيينا في العام 1683، وتمكن الأوروبيون من الحصول على كميات كبيرة من القهوة تركها الجنود المنكسرون.
ويبدو أن مسمى «القهوة التركية» هو مسمّى مغلوط، فقد كانت تركيا واحدة من البلدان التي كانت تشرب القهوة، ففي اليونان تسمّى القهوة اليونانية، وكذلك في لبنان والأردن وسوريا وفلسطين لم يهتموا كثيراً للاسم. ولكن هناك أنواع أخرى من القهوة التقليدية في العالم العربي، ومنها القهوة الآتية من الخليج العربي والتي تخلط مع الهال وبهارات أخرى. وتحمل القهوة الكثير من المعاني لناحية وقت تقديمها والطريقة التي تقدم فيها للضيف.
وللأسف، فإن إنتاج القهوة قد تراجع في اليمن، كما في العالم العربي، حيث أن أياً من الدول العربية يعدّ اليوم من بين أبرز المنتجين أو المصدّرين لها.

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir