يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-2013, 09:42 AM   رقم المشاركة : 1
Berightback قصة واقعية من القصص العالمي للكاتب جون شتاينبك


 



من القصص العالمي للكاتب جون شتاينبك
كان ابنه الرضيع "كويوتيتو" راقداً في صندوق صغير قرب مدخل الكوخ ...وفجأة حدث شيء فظيع هز كيان "كينو" وخلع قلب زوجته "جوانا" ... لقد شاهدا عقرباً ترفع ذنبها المسموم وتمشي فوق غطاء الطفل الرضيع الذي كان قد استيقظ وبدأ يحرك يديه كما او كان يريد الإمساك بهذا الموت المقترب الذي أرسله الشر
وفي لمح البصر نهض "كينو" على قدميه ، وبمنتهى السرعة ليزيح هذا الشر عن ابنه الرضيع ، ولكن العقرب كانت أسرع منه وضربت ضربتها ولدغت الطفل المسكين في كتفه ... وعلا صراخ الطفل من شدة الألم ، بينما كان أبوه قد أمسك بالعقرب وبدأ يفركها بين أصابعه حتى أصبحت كالمعجون ثم ألقاها على الأرض وبدأ يهرسها بقدمه العارية حتى أصبحت أشلاء متناثرة...
وبتلقائية الأم الملتاعة ، رفعت "جوانا" ابنها المسكين بين ذراعيها ، وقربته إلى صدرها... ومدت شفتيها نحو الثقب الأحمر الذي أحدثته اللدغة ، وبدأت تمتص السم بكل قواها وتبصقه على الأرض...
تردد صراخ الطفل الجريح بين جنبات الأكواخ وشعر كل الجيران بالمأساة التي حدثت. وبدأوا يتجمعون حول الكوخ صامتين لا ينطق أحدهم بكلمة ... ولكن مشاعر الحزن كانت صارخة في كل وجوه جميع الرجال والنساء والأولاد والبنات الذين كانوا لا يملكون شيئاً للمساعدة في تلك المحنة
وبعد أن اعتقدت الأم "جوانا" أنها قد امتصت كل السم الذي نفثته العقرب في كتف ابنها... رفعت عينيها إلى زوجها وتوسلت إليه بصوت متهدج مختلط بالدموع : الطبيب... لا بد أن يحضر الطبيب ليراه
وسرت مشاعر الدهشة بين الجيران وبدئوا يتساءلون : كيف يحضر الطبيب إلى أكواخ هؤلاء المعدمين المفلسين من الأفضل أن تذهبوا إلى الطبيب بأنفسكم لعل وعسى
وحمل "كينو" طفله الملدوغ وسارت الأم "جوانا" خلفه وهي تتمتم بكلمات سحرية لطلب الرحمة وإبعاد الشر... ومن خلف الزوجين انضم جميع الجيران إلى الموكب الحزين... تتردد في أعماق نفوسهم أنغام الحزن والأسى التي يعرفونها جيداً... ومع ذلك فلم يكن هناك صوت يسمع ، سوى الأنفاس اللاهثة ووقع الأقدام المسرعة فوق حبات الرمل
وصل الموكب إلى أسوار البيت الذي يقيم به الطبيب ... وكان الطبيب من الجنس الأبيض الذين ينظرون إلى مثل هؤلاء الهنود الحمر كما ينظرون إلى حيوانات جرباء ... وأسرع خادمه الهندي بإبلاغه بأن هؤلاء الناس يطلبون علاج طفل رضيع لدغه عقرب... فأمر الطبيب خادمه بألا يفتح لهم باب البيت إلا بعد أن يتأكد من أنهم يحملون نقوداً ليدفعوا أجر العلاج
وأخرج "كينو" من بين طيات ملابسه لفافة من الورق كانت بها ثماني لآلئ صغيرة ... ولكنها كانت صغيرة جداً ورديئة وكالحة اللون ، وقدمها إلى الخادم ليعرضها على الطبيب كأجر للعلاج ... ولكن الخادم عاد بالورقة المطوية بعد لحظات ، وقال لـ "كينو" ومن معه أن الطبيب قد خرج ليعالج مريضاً في المدينة ولن يعود الآن ... وفهم الجميع أن الطبيب رفض الأجر المتواضع المعروض عليه ، ورفض بالتالي علاج الطفل الملدوغ...
وهذا مختصر القصة نقلته بتصرف عسى ان يروق لكم مع تحياتي

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir