يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-29-2008, 11:42 PM   رقم المشاركة : 1
في الفسحة ....


 

عندما كنا تلاميذ في الصف السادس بمدرسة وادي العلي , وعند بداية الفسحة , رجعت أنا وزميلي سعد بن حسن إلى منازلنا لنتناول طعام الإفطار كون بيوتنا قريبة من المدرسة ولأننا نذهب صباحاً دون إفطار لإنشغال أُمهاتنا بالعمل في المزارع , يذهبن بعد صلاة الفجر كما كانت عادة الناس في ذلك الوقت.
وعندما وصلنا إلى مسجد القرية رأى سعد كلباً كان يبحثُ عن طعام أعلى درجة بيت العفاس القديم في قطعة مربعة الشكل لا تزيد مساحتها عن 2×2 , كانت عبارة عن مرمى للنفايات وهي مبنية من ثلاث جهات بإرتفاع أكثر من مترين . أما الضلع المُلاصق للدرج بدون بنيان .و أما الدرج فكان بعرض مترين .
المهم قرر سعد أن يهاجم الكلب بالحجارة وحاولت إقناعه بتركه ولكنه أصرّ على ذلك . وجمع الحجارة بكلتا يديه ثم صعد الدرج حتى فاجأ الكلب الذي كان محاصر من ثلاث جهات وليس له مخرج إلا من جهة الدرج التي وقف فيها سعد ولم يسمح له بالخروج . وبدأ برميه بالحجارة والكلب ينبح , وكلما تحرك يميناً أو يساراً ليخرج وقف أمامه .
كان يتحرك كـبندول الساعة يميناً ويساراً , وكلما حذفه زاد صياح الكلب . وكنتُ أنا واقف خلفه وأخذتني الحماسة , فالتقطت حجراً يشبه شكل المستطيل ولازلت أذكر شكل ذلك الحجر حتى هذه اللحظة . وكنت كلما أردت الحذف ما يعطيني سعد فرصة , وانتهزت تحركه إلى اليسار وحذفت بكل قوتي من جهة اليمين إلا أن زميلي كان أسرع من الحجر فكان أمامه مباشرة , فوقع الحجر في مؤخرة رأسه وصاح بأعلى صوته : آآآآآآه يا راسي . ووضع يده على مؤخرة رأسه وبدأ ينزل من الدرج وهو يقول : ليش يا صالح ليش يا صالح .
والعجيب في الأمر أنه هو والكلب كانا نازلان من الدرج متجاوران , كل واحد منهما بجانب الآخر والكلب يعوي بأعلى صوته , وسعد يصرخ حتى اختفى الإثنان خلف المسجد .
وقفت أنا مذهولاً ولم أكن أقصد ذلك ولكن الأمور سارت على هذا النحو , واتجهت إلى البيت وكنت خائفاً أن يخبر والدته بذلك وندخل في مشكلة كبيرة . وعندما قابلت والدتي أعطتني خبزة ذرة وهي ناشفه ولا تنبلع بسهولة . ولأن ريقي كان ناشفاً من الخوف , لم أستطع أكل الخبزة , ونزلت من البيت راجع إلى المدرسة وإذا بسعد واقف ينتظرني وهو مبتسم .
فبادرته بالسؤال : هل أخبرت والدتك ؟
قال : لا .
قلت : ماذا قلت لها ؟
قال : قلت لها أن رجلي زحلقت في درجة المسجد وسقطت على رأسي , وماكان منها إلا أن ربطت رأسي بقطعة من القماش , وأعطتني كسرة من خبزة الحنطة , واليوم رأفةً بحالي زودتها شوية .
وقسم تلك الخبزة بيني وبينه .
وقال لي : خذ هذه بدلاً من الحجر الذي حذفتني به .
فقمت أعتذر منه وأبديت له ندمي وأنني لم أكن قاصداً .
قال : إنت ماغلطت , الغلط حصل مني , فلو أني تركت الكلب لما حصل لي هذا.
وهذا عقاب لي من الله ولا ذنب لك في ذلك , وهذه آخر مرة أؤذي فيها أي حيوان .
وطيّب خاطري وأكلنا الخبزة , وشربنا عليها ماء من حنفية المدرسة ورجعنا إلى الفصل وكأن شيئاً لم يكن .

هذه هي المحبة الصادقة والزمالة الحقيقية والأخوة .
رحم الله سعداً رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-29-2008, 11:53 PM   رقم المشاركة : 2

 




سرد رائع لقصة مر عليها عشرات السنين

ولكن هذه هي الذكريات الجميلة لا تُنسى


أبا علي

متعك الله بالصحة والعافية

ورحم الله الأستاذ / سعد بن حسن


تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-30-2008, 12:38 AM   رقم المشاركة : 3

 


القصة مؤثرة جدآ
والسرد رائع
وفعلآ الوفاء والصدق في العلاقات
أصبح نادرآ هذه الآونة
رحم الله سعد بن حسن
وأدامك بصحة وعافية

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 05-30-2008, 08:53 PM   رقم المشاركة : 4

 

رحم الله سعد بن حسن ومتعك الله بالصحة والعافية يا با علي قصتك جميلة جدا وعايشتها من يومها واذكرها جيدا وكنا نضحك كثيرا كلما سردها احدكما ، وكلما تصورت شكله ومجاورته للكلب في النزول وصراخهما واتصور وقفتك في اعلى الدرج وانت لم تقصد اصابة صاحبك وتخشى العقوبة من والدتي رحمها الله .
وتعجبت انه بعد كل ذلك تقتسمان الخبزة !!! وكذلك اذكر ان سعدا رحمه الله اذا اعجبه شيء لم يستأثر به لوحده بل يشرك صالح العباير فيه وعلى سبيل المثال كنا في رمضان نسوى سنبوسة ( احيانا وليس دائما ) وسعد رحمه الله يعلم ان صالح يحبها كثيرا فكان يخفي حبة او احبتين حسب الاستطاعة ليعطيها صالح العباير في المسجد ،يا للبراءة ويا للمحبة والاخوة ، صفاء نفس ومحبة صادقة جمعنا الله به وبك وبمن نحب في الفردوس الاعلى انه سميع مجيب .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 05-30-2008, 09:50 PM   رقم المشاركة : 5

 

شكراَ يا أبا علي على هذا السرد الجميل والصادق
مع صديقك سعد بن حسن رحمه الله رحمة واسعة
..نموذج فريد للصداقة المخلصة بين طفلين في تلك
المرحلة تغلفها البرأة والصدق في التعامل ..حفظك الله
يا أبا علي ورحم صديقك سعد بن حسن ...حاجة واحدة
ودي يكن حصلت !! ودي يكن أعلم الوالده ..وأنت تعرف
من هو أبوها ..عز الله أنها كانت بتبرد الكبد ..أنا كنت
مسافر وإلاّ كنت بأكفيها فيك ..الله فكك .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-31-2008, 03:11 PM   رقم المشاركة : 6

 

رحم الله سعد بن حسن رحمة واسعة

وشكراً لك ياصالح على هذه المشاركة التي جعلتنا ندعو لمن نحب

بس .. شكلك قاصد تصك سعد بالحجر لأنك نصحته ما يعترض الكلب وأبى يسمع منك ..
هيا بهواها .. سقى الله ألحذفه أكسبتك خبزة حنطة .. بس اللي ودي تعلمني عنه .. ليش تشربون مع الخبزة ماء .. ما عندكم عصير مشكل وإلا فراولة وإلا عنب .. وليش ترجعون البيت تفطرون ما عندكم مقصف فيه مالذ طاب من المأكولات ..

منتظرين القصة الجديدة من ذكرياتك مع سعد ..

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 06-02-2008, 12:50 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية احمد العبائر
 
إحصائية العضو

مزاجي:










احمد العبائر غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 23
احمد العبائر is on a distinguished road


 

والدي العزيز أبا علي
قصة رائعة وجميلة
حقيقة رأيت أنك كاتب قصة من الطراز الأول
وعيشتني في جو هذه القصة وكأنني بينكم
مشكور أبا علي ورحم الله خالي سعد بن حسن
وعوضنا الله في أبنائه حسن وماجد الله يحفظهم ويرعاهم
لك جزيل الشكر والتقدير والدي العزيز
وجعل عيني ما تبكيك يالغالي

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-02-2008, 11:23 AM   رقم المشاركة : 8
7d6581ed2d


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح العبائر مشاهدة المشاركة
عندما كنا تلاميذ في الصف السادس بمدرسة وادي العلي , وعند بداية الفسحة , رجعت أنا وزميلي سعد بن حسن إلى منازلنا لنتناول طعام الإفطار كون بيوتنا قريبة من المدرسة ولأننا نذهب صباحاً دون إفطار لإنشغال أُمهاتنا بالعمل في المزارع , يذهبن بعد صلاة الفجر كما كانت عادة الناس في ذلك الوقت.
وعندما وصلنا إلى مسجد القرية رأى سعد كلباً كان يبحثُ عن طعام أعلى درجة بيت العفاس القديم في قطعة مربعة الشكل لا تزيد مساحتها عن 2×2 , كانت عبارة عن مرمى للنفايات وهي مبنية من ثلاث جهات بإرتفاع أكثر من مترين . أما الضلع المُلاصق للدرج بدون بنيان .و أما الدرج فكان بعرض مترين .
المهم قرر سعد أن يهاجم الكلب بالحجارة وحاولت إقناعه بتركه ولكنه أصرّ على ذلك . وجمع الحجارة بكلتا يديه ثم صعد الدرج حتى فاجأ الكلب الذي كان محاصر من ثلاث جهات وليس له مخرج إلا من جهة الدرج التي وقف فيها سعد ولم يسمح له بالخروج . وبدأ برميه بالحجارة والكلب ينبح , وكلما تحرك يميناً أو يساراً ليخرج وقف أمامه .
كان يتحرك كـبندول الساعة يميناً ويساراً , وكلما حذفه زاد صياح الكلب . وكنتُ أنا واقف خلفه وأخذتني الحماسة , فالتقطت حجراً يشبه شكل المستطيل ولازلت أذكر شكل ذلك الحجر حتى هذه اللحظة . وكنت كلما أردت الحذف ما يعطيني سعد فرصة , وانتهزت تحركه إلى اليسار وحذفت بكل قوتي من جهة اليمين إلا أن زميلي كان أسرع من الحجر فكان أمامه مباشرة , فوقع الحجر في مؤخرة رأسه وصاح بأعلى صوته : آآآآآآه يا راسي . ووضع يده على مؤخرة رأسه وبدأ ينزل من الدرج وهو يقول : ليش يا صالح ليش يا صالح .
والعجيب في الأمر أنه هو والكلب كانا نازلان من الدرج متجاوران , كل واحد منهما بجانب الآخر والكلب يعوي بأعلى صوته , وسعد يصرخ حتى اختفى الإثنان خلف المسجد .
وقفت أنا مذهولاً ولم أكن أقصد ذلك ولكن الأمور سارت على هذا النحو , واتجهت إلى البيت وكنت خائفاً أن يخبر والدته بذلك وندخل في مشكلة كبيرة . وعندما قابلت والدتي أعطتني خبزة ذرة وهي ناشفه ولا تنبلع بسهولة . ولأن ريقي كان ناشفاً من الخوف , لم أستطع أكل الخبزة , ونزلت من البيت راجع إلى المدرسة وإذا بسعد واقف ينتظرني وهو مبتسم .
فبادرته بالسؤال : هل أخبرت والدتك ؟
قال : لا .
قلت : ماذا قلت لها ؟
قال : قلت لها أن رجلي زحلقت في درجة المسجد وسقطت على رأسي , وماكان منها إلا أن ربطت رأسي بقطعة من القماش , وأعطتني كسرة من خبزة الحنطة , واليوم رأفةً بحالي زودتها شوية .
وقسم تلك الخبزة بيني وبينه .
وقال لي : خذ هذه بدلاً من الحجر الذي حذفتني به .
فقمت أعتذر منه وأبديت له ندمي وأنني لم أكن قاصداً .
قال : إنت ماغلطت , الغلط حصل مني , فلو أني تركت الكلب لما حصل لي هذا.
وهذا عقاب لي من الله ولا ذنب لك في ذلك , وهذه آخر مرة أؤذي فيها أي حيوان .
وطيّب خاطري وأكلنا الخبزة , وشربنا عليها ماء من حنفية المدرسة ورجعنا إلى الفصل وكأن شيئاً لم يكن .

هذه هي المحبة الصادقة والزمالة الحقيقية والأخوة .
رحم الله سعداً رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته
.
الأخ الفاضل :
صالح احمد العبائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً :
أنا لا أعلم هل أنا رحبتُ بك في ساحات وادي العلي وإلا لم أرحب بك ؟
بإمكاني العودة إلى يوم حلولك ضيفاً على الساحات للتأكد ، ولكن عموماً أرحب بك أجمل ترحيب بيننا
(رجُلٌ كيّسٌ فطن ، وخلوقٌ ذكيٌ متزن)
ثانياً :
موضوعك عن صداقتك الحميمة للأخ سعد بن حسن - يرحمه الله - يدل على وفائك لأصدقائك وما أكثرهم .
وأسلوبك راق ٍ كرقي سماتك في مجتمعك . رحم الله سعداً رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، ويرحمنا الله
إذا صرنا إلى ما صار إليه إنه سميعٌ مجيبٌ قدير ، وبالإجابة جدير .
أتمنى لك الصحة وطول العمر ، ولقلمك التألق والإبداع المستمر .

وأهديك أطيب وأجمل تحياتي

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir