يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-2009, 04:46 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road

بخيت ٌ بخيت الحظ ( 3)


 



في نهاية العام الدراسي نجح بخيت ورسب علي وحضرت الوفاة والد حليمة أثناء إجازة الصيف فجاء ناصر بعد انتهاء العزاء ببضعة أيام لأداء الواجب معتذرا بأن خبر الوفاة لم يصله إلاّ متأخرا .



{ السير إلى المعلوم المجهول }

بعد أن أدى ناصر سنة العزاء خرج لبعض الوقت خارج القرية لمقابلة تجار العسل الذي تشتهر به المنطقة ثمّ تفقد خلايا النحل المغرم بتربيته و صلَّى العصر في المسجد قبل أن يعود أدراجه إلى منزل عوض .
انفرد ناصر بعد عودته بعوض في إحدى زوايا البيت وفاتحه في موضوع حليمة قائلا :

أنا ودِّي تعطوني حليمة يا أبوحسن ، منها يتربون عيال آخي معي ومنها يمكن الله يرزقني بولد وإلا ببنت يشيلوني آخر حياتي .
عوض : ( مظهرا حرصه على مستقبل أخته وأبنائها ) المهرّجة في أختي كثيرين يا أبوسعيد .
ناصر : وليش ما زوجتموها لاعد ؟!
عوض : والله هي ما وافقت وانحن ما بنرميها رمية الكلاب عند واحد ما همّه إلا حقها وحق عيالها .
ناصر : ما أظنكم بتلقون أحد يخاف عليها وعلى أولادها ويحفظ حقهم مثلي .
عوض : ( متخوفا من ذهاب الفرصة ) صحيح يابو سعيد والله إنك وانعم لكن خلنا نشاورها ونشوف يمكن عندها رأي ثاني .
ناصر : شاورها ( ياخه ) وعذ بالله من الشيطان


يدخل عوض ( الشقير ) الداخلي ويطلّ برأسه من النافذة مناديا على ابنه ... حسن.... يا حسن .... اقترب حسن من النافذة فأوعز له أباه باصطياد ديك عمته حليمة ليقدمه كواجب ضيافة لناصر مستحثا امرأته في الإسراع بتجهيز عشاء الضيف ومن ثمّ عاد إلى المجلس تعلو وجهه ابتسامة مفتعله :
ناصر : هاه بشِّر ؟ أشوفك ما تأخرت !
عوض : لا أبشرك كل شي طيب لكن ألآدمية لها شروط .
ناصر : وش هي شروطها يا أبو حسن ؟
عوض : تقول بزورتها يبقون هنه عشان المدرسة وأما الهوش فتقول بتبيعها وتخلِّي ثمنها عندي وثاقة لها وللزمن .
ناصر : الولد يقعد عندكم يكمّل دروسه يا أبو حسن لكن البنت واش تبغون بها ! انتم أعرف مني بالعار يارحيمي وشريفة عارنا ولازم تكن مع أمها .
عوض : والمهر يا أبوسعيد !
ناصر : المهر مهر المطلقة يا صاحبي ، والكلفة الزايدة ما لنا بها .
عوض : ما يخالف توكلنا على الله ، لكن الحلال ؟
ناصر : الحلال مادام رغبة حليمة تبيعه ، فبعه والله يبارك لها في ثمنه .
عوض :كفَّيت ووفيت يا أبو سعيد والله يوفق بينكم .
ناصر : الجوازة والجنازة ما حد يوخرها وأنا أخوك قم هات المملك وخلنا ننتهي .
عوض : ما بعد أمدى أبي تنفقع عينه وأنا أخوك .
ناصر : يا خي الميت مات والله يرحمه والحي أبدى من الميت .
عوض : طيب لكن ما عيْنَّا ندعي أحد ، بنذبح واحدة من الغنم وخذ مرتك والله يسهل عليكم .
ناصر : ما يخالف ، جبتها على ما في الخاطر .

يبعث عوض ابنه عليا لاستدعاء إمام الجمعة من القرية المجاورة ليكتب لناصرعلى أخته وفي الطريق يلتقي عليٌٌٌّ عمّته العائدة من ( الفيض ) وعلى رأسها ( مذرا ) جفوف ويخبرها الخبر .

تفاجأت حليمة بما سمعت ووقع عليها الخبر وقع الصاعقة فهي وإن كانت مدركة أن زواجها من ناصر لن يحدث تغييرا كبيرا في حياتها من حيث العناء ، لكنها تعي تماما معنى مشاركتها ( فاطمة ) زوجة ناصر وهي الخبيرة بها في زوجها ، كما أن العيش مع الزوج الجديد ( وهو شقيق زوجها السابق ) في نفس البيت الذى تركت فيه أحلى ذكرياتها مع سالم زاد من صعوبة تقبلها للأمر وبدأت تفكر في مصير ابنها وابنتها وفي أجوبة لأسئلة كثيرة تواردت على ذهنها حتى دخلت السفل لتضع ما على رأسها من حمل ودموعها تبلل خمارها وفجأة يقطع عليها صوت ( نحنحة ) عوض أفكارها والصمت الذي يلف المكان قبل أن يبدأ في مخاطبتها قائلا :
ناصر خطبك مني والمملك جاي ذا الحين ، أبغاك تجهزين نفسك عشان تروحين مع رجالك القابلة وإلا قبلاها
حليمة : وعيالي يا اخه ! ردت بحذر وهي ترمق دخول شريفة وغنمها الى ( المراح ) .
أجاب : الولد يقعد يكمل دراسته عندي والبنت خذيها معك .
حليمة : وأنا كيف أعيش مع فاطمة في بيت واحد ؟ ما أبغى انكح يا عوض .
عوض : أنا قد أعطيت الرجال كلمة وما عيني أغير كلمتي .
حليمة : أعطيته وإلا ما أعطيته أنا ما باخذه لو كان ما يبقى من الرجال إلا هو .
استشاط عوض غضبا من ردها عليه حتى ظهر ذلك علي قسمات وجهه الغضيب أصلا فمد يده وتناول ( العرقة ) المعلقة على ( وتد ) في جدار السفل وبدأ يضرب أخته أمام ابنتها ضربا مبرحا وهو يردد ( انتي تردين كلمتي في نحري يا الخايبة )
لم تستطع شريفة فعل شيء لوالدتها سوى الصراخ الذي أوقف هجوم خالها الشرس على أمها بعد أن علا صوتها مخافة أن يشعر ناصر بالأمر .


نواصل بقية الاحداث في الحلقة القادمة

======================================
معاني الكلمات :
المهرّجة : من الهرج وتعني الخطّاب
الشقير : جانب من البيت
الفيض : اسم مكان
مذرا : زنبيل او مكتل كبير
المراح : المكان الذي تأوي اليه الماشية للمبيت
الوتد : عود مغروس بجانب الجدار تعلق عليه الاشياء

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-08-2009, 07:32 PM   رقم المشاركة : 2

 

قصة مشوقة تحكي واقعا عاشه الآباء والاجداد وعشنا طرفا منه واسلوب جميل بارك الله فيك يا ابا عبد الله وننتظر باقي الحلقات في شوق .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 05-09-2009, 12:14 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 

مأساة حليمة أنها وماتملك
إضافة لإبنها وابنتها هدف
إستراتيجي لعوض وناصر
ولعل القسمة ستطال قلبها
الذي سينقسم بين قريتي أخوها
وولدها من جهة وزوجها وبنتها
من جهة أخرى وهذا قدرها ..
مازلنا في شوق عارم لبقية الأحداث
أستاذي الفاضل ابوعبدالله لاعدمناك ..

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 05-09-2009, 09:48 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية احمد العبائر
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 23
احمد العبائر is on a distinguished road

أبو عبدالله


 

أبو عبدالله يحفظه الله
قسم بالله إن قصتك هذه خلتني
اقعد أتخيل الباقي وألفه
جننتنا هات الباقي أنا ما عندي صبره
وزاد القصة الوصف الدقيق للأحداث جمالاً خاص
وبصمة أبو عبدالله تحيط بالقصة
يعطيك العافية ودمت في حفظ الرحمن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-09-2009, 10:29 PM   رقم المشاركة : 5

 






أما آن الأوان لكي يبتسم الزمان لـ حليمة

فهي لا زالت في حُزن من بداية القصة


أبو عبدالله

واصل بارك الله فيك

ننتظر بقية القصة


تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-11-2009, 03:08 PM   رقم المشاركة : 6

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير مشاهدة المشاركة


فمد يده وتناول ( العرقة ) المعلقة على ( وتد ) في جدار السفل وبدأ يضرب أخته أمام ابنتها ضربا مبرحا وهو يردد ( انتي تردين كلمتي في نحري يا الخايبة )
لك الله يا حليمة
وأنا عندما أقول حليمة هنا فإنا أعني النساء كافة.
أحياناً بل دائما ما أرجع لكتب الاجتماع لأدرس سبب تعرض النساء
في كافة الثقافات إلى العنف وما الذي يسوغ للرجل كل هذا العنف
لماذا تعد المرأة سلعة رخيصة تباع وتشترى ولا يعتد برأيها بل لا يؤخذ رأيها أصلاً...
الملاحظ أن الرجل يتفنن في اختيار اسم المرأة فهذه (حليمة) وتلك (شريفة) وتلك( علياء)
ولكنه لا يتعامل معها وفق مفهوم الاسم وما لصاحبه من نصيب
أنت يا أبا عبدالله اخترت أن تكون القصة من الماضي
لكن.... في نظرة سريعة للواقع نجد أنه تطور في كل شئ إلا النظرة للمرأة تبقى كماهي...
نرجو أن يرأف الله بحال حليمة ومن هي على شاكلتها من النساء وهم كثر...
في انتظار الحلقة القادمة .... ولك كامل الود

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-11-2009, 05:29 PM   رقم المشاركة : 7

 

أنا ركبتني عصاة بقعا وأنا أتخيله يمغطها بالعرقة التي أتوقع أنها رسمت سيورها على ضهرها ...وإبنتها تشاهد خالها يعتدي على أمها بالضرب وهي لا تستطيع أن تفعل شيء إلاّ الصراخ ...عنف غاشم متوارث مع الأسف ...كيف ترد كلمته في نحره ؟ ...مع انها هي التي تقرر ما إذاكان لها رغبة في الزواج وإلاّ لا وهذا حق شرعي لها ...أنا تقطعت بنايقي من الضيقة ..مع أنني أعرف إنها قصة من نسج الخيال ...وهذا دليل جودة الحبكة القصصية ، شكراً يا أبا عبد الله ..واصل وفقك الله .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-11-2009, 06:51 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 


أخي الحبيب / علي بن حسن

الله يجازيك عني خير الجزاء يا ابا حسن والله يامداخلتك إنها احسن عندي من القصة كلها خلتني اضحك كلما تذكرت يمغطها بالعرقة خصوصا ( وإن المغط هذا بالعرقة ) قد جربته من الوالد عليه رحمة الله في شرف جناب العيال عند حبلة دغسان على مرأى من الله ومن خلقه وكان العم محمد أبو علامةآنذاك يعمل في سد الميراب بالحمارة لوحدها وبدل ما يفرع عني والا يفزع لي صاح بكل ما أوتي من قوة ( زده وانا ابو غرم الله ) لكن ما عليه شرهه اظنه حتى هو منجوح رحمة الله عليهم جميعا .

اما بنايقك فلا تتقطع وانا اخوك الظلم عاقبته شينه ، وانا هدفت من ايراد هذه القصة إلى تسليط الضوء على عدة جوانب مهمة من بينها ما كانت تتعرض له المرأة والطفل اليتيم من الظلم ، لكن الله في صف المظلوم دائما :

تبات عينك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

في إنتظار رأيك يا ابا حسن عندما تنتهي فصول القصة جميعها فهو يهمني بالطبع ، تحاتي واشواقي الحارة لك ودمت بكل خير .

محبك : محمد عجير

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-12-2009, 08:19 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
بنت الوادي is on a distinguished road


 


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»


نتابع مسلسل التعب والحزن
محمد عجير
كما انت تستمر في نقلنا الى درجة اعلى واقوى
رحمهم الله وغفر لهم

«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-12-2009, 11:33 PM   رقم المشاركة : 10

 

واصل ابا عبد الله

ولو انك احرمتني لذة المتابعة

وانت تعرف السبب

ومع ذلك اتابع بكل شوق

سلمت وسلم ذوقك وبنانك

لا عدمناك

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir