يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-14-2010, 09:40 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سعيد راشد
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد راشد is on a distinguished road

Discc الغذامي يهاجم الليبراليين السعوديين بشدة


 




الثلاثاء 1432/1/8 هــ 2010/12/14 م

الغذامي يهاجم الليبراليين السعوديين بشدة:
إنهم بلا فكر ولا رؤية ولا مشروع


عبدالله الغذامي

لطفي عبداللطيف - الرياض

هاجم المفكر والناقد الدكتور عبدالله الغذامي بشدة من اسماهم بـ “الليبراليين السعوديين”، ووصفهم بأنهم ليس لديهم “خطاب ثقافي” و”لا عمق فلسفي” و”لا أي أطروحات معتبرة”، وإنهم “مجرد كتبة مقالات في الصحف ويدّعون أنهم ليبراليون وهم أبعد ما يكونون عن الليبرالية”.
وقال: “إنهم يهاجمون كل شيء.. ويرفضون أن يهاجمهم أو ينتقدهم أحد، بل يعتبرون من ينتقدهم من الموبقات”، مضيفاً: “أن من الموبقات أن تمس من اسموا انفسهم بالليبراليين وهم فقط لهم الحق أن يمسوا كل شيء، وإنهم فقط أصحاب الحصانة من النقد، أما غيرهم فلا حصانة له لديهم”. مشيراً إلى أنه دخل في مساجلات مع اربعة اتجاهات: الإسلاميين والحداثيين والروائيين والليبراليين، فالثلاثة الاوائل كان لديهم خطاب ومرتكزات أما الليبراليون فلا خطاب ولا مشروع لهم ولا توجد أي مجتمعية تعرفهم.
جاء ذلك في محاضرة للدكتور عبدالله الغذامي أمس ضمن البرنامج الثقافي بكلية الاداب جامعة الملك سعود (تواصل)، تحت عنوان “الليبرالية الموشومة”، وأدارها الدكتور عبدالعزيز الزهراني أستاذ الإعلام بالجامعة والمشرف على البرنامج الثقافي.
في البداية تعرّض الدكتور الغذامي لمفهوم “الليبرالية” وتطوره تاريخياً وفلسفياً، وتعرّف للمفهوم علمياً ومرتكزاته وفلاسفته ومفكريه: وذكر إنه تعرّض لهجوم شرس وشديد من التيار الليبرالي وصل الى حد اتهامه بـ “المخرّف والكذاب”، وهي اتهامات كثيرة وُجهت اليه منها “عبده الماسوني”، بل وصل اتهامه بـ “الخيانة”. ورأى الدكتور الغذامي أن فيه عيوبا كثيرة وهو يعترف بها، منوهاً بأنه مفكر وناقد ولم يرفع راية التغيير الاجتماعي، وقال: “أنا مفكر حر ولست من دعاة التغيير الاجتماعي”. وتعرّض لمعاركه مع الحداثيين، وقال: “إنها أخذت الكثير من جهدنا ووقتنا وأن كلمة الحداثة استنفدت الطاقات الكثيرة في الدفاع عن المصطلح”. ثم تطرّق إلى كيفية إطلاق وصف الليبراليين على بعض السعوديين، وأرجعها إلى المراسلين والإعلاميين الأجانب الذين يزورون المملكة ويكتبون عنها وعن التيارات والرؤى والافكار، وأضاف: “لقد جاء هذا الوصف على لسان الصحفيين الأجانب الذين يكتبون عنا، فهناك مؤسسات رسمية ومؤسسات دينية وهي كلها محافظة، إضافة إلى بعض -اسماهم بـ ((شوية حداثيين))- لهم أحاديثهم المخالفة داخل المجالس وغير المجالس فأُطلق عليهم وصف الليبراليين”.
وأكد الدكتور الغذامي أن الليبراليين السعوديين “مسمى لأناس غير واضحين فكرياً”، وليس لديهم رؤية محددة، عكس الإسلاميين والحداثيين، فهم مجموعة ساذجة مشوشة متناقضة في مفاهيمها ورؤاها ينطبق عليها تماماً وصف عبدالله العروي، وقال إن محمد سعيد طيب كان يطلق على نفسه ليبرالياً ثم تخلص من هذا الوصف إلى وصف “إصلاحي” وعبدالرحمن الراشد قال إن الليبرالية أندر عندنا في السعودية من الضبّان، واليسار العربي كان ينظر لليبرالية بأنها فاشية وعدوانية، بل وصل إلى رجمها بالتخوين.
وتعرّض الدكتور الغذامي إلى تركي الحمد وورقته التي اساءت فهم الليبرالية في مؤتمر بالكويت وكيف لم يتقبّل من يطلقون على أنفسهم بالليبراليين حلقة من مسلسل “طاش ما طاش” الكوميدي الذي سخر منهم،
وقال: “إن من ينادون بالليبرالية أول من سكت على إلغاء انتخابات الأندية الأدبية، بل إنهم أيضاً سكتوا عندما أعلن وزير الثقافة والإعلام إعادتها الآن وإنه لن يعيّن أي مجلس لنادي أدبي”، وأضاف: “هناك رؤساء أندية أدبية صرّحوا بتصريحات يندى لها الجبين”.
وعاد الدكتور الغذامي ليؤكد قائلاً: “لست ليبرالياً ولم أكن ليبرالياً ولن أكون يوماً ليبرالياً”، وأضاف: “لا توجد أي فلسفة ليبرالية لليبراليين ولا مشروع إصلاحي ولا سياسي، بل لدينا فقط ليبرالية اقتصادية وصحفية من خلال مجموعة كتّاب مقالات، وكل أطروحاتهم مجرد ردة فعل”.
معترفاً أنهم سوف يهاجمونه وسيفتحون عليه النار في مقالاتهم.
المحاضرة حضرها حشد كبير من الاساتذة والطلاب اكتظت بهم القاعة ونُقلت عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة إلى كليات البنات بعليشة، وحفلت المحاضرة بمداخلات ساخنة اتفقت واختلفت مع ما طرحه الدكتور الغذامي.
"انتهى"
_______________________________

طرح للنقاش الهادف

دعوة للذين يجدون في أنفسهم رغبة في:
الحوار الهادف،
والنقاش الموضوعي،
والتعليق البريء

من الأفاضل أعضاء منتدانا الغالي؛

هنا تبرع الأقلام وتتباين الرؤى.



 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 12:53 PM   رقم المشاركة : 2

 

عجيب أمر الدكتور الغذامي

فهو ذكي بما فيه الكفاية ليثير الناس من حوله، ولكنك حين تبحث فيما يقول

تجد الأمر في غاية السهولة والبساطة، وما مهاجمته لليبراليين السعوديين

إلا مثال لذلك فهو يقول إنهم بلا مشروع ولا هدف....إلخ

والحقيقة أنه لا يوجد تعريف محدد لليبرالية حتى على مستوى العالم بل لا نغالي إذ قلنا

إن من وشموا بالليبرالية من مفكرين وفلاسفة لا يكادون يتفقون على مفهوم واحد لها

صحيح أن هناك مقاربات كثيرة للتعريف بها لكنها تختلف باختلاف المكوّن الرئيس لها

وبالتالي ليس بالضرورة أن يعتنق الجميع مبادئ الليبرالية في جميع الميادين فإذا كانت الليبرالية

هي المناداة بالحرية المطلقة والتعددية مع شرط قبول الجميع بهذه الحرية والتعددية فكيف يسمح المسلم

أن يكون هناك تعددية حزبيةة وأيدلوجية ودين الدولة محدد، وكيف يكون هناك حرية إعتقاد

ومعنى هذا هو حرية الإلحاد وكيف يسمح بحرية السلوك ومعنى هذا قبول الدعارة والخنا

أوفقك يا دكتور أنه لا يوجد برنامج لليبراليين السعوديين لكني أريدك أن تضيف أنه لا يوجد

أيضا برنامج لليبراليين العالميين وإنما الموضوع نسبي وللحديث بقية إن شاء الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 03:08 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

طرح للنقاش الهادف

دعوة للذين يجدون في أنفسهم رغبة في:
الحوار الهادف،
والنقاش الموضوعي،
والتعليق البريء

من الأفاضل أعضاء منتدانا الغالي؛

هنا تبرع الأقلام وتتباين الرؤى.

00000000000000000000000000000000000000000000

الاستاذ سعيد راشد احببت ان اسجل حضور فقط
حتى لاتسجلني غايب يكفي ماتم تسجيل غيابي
ايام مركزالعلوم والرياضيات عن المحاضرات
لكي اشاهد مباريات المنتخب لك تحياتي ودمت
بووود0

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 08:32 PM   رقم المشاركة : 4

 

هناك الكثير من امثالي لايعرف معنى اللبرالية ولي ولهم نقلت بعض التعريفات التي وجدتها في العم قوقل لتكون كشافا لي ولامثالي :
التعريف الأول :
( اللبرالية مشتقة من كلمة الحرية الإنجليزية "liberty" وهي مذهب يرى حرية الأفراد والجماعات في اعتناق ما يشاؤون من أفكار والتعبير عنها بشكل مطلق )

ويقول آخر :
الليبرالية..
وما أدراك ما الليبرالية..
شعار كغيره من الشعارات البراقة الوهمية الكاذبة التي تملأ حياتنا..
شعار يحمل في ظاهره الرحمة ومن داخله العذاب والويلات والمصائب..!!

الليبرالية:
تعني" الحرية المطلقة" في كل شيء..!!
وقد عرفها بعضهم بقوله:
"فلسفة اقتصادية وسياسية تؤكد على الحرية والمساواة وإتاحة الفرص"
ولكن ..يعتقد..الكثير من المفكرين..أنه من الصعوبة بمكان تحديد تعريف دقيق لليبرالية , وذلك بسبب تعدد جوانبها ,وتغيراتها من جيل إلى جيل ..لأنها من صنع البشرية..الناقصه..
فمن الطبيعي أن تكون متناقضة..جداً..
كتناقض سيدة الليبرالية.."أمريكا" فهي..يوم حليف لكذا..ويوم آخر ضده تماماً..
فهي ..أينما تحل المصلحة..فإنها تحل الليبرالية..!!

واخر يقول :
( الليبرالية: هى مفهوم فكرى أوسع من حصره فى الاقتصاد فهى منهج فكرى و سياسى )


هذه بعض التعاريف التي وجدتها من باب العلم بالشئ لا اقل ولا اكثر .
شكرا لك يا ابا محمد .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 11:15 PM   رقم المشاركة : 5

 

أخي الكريم:

أحمد بن فيصل

أشكر لك تداخلك السريع على موضوع الغذامي يهاجم الليبراليين السعوديين بشدة.
وإضافتك أنارت باختصار شديد بعض الجوانب عن الليبرالية،
ويمكن للإخوة الكرام الإدلاء بأرائهم في هذا الموضوع,

من خلال نقطتين رئيستين:

الأولى : هذا الضبابية والإبهام الذي يحيط بتعريف " الليبرالية" وعدم تصورنا لدلالتها أوفهم معناها.
الثانية : تأثر كثير منا كمسلمين بها , وكثرة القيل والقال والتنازع والجدال حولها بعلم وبدون علم.

ومنها يمكن الانطلاق لجمع المعلومات بتوسع من جميع جوانبها السياسية والفلسفية والاجتماعية والاخلاقية .... إلخ

وقوقل على الذمة .

دمتَ ودام عطاؤك.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 11:16 PM   رقم المشاركة : 6

 

أخي الكريم:

محمد سعد دوبح

شكرًا على المرور ، أدام الله عليك السرور.
يكفيني أنك وقفت هنا دقائق وأثبت حضورك.

هيييييه ؛ سقى الله أيام مركز العلوم والرياضيات بالطائف.. أيام لا تنسى.

دمت ودام حضورك.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 11:39 PM   رقم المشاركة : 7

 

أخي الحبيب:

عبد الحميد بن حسن

أستنار موضوعي بحضورك, أدام الله عليك حبورك.

" لا يلام المرء بعد اجتهاده "

قوقل على الذمّه ، وكلنا نستقي معلوماتنا منه بالنقل والتصرف في النقل أحيانًا،
والغاية من طرح موضوعي هي: إلقاء بعض الضوء على هذا المصطلح الغامض،
لنتعرف على مدى اقتناعنا بأفكار المنادين به في مجتمعنا الإسلامي والعربي والسعودي على وجه الخصوص،

وهل نداؤهم به عن وضوح في الرؤية، وقدرة على التطبيق بما لا يتعارض مع إيماننا وثوابتنا الإسلامية،
وأخلاقنا وعاداتنا الحسنة التي توارثناها عن أبائنا وأجدادنا عبر العصور؟.

أم هوتقليد أعمى للغرب؟، وقد جاء بعض من مثقفينا يهرف بما لا يعرف؟!

إذا تفاعل المهتم بهذا الموضوع من أعضائنا الكرام ؛ سنصل إلى نتيجة إن شاء الله.

أعجبني أنك أصررت على الإضافة المبدئية ؛
وهي الوقوف على عدة تعاريف لمفهوم الليبرالية.


دمت ، ودام عطاؤك.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-15-2010, 12:12 PM   رقم المشاركة : 8

 

سبحان مغير الاحوال 0 وعجبا لهؤلائي الناس كيف يبدلون جلبابهم بسرعه وبابسط المشقه الله المستعان 0 تلك افكار استنفروها وبارت اسواقها امام ثبات القيم والتمسك بالدين جعلنا الله واياك من المتمسكين بقيمنا وديننا وبارك فيك 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-26-2010, 11:49 AM   رقم المشاركة : 9

 

أخي الكريم :

نايف بن عوضه










 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-26-2010, 11:55 AM   رقم المشاركة : 10

 



الناقد «الموشوم» ومعركة الليبرالية

الأحد, 26 ديسيمبر 2010

خالد الدخيل*

هل هناك ليبرالية في السعودية؟ هذا سؤال مشروع قطعاً. لكن حقيقة أن هذا السؤال طرح نفسه هكذا، على الجميع، بمن فيهم خصوم الليبرالية، وأنه تحول إلى منطلق للكثير من الجدال والخصومة، يعني أن شيئاً ما تغير، وأن الليبرالية، مهما كانت صيغتها، بدأت تفرض نفسها، في هذا الشكل أو ذاك، كسلوك أو كفكرة، وقبل هذا وذاك كموضوع للأخذ والرد، وللرفض والقبول. وهذا بحد ذاته تغير دلالته واضحة. قبل ربع قرن على الأقل لم يكن من الممكن طرح مثل هذا السؤال. الآن بدأت كلمة الليبرالية تتسلل إلى ثقافة المجتمع. بل يبدو أن هذه الثقافة دخلت مرحلة التطبيع مع هذا المصطلح. لم تعد التسمية من المحرمات القطعية مسبقاً كما كانت من قبل. أضحت محل نظر وجدال، وموضوعاً لسؤال، ولشروط، وشروط مقابلة. أصبح من الممكن أن يعلن أحدهم، أو إحداهن، على الملأ، ما لم يكن يجرؤ على إعلانه، وهو أنها، أو هو ليبرالي. وقد برزت في السنوات الأخيرة أصوات كثيرة من النساء والرجال، داخل الحقل الثقافي وخارجه، اكتشفت فرديتها، وفرادتها، وحقها على المجتمع بأن يعترف بهذه الفردية، وأن يعطيها ما يرتبط بها من حقوق. واللافت في هذا السياق، أنه إذا كان من الطبيعي في مجتمع محافظ أن يكون السبق في ذلك للرجل، إلا أن المرأة اقتحمت المجال الأكاديمي، والثقافي، وفرضت نفسها كصوت قوي ومستقل ومتوازن. واللافت أيضاً، وفيما يتعلق بموضوعنا أن عدد الكاتبات المحترفات بتميز، واللاتي أصبحن ينافسن الرجال، لم يعد من السهل حصره. كل واحدة من هؤلاء تقريباً تكتب بانتظام، ولها مساحة خاصة بها في هذه الصحيفة أو تلك. طبعاً لا يمكنني القول إن جميع هذه الأصوات تنتمي إلى التيار الليبرالي. لكن المنهج الذي تعتمده أغلبهن في الكتابة، والقيم التي تنتصر لها، تنسجم على الأقل مع القيم الليبرالية. هناك أصوات نسائية أخرى، ربما أن عددها أقل أو أكثر، ترفض القيم الليبرالية، وتحاربها بكل شراسة. وهذا ليس فقط حقها المكتسب، بل علامة أخرى على التغير الذي حصل ويحصل للمجتمع. خروج صوت المرأة إلى العلن، ومشاركتها في تناول الشأن العام، مؤشر آخر ومهم على بروز فكرة الفرد في المجتمع. هذا العدد الكبير من الكتاب والكاتبات يطالبون المجتمع الاعتراف بفرديتهم، وبحقوقههم الفردية، وعلى أساس من القانون وضوابطه. وإذا أخذنا في الاعتبار أن هذا العدد لا يمكن علمياً أنه لا يمثل إلا نفسه، وإنما هو صوت لشريحة اجتماعية أوسع بكثير، فإن هذا، وبالتضافر مع مؤشرات ثقافية واجتماعية أخرى، علامة فارقة على حجم التغير الذي يعتمل داخل هذا المجتمع. ومن أهم المحفزات على هذا التغير هو حلم الفرد، وتوق الفرد، وطموحه لأن يثبت نفسه، ويحقق ذاته.

أترك الآن مؤشرات وجود الليبرالية، لأنه موضوع يستحق معالجة خاصة به، وأنتقل إلى «الناقد الموشوم»، الذي أمضى السنتين الماضيتين يثير هذا الموضوع، على رغم قناعته بأنه موضوع غير ذي بال. أعني بذلك الكاتب السعودي عبدالله الغذامي. وأنا هنا أستعير منه كلمة «موشوم» التي يطلقها، وبإصرار واضح على الليبرالية. هل هو موشوم بالفعل؟ وماذا يعني ذلك؟ تقتضي الإجابة أن نتعرّف أولاً إلى معنى «الليبرالية الموشومة». والمعنى الذي يعطيه الغذامي لليبرالية أنها متناقضة. لماذا؟ لأنها «تحمل معنى ظاهرياً جميلاً أو محايداً ولكنها تنطوي على معنى آخر سلبي ومناقض للمحايد...». عندما تمعن النظر في هذا التعريف تتبدى لك بساطته المفرطة إلى حد السذاجة. وعلى رغم أن عبدالله آخر من يمكن وصفه بالسذاجة، إلا أنه لم يطرح على نفسه سؤالاً بسيطاً: هل يمكن أن يكون هناك فرد، أو جماعة، أو دولة، أو دين، أو تيار فكري يتصف بالحياد؟ كلمة «محايد» في هذا التعريف، تضمر أن الغذامي يأخذ على الليبرالية أنها ليست محايدة، وأنها لو لم تكن كذلك لأخذ بها. فاته أن ادعاء الحياد صفة من لا صفة له، وموقف من لا موقف له أو قضية. وهذا تحديداً هو مأزق الغذامي. وهو مأزق لأنه يتحدث بدافع مما يسميه في مكان آخر، وبسذاجة أيضاً، النسق المحرك للسلوك. والغريب أن هذا النسق الذي يقول به الغذامي يتبدى في سلوكه، وفي مواقفه هو بأكثر ما يتبدى لدى غيره. وإلا فهو يدرك، أو كان الأحرى به أن يدرك، الفرق بين الحياد، والاستقلالية. الاستقلالية موقف، وهو أكثر ما يكون مطلباً ملحاً في حالة المثقف. في حين أن الحياد ليس في الأغلب الأعم إلا إدعاء كاذباً، إما للهروب من موقف، أو للتغطية على موقف لا يراد له أن يظهر إلى العلن.

هناك إشكالية أخطر من ذلك، في التعريف السابق، وهي الخلط بين «النموذج المثالي»، وبين الواقع. كل مصطلح، وكل حركة فكرية لها نموذج مثالي. لكن هذا النموذج ليس إلا آلية منهجية للقياس فقط، بهدف التعرف إلى طبيعة الواقع، ومدى قرب أو ابتعاد هذا الواقع عن النموذج. لم يحصل قط أن تطابق النموذج مع الواقع. هناك نموذج مثالي للإسلام، مثلاً، كما لليبرالية، والماركسية، والرأسمالية، ...الخ. وبما أن الغذامي يصف الليبرالية بأنها موشومة، لأنها لا تلتزم بنموذجها المثالي، فإنها وبالمنطق نفسه، صفة تنطبق على كل المفاهيم والحركات التي عرفتها البشرية. وهذا استنتاج يكشف حجم الخطل في تعريف الغذامي، ورؤيته، وما تنطوي عليه من بساطة منهجية مثيرة للدهشة.

نعود إلى السؤال: هل الغذامي نفسه موشوم؟ وهو سؤال فرضه الغذامي نفسه، وذلك أنه أنكر أولاً أن هناك ليبرالية، أو ليبراليين في السعودية. ثم عاد وعدل في موقفه وأصبح يرى أن هناك ليبرالية، لكنها ضعيفة، ومهزوزة، وهشة، ولا قبل لها بما تدعيه. ومن أبرز المؤشرات على ذلك أن الليبراليين أنفسهم، كما يقول، لا يقبلون النقد، ولا يعترفون لمخالفيهم بحرية التعبير التي يرفعون رايتها. وهذه مثلبة لا شك في أنها، ومثالب أخرى، موجودة عند بعض من يتسمون بهذه التسمية. لكن السؤال: هل الليبراليون لا يقبلون النقد؟ أم إنهم يرفضون الإقصاء والتصفية؟ يعرف الغذامي أن أبرز وأهم خصوم التيار الليبرالي هم المتطرفون، وأصحاب الخطاب الديني الإقصائي. ماذا تنتظر من أي إنسان يواجه تهمة الكفر والإلحاد لمجرد أنه يقول برأي مختلف؟ هناك من اتهم الليبراليين بأنهم عملاء يذهبون إلى السفارات الأجنبية ليقبضوا مقابل عمالتهم؟ وهذا غيض من فيض، لكنه لا يهم الغذامي في كثير أو قليل. ليس لأنه يتفق مع التفكيريين، وإنما لأن قضية الحرية لم تكن يوماً من اهتماماته، أو شاغلاً من شواغله الفكرية والسياسية. ولتبرير هذا الموقف يلجأ إلى كلمة حق يراد بها باطل، عندما يقول «أنا مفكر حر، أنتقد وبس». لكن ماذا ينتقد؟ ولماذا «بس» هذه، أو فقط؟ لم ينتقد الغذامي يوماً الخطاب الديني على مدى مسيرته الثقافية التي تمتد إلى ما يقرب من عقود أربعة. وليته فعل ذلك عن قناعة، قناعة بأسس ومنطلقات الخطاب الديني، وإنما لحساسيات اجتماعية ودينية. وهذا موقف واضح في كل إنتاجه الأدبي، وما يعتبره نقداً ثقافياً، وهو موقف سياسي واضح. لكنه لا يجرؤ على إعلانه.

وبما أنه يأخذ على الليبراليين رفضهم النقد، هل يتسم هو بأريحية قبول النقد؟ هو قال عن نفسه الأسبوع الماضي في برنامج «حديث الخليج» بأنه فشل في السيطرة على شيء واحد في شخصيته، وهو الغضب. أي أنه إنسان غضوب، وأهم سمات هذه الشخصية هو التضخم الذاتي، والغضب آلية طبيعية لحماية هذا التضخم. ومن يعرف الغذامي عن قرب يدرك هذا جيداً. ويبدو أنه غضب ممن انتقدوا محاضرته الأخيرة عن الليبرالية، وهم على الأقل خمسة، ولذلك تجاهلهم تماماً في مقالته الأسبوع الماضي عن الموضوع نفسه. وهو تجاهلهم على رغم أن نقدهم كان منهجياً راقياً، وساقوه بأسلوب يتسم بالكثير من الاحترام لشخص المنقود. والتجاهل صيغة أخرى من صيغ التعبير عن الغضب. قارن هذا مع الرثاء الحار والجميل الذي كتبه عن شاب ربطته به علاقة ثقافية عميقة، ثم أخذته المنية على حين غرة. ما يهمنا في هذا الرثاء هو قول الغذامي «كنت أبدأ بالقول ولا أضطر لإكماله لأن محمداً يلتقط الفكرة من رأسي وقبل أن تصل إلى لساني. وكنت أقول الكلمة والرأي وأطرح النظرية، لأجدها تتكامل على لسانه ...». بعبارة أخرى، كان الشاب نسخة أخرى من صاحب الرثاء، أو هكذا تصور الغذامي. وهذه قمة التضخم الذاتي، ومؤشر فاضح على منحى استبدادي، يثوي خلف عبارة ادعاء الفكر الحر. كيف يتسق هذا مع تأكيد الغذامي الذي لا يكل من ترديده، وهو أن «عملية النقد لا تستقيم... إذا الناقد لم يقبل أن يكون منقوداً، لأنه في هذه الحالة يتحول إلى سلطة أخرى قمعية غير قابلة للتساؤل...»؟ على رغم ذلك يأخذ على الثورة الفرنسية أنها رفعت شعار «لا حرية لأعداء الحرية». هل يدرك معنى اعتراضه هذا؟ للحديث بقية...

* كاتب سعودي


المصدر:http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/216751

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir