هـــــروب الى النجــــاح  ( 5 )
 يقع كتاب الهروب الى النجاح في ( 424 ) صفحة  ويحتوي  على  ســــــتة انواع من الهروب ،  ضمن العديد من الفصول التي تقصر وتطول حسب اهمية الموضوع وبعده الزمني .
تعرض الكاتب فيها لأجزاء من حياته  التي رآ ى أهميتها فسلط عليها من أضواء فكره وقلمه
ماتستحق من الذكر والتوثيق ، غير اني ســـأختصر –  معتذرا لصاحب الحق أولا وللقراء ثانيا إن أخلـّيت بسياق الكتاب ونهج الكاتب   -  هروبه إلى ثلاثة لا الى ستة  كما رواها 
أولا  : الهـروب الى العــلم ودوره  .
ثانيا  : الهـروب الى الأصدقاءوالأقرباء .
ثالثا  : الهـروب الى المعــالي والقـــمـم  .
أمــا هـروبه الأول الى العــلم ودوره ، فقد ظل ديدنه - ومازال – منذ نعومة  أظفاره  ، و هو الأساس الذي طاف به  وطاربه الى مناحي شتى من كوكب الأرض ، واتخذ لذلك شتى  المقاعد والحنابل والحصر وسلك طرق عديدة حافي القدمين ،  ومنتعلا صبره بعزيمة قهرت كل شئ حاول ان يقف امام رغبته الجموحة  ، في الوصول الى مناهل العلم العذبة ، ليرتوي منها ماشاء الله له ذلك  ، ولقد استخدم كل وسائل ووسائط النقل التي عرفتها البشرية  ، ابتداء بحمارة بيضاء حملته الى قرى كثيرة ومنازل شتى بها مصادر التعلم ومنابعه  ، وتحليقا في فضاء الله عبر الطائرات وما تشــمله فضاءات هذا الكون من هواء وماء وعلم .
درس في قرية ( عراء  ) ثلاث مرات ،  في كـٌتـّابها ، وفي مدرستها ، وفي معهدها ، واستمر في ارتياد دور العلم حتى التحق بكلية التربية  - جامعة ام القرى  الأن -  التي نال منها درجة البكالوريوس وعمل فيها معيدا إلى أن تم ابتعاثه خارجيا وحطت به عصا الترحال المعرفي عبر البحار والمحيطات في اعتى جامعات امريكا  ومنهاحصل على أعلى الدرجات العلمية  - الدكتوراه -  مختتما بذلك مشواره العلمي الأساس الذي امتد بين عامي  1949- 1975  في وقت قياسي يقدر بخمسة وعشرين عاما  ، وكان العمل قد صاحبه واقترن مع الدراسة في وقت واحد معظم فترات مراحله الدراسية  وحقق في مسيرته العلمية أروع النتائج ، وبهر بتفوقه وصبره ومثابرته كل صحبه واساتذته ومشرفيه ومحبيه  .
مرت به ظروف شتى  ، ومصاعب جمة ، فما نالت من عزيمته ، ولا اوقفت زحفه ولم تحل بينه وبين تحقيق هدفه الكبير  .
مرت به حالات عوز ونقص في المال والوقت  ، لكن جهده وعزيمته واصراره  وجلده وقوة تحمله تحدت كل الصعاب  ، وتخطت كل العقبات الكؤود .
 صبر فظفر وحقق حلمه وحلم جميع الذي اسكنوه قلوبهم 
سعيد ابو عالي
قدوة وحلم وطموح ملأ الأحداق وملأ الأسماع والأبصار
وهاهو بهروبه الى النجاح يضع تاريخه العلمي  - متعلما وعالما   -  وسيرته العطرة ، وتجربته الفريدة  ، بين ايدينا للننهل منها  ، ونستفيد من جم فوائدها ، ونستذكربها بعض إيامنا