الزبير وبن ثامرة وشيوخ الشياطين

من تحليل بعض القصائد للأديب الجابري من منتدى الديرة

البدع من الزبير

يا سلام الله على جند برا جمع الفجوج أبران
نازلوا "ولد العلي " يوم إنهم قبل البَوش رمّاية
والمعابر من محاجينا كم بردى وقوع رش
يا رفيقاً نَسبه غالي وأنا قمت أصله ويصل لي
ماعزمت اقصر بصفّي لو دعاني لو يجنّبي

الرد من بن ثامره

حيّر اليوسي ودوسي والقرى والسُلمي جبران
لو تناموا سيل عليب واعترضنا له لنشرب مايه
وانتشد عن دقلنا في شبرقه والقرن والعرش
سجدت حتى الحصى وإبليس حير صايمٌ ويصلّي
والشياطين اسلموا وشيوخهم صلوا على النبي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجابري

ياسلام الله على جند برا جمع الفجوج ابـران


ليس فجـاً واحداً بل كل ريعٍ وكل ثغرٍ وكل طارفة قد أمنت بقوة أولئك الجُنـد


لكـــن من هم أولئك الجند أيها الزبير ؟ وأين هم ؟


نازلوا "وادي العلي " يوم انهم قبل البَوش رمّاية


هم جند غامد الهيـلا بوادي العلي , وتذكر يا ابن ثامره " إن نسيت " رصاص أولئك القوم في الباشة العثماني وغاغاته وابلاكه
و طوابيره الجرارة ..


والمعابر من محاجينا كـم بـردى وقـوع رش


تذكر أيها الثوابي .. وسأخبرك عن تلك المعابر ...

فهي كـ "بَـردِّ " السماء دلالةً على قوة وقوعها , وهي كـ " رش " المطر دلالةً على كثرتها ..


تلك المعارك ما تزال شهادة من أمسها والأمس يخلق حاضرا



يارفيق نَسبه غالي وانا قمت اصله ويصل لـي


نعم أيها الثوابي فأنا وأنت من كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الازد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ...


أنا وأنت من أولئك القوم الذين قال عنهم ابن بطوطـه " فصحاء الألسن، لهم صدق نية، وحسن اعتقاد، وهم إذا طافوا بالكعبة، يتطارحون عليها، لائذين بجوارها، متعلقين بأستارها، داعين بأدعية، تتصدع لرقتها القلوب، وتدمع العيون الجامدة، فترى الناس حولهم باسطي أيديهم، مؤمّنين على أدعيتهم، ولا يتمكن لغيرهم الطواف معهم، ولا استلام الحجر، لتزاحمهم على ذلك، وهم شجعان أنجاد، ولباسهم الجلود، وإذا وردوا مكة، هابت أعراب الطريق مقدمهم، وتجنبوا اعتراضهم، ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم وأثنى عليهم خيراً، وقال: علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء ,, وكفاهم شرفاً دخولهم في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: الإيمان يمان والحكمة يمانية . " انتهى كلامه ..



ماعزمت اقصر بصفّي لو دعانـي وإن يجنّبـي


لن أتخاذل ولن أبتعد بصفي عن صفك أيها الرفيق , وهلاّ تذكرنا سوياً أيها الثوابي عالقة , وجر قوب ...



أما الجـــــــــواب ..


حيّر اليوسي ودوسي والقرى والسلمي جبران


أبناء وأحفاد زهران الأربعه " يوس " و " دوس " و " عمر " و " سليم " أجتبروا وأجتمعوا بعد خلافاتٍ عابرة ..


فأصبــحوا ..


لو تناموا سيل عليب واعترضنا له لنشرب مايه


لمـاذا سيل عليب بالذات أيها الثوابــــي .. !


قال الأحوص الأنصاري"


وقد شاقها من نظرة طرحت بها .... ومن دونها برك الغماد فعليب


هل لمكانــتـة التاريخية سببٌ في ذلك ؟ حتى أنه سُمي بــ " عليب المشهور " ...


لا أعتقد بل الثوابي أختار عليب هنا لغزر سيله الممتد من شفيان بلخزمر وبالحكم وبني كنانه وبالطفيل ودوس ..

فقــوم الثوابي يستطيعون أن يشربو سيل ذلك الوادي العظيــم وإن دل هذا فيدل على بأس أولئك القوم وكثرتهم ...


وانتشد عن دقلنا في شبرقه والقرن والعـرش



لك أن تسأل التاريخ يوماً أيها الزبير عن دقول الجند في شبرقة والقرن والعُرش


أقمنا بالذوابل ســوقَ حــرب وصيرنا النفـــوس لها متاعاً


أكمل أكمل أيها الثوابي وأخبــرنا المزيد عن تلك الدقــــــول ؟ وما أخبارها ؟



سجدت حتى الحصى وابليس حير صايمٌ ويصلّي



لله العجب .. الى أيـــــــن ذهبت أيها الثـــــوابي ؟


فلقد جعلت الجماد .. ذا حياة .. يتنفس , ويذل , ويسجـــــد


ماذا بعــد ... عن فعل أولئك القوم ؟



والشياطين اسلموا وشيوخهم صلوا على النبي


أعجب مرة لشيطان يُسلم , وأعجب ألف مرةٍ لطاغوتٍ من الشياطين أن يصلي على النبي


نعم نعم أيها الثوابي فلقد أسلمت تلك الشياطين وحسُـن إسلامهم حتى أصبح لسان سيدهم يلهج بالتسبيح والصلاة على رسول الله ..


ورب السماء أيها الثوابي لقــد أتيت بما لم يأتي به طرفه وعنتره , ولم يدر بــ " خلد " البحتري يومــاً , ولا بـ " صدر " فرزدق تميم.


***




الأخ الغااالي على قلبي .. عبدالله بن مرضـي


هــل يوماً أحسست بالرهبــة ؟


لقد عرفتها على حقيقتها هنـــا في هذه الصفحـــة ..


و لقد أرحت صدري بتلك الرهبة بعد أن ضاق ذرعاً بأحاديث الدجــل وما لايفيـــــد ...


أشكرك بصدق ..

 

 

للإحاطة القصيدة اوردها الأخ بن مرضي في منتدى الديرة .. ولكن إعجابي بالتحليل جعلني انقلها لكم ..

ربما يعجب بها غيري .

 

 

أبو سامي : لم تنقل إلا جميلا ، القصيدة رائعة بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة ، بديعة في معانيها وفي صورها وفي أخيلتها وفي بنائها ، والتحليل الذي لحق بالقصيدة لا يقلّ روعة عنها ، كان تحليلا شاملا للمعاني والصور البيانية .
وللتأكيد يقول نقّاد الأدب والشعر : الصورة البيانيّة إمّا أن تكون صورة منقولة أي سُبق إليها وفي هذه الحالة لم يأتي الشاعر بجديد ، وإمّا أن تكون صورة مبتدعة أي لم يسبق إليها أحد من الشعراء وفي هذه الحالة يكون الشاعر مجدّد ومبتدع وهذا نادرٌ عند الشعراء ، ومن هنا جاءت هذه العبارة الأخيرة في التحليل (ورب السماء أيها الثوابي لقــد أتيت بما لم يأتي به طرفه وعنتره , ولم يدر بــ " خلد " البحتري يومــاً , ولا بـ " صدر " فرزدق تميم ) فإسلام الشياطين وشيوخهم كانت بحقّ صورة جديدة ومبتدعة ، وإن كنت أرى أنّ في هذه الصورة البيانية الأخيرة تورية أي لم يكن يقصد الشاعر الشياطين الحقيقييّن بل قصد شياطين الإنس . أمّا صورة سجود الحصى فهي صورة عادية قد سُبق إليها .
أبو سامي ما زلنا ننهل من معينك المعطاء طلابا أمام أستاذ ، متّعك الله بالصحة والعافية .

 

 

العزيز ابوسامي انت رائع فيما تقول أو تنقل ولقد اعجبني نقلك لهذه الروائع

وفقك الله ودمت بود

 

 

ان روعة الطرح تاتي من حسن الاختيار والاروع ان تكون المداخلا من مثل القساقسه اثراء وشرح وتوضيح ولا غرايه فانت العلم والشاعر المبدع وحسن الاختيار 000

 

 

والله يا ابا سامي شوقتني للرائع بن مرضي حفظه الله ورعاه وازددت شوقا لتحليلات الاديب الجابري فكلاهما عينان في رأس .
اما هذا الشعر الرائع لشاعري غامد وزهران عبد الله الزبير وبن ثامرة فليس بغريب فقد جمعا بين القول والفعل رحمهما الله واسكنهما فسيح الجنان .
وتقبل خالص شكري وتقديري .