يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة الجوانب المشرقة من التاريخ والسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2011, 01:16 AM   رقم المشاركة : 1

 

وإذا كنّا نتتبع الآثار القيّمة ونحيي تاريخها المشرّف نجد البعض يعمل جاهداً في محو بعض تلك الآثار
غير مبال بمشاعر أهل المنطقة وماتشكله تلك الحصون والقلاع من أهمية تاريخية لأهلها وللمنطقة وللسياحة في بلادنا

هذا حصن فرح في بلجرشي تمت إزالته أم ترك لاندري وهذا الخبر عن صحيفة الشرق الأوسط الألكترونية سنة 2007م

هدم حصن أثري في منطقة الباحة يثير خلافا بين السكان والأمانة
رئيس بلدية بلجرشي لـ «الشرق الأوسط»: الحصن لا قيمة له

عمليات الهدم التي جرت في حصن الفرح
جدة: علي عبد الخالق
اثار هدم حصن اثري في محافظة بلجرشي التابعة لمنطقة الباحة خلافا حادا بين المواطنين وبلدية تلك المنطقة على اثر هدم الحصن الذي يرى الاهالي انه اثر وتاريخ لا يقبلون بازالته في الوقت الذي تؤكد البلدية انه ليس له أي قيمة تراثية أو عمرانية أو تاريخية.

وكانت احدى الشركات المنفذة للطرق قد قامت بهدم الحصن بحجة انه يقع في حرم الطريق وقريب جدا منه وهو ما اعترض عليه الاهالي مؤكدين انه بعيد عن حرم الطريق.
ومعروف ان الحصون تمثل احد اهم الآثار التاريخية السعودية بشكل عام وعلى مستوى السعودية بشكل خاص وفي منطقة الباحة تحديدا، اذ سبق ونشرت «الشرق الأوسط» رفض جهات الاختصاص عن الآثار هدم حصن يقع في وسط حوش مواطن سعودي في محافظة المندق التابعة لمنطقة الباحة هي الاخرى، برغم تأكيدات صاحب المنزل لـ«الشرق الأوسط» بمحاولاته هدم ذلك المنزل، إلا ان تلك الجهات رفضت بحجة انه اثر لا يسمح بازالته مهما كانت الاسباب.
وقلل سعيد الغامدي رئيس البلدية في محافظة بلجرشي من أهمية ذلك الحصن كونه ليست له قيمة تراثية أو عمرانية أو تاريخية، إضافة إلى دخوله في حرم الخط ما يجب إزالته للمصلحة العامة، مشيراً في الوقت نفسه إلى ان أهالي القرية هدفهم إثارة البلبلة حول أمور بسيطة لا تستدعي تلك التشنجات.
وأكد الغامدي أن هيئة السياحة لا علاقة لها بذلك الحصن كونه لا يدخل ضمن الأشياء التي تهتم بها الهيئة، مضيفاً ان الحصون تنقسم إلى أربعة حصون، حصن «استراتيجي»، و«حدود»، و«مراقبة»، و«زراعي»، وأن الحصن الذي تمت إزالته يندرج تحت قسم حصن المراقبة الذي لا يمثل قيمة تراثية، مشبهاً ذلك الحصن بـ«العشة» أو مبنى قديم يشوه المنظر الخارجي ويعيق تنفيذ الطريق المزمع تنفيذه.
وحضر الشعر ليرثي سقوط آخر حجر في حصن قرية الفرح الذي هدم بأمر بلدية بلجرشي، اذ يقول شاعر القرية «الحصن ما هو حصى بالي ولا ماضي.. الحصن دم الجدود ورمز للهيبة»، ليذهب غرم الله درويش شيخ قبيلة فرح الى أن هدم الحصن الذي يقع شرق القرية أساء لنا جميعاً كونه معلماً وتراثاً للقرية نفسها، مضيفاً أن الحصن ليس في حرم الخط الذي يبلغ عرضه 40 مترا، إذ يقع في 10 أمتار بعد 40 مترا. وأضاف أن «أهالي القرية تفاجأوا بوجود آليات ومعدات تعمل على إزالة الحصن دون أن تشعرهم أو شيخ القبيلة بذلك، إذ تمت مناقشتهم حول أسباب هدم الحصن والتي بررها المقاول أنه داخل في حرم الخط، وخوفاً من انهيار الحصن على حرم الخط، مطالباً في الوقت نفسه بإعادة بناء الحصن كون حصى الحصن لا زال أهالي القرية محتفظين بها»، مؤكدا في الوقت نفسه أن أهالي القرية تقدموا بخطابات اعتراض واستهجان إلى الجهات المعنية حول هدم معلمهم التراثي دون إذنهم أو إخبارهم، واصفاً إزالة حصن «الخربة» بمثابة موت أحد كبار القرية.
ويرى علي عياش أحد أهالي القرية أن هدم الحصن لم يكن مبرراً كونه لم يكن داخل حرم الخط، مشيراً إلى أن المتعارف علية أنه في الأماكن الضيقة والسكنية يكون حرم الخط 40 مترا، فيما يكون في الأماكن الواسعة 60 مترا، مؤكداً في الوقت نفسه أن المقاول اعترف بالخطأ الذي وقع فيه بهدم الحصن ووعد شفهياً بإعادة بنائه.
وطالب عياش بكل شدة باعادة بناء الحصن وبنفس الطريقة السابقة إضافة إلى كف اليد عن إزالة مثل تلك الآثار التراثية التي يتفاخر بها أهالي القرية.
من جهته يقول عبد الرحمن الخازم اختصاصي التسويق بجهاز تنمية السياحة بمنطقة الباحة، بأن إزالة الحصن جاء متناقضاً مع توجيه الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية جميع الأمانات والبلديات بضرورة التنسيق مع الأمانة العامة للهيئة العليا للسياحة قبل تنفيذ أو إزالة مباني التراث العمراني، كون الهيئة لم تبلغ من قبل الجهة المعنية، بل بُلغت من قبل الأهالي بعد ما تمت إزالته. وقال الخازم لـ«الشرق الأوسط» ان هيئة السياحة حريصة على مثل ذلك التراث العمراني، إذ تم إرسال أحد المختصين للوقوف على الموقع ليتسنى له رفع تقريره النهائي للأمانة، مشيراً إلى أن التقرير بين أن الحصن الذي هدم كان قريباً من حرم الخط، ولم تكن هناك بدائل وهذا الأمر لا يبرر هدم أي من المباني التراثية كون المنطقة تزخر بالمباني والقرى التراثية إذ تبلغ الحصون في منطقة الباحة أكثر من 200 حصن. وألمح الخازم إلى ضرورة التنسيق مع هيئة السياحة قبل إزالة أي تراث عمراني ليتسنى للهيئة التنسيق مع المجتمع المدني، مضيفاً ان منطقة الباحة تزخر بمواقع وقرى تراثية تعود إلى عقود من الزمان وحصون يعود تاريخها إلى 200 سنة.

نأمل أن تتظافر جهود أبناء المنطقة لمنع العبث من إزالة وهدم
لتاريخهم المتمثل في الحصون والقلاع التاريخية وكل أثر هام

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 11:27 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

نتابع نقل ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق
*****

2- معركة قريش الحسن

ارهصات المعركة : بعد الانتصار الكبير لمحاربي الدولة السعودية الأولى من أبناء الجنوب , والمتمثل في انتصار بخروش بن علاس و طامي بن شعيب على القوات العثمانية في سواحل بلدة القنفذة , بدأ محمد علي باشا حانقاً وغاضباً على شخص بخروش بن علاس وقبائله , ولذلك بدأ محمد علي باشا في التفكير جدياً للقضاء على بخروش وتأديب قبائله , خصوصاً وأن بخروش بدأ في تغيير خطط هجومه على القوات التركية , واستخدم في طريقة حربه الجديدة طرائق حرب العصابات , حيث كان يُغيرُ كثيراً على خط الإمدادات العثمانية , ويضرب الأهداف المتحركة والساكنة ذات الدفاعات المتماسكة و التحصينات القوية .

لذلك كله كان كثيراً ما يكتب محمد علي باشا لرؤساء جنوده بضرورة الانتهاء من بخروش بن علاس , وفي تلك المراسلات المكتوبة نَجِدُ محمد علي باشا يصف بخروش بعدّة أوصاف منها ( الكافر – الملعون – الشقي – المفسد – المحرش ) ... ولا أبالغ إذا قلت " ورب المتقدمين والمتأخرين " ما كان استخدام محمد علي باشا لتلك الأوصاف إلا دلالة واضحة على شدّة كربه وضيق نفسه من صمود البطل الثائر بخروش بن علاس .


الاستعداد للمعركة : من أجل الانتهاء من بخروش قام محمد علي باشا بتجهيز السلاح والعدّة الحربية اللازمة , إضافةً إلى توفير الكمية المناسبة من الغذاء والدواء والخيام , واستأجر لذلك عدداً كبيراً من الجمال والخيول , ووضع عشرين ألف مقاتل من الأتراك والمغاربة والمصريين تحت إمرة عابدين بك رجل الحرب الأول وضابط الرتب العليا في الجيش العثماني .

أما البطل الثائر بخروش بن علاس فقد كانت تجهيزاته على نحوٍ من البساطة لا يمكن تصديقه , فقد عمد الرجل إلى عقد ألوية قبيلة زهران , وجمع أعدادهم التي لا تتجاوز الثلاثة آلاف مقاتل في وادي قريش الحسن , وأظهر بخروش استعداداً صامداً للحصار والمقاومة فبدأ بتجهيز عدة الحصار الأولية من الماء والغذاء والسلاح , وعمل على تدريب مقاتليه على طريقة حرب الدفاع والهجوم .
وعندما تناما إلى الإمام عبدا لله بن سعود ( آخر حكام الدولة السعودية الأولى ) خبر استعدادات محمد علي باشا للقضاء على بخروش , أرسل أوامره إلى حلفائه في عسير بسرعة الوقوف مع بخروش لصد أخطار هذه الحملة الجائحة , فهب من عسير الثائر طامي بن شعيب مع أفراد قومه من العسيريين ورجال ألمع , وتوافد الأمير محمد بن دهمان الشهري بأفراد قومه من رجال الحجر , وشارك الشيخ شعلان أمير الفزع و شمران وبعض من قومه أيضاً لصد الزحف التركي ..

وهناك في وادي قريش الحسن بدأ بخروش في تنظيم الصفوف , فقام بتقسيم الجيش الجنوبي المشترك إلى ثلاثة فرق ..
الفرقة الأولى : ومهمتها القتال من داخل القلاع والحصون المنتشرة بوادي قريش الحسن , وذلك من أجل تكوين نقطة " حرب " لإقناع الجيش التركي بأن النصر لن يأتي سوى بالقضاء على أولئك المتحصنين , إضافةً إلى أن بخروش بن علاس كان يهدف أيضاً بتلك الفكرة إلى إشغال الجيش العثماني الكبير بمعارك جانبية , ومحاولة تقسيم صفوفهم إلى عدة أقسام .

الفرقة الثانية : وهي فرقة الهجوم , أو فكّ الكماشة , وتلك الفرقة تتخذ من أعالي جبال وادي قريش مقراً خفياً لتواجدها , حيث تعمل على مبدأ الخطة الحربية المعروفة بالهجوم السريع والمباغت على الخصم , ويبدأ عمل تلك الفرقة مع بدء معارك القوات العثمانية مع جنود الثورة الجنوبيين المتحصنين في القلاع والحصون .

الفرقة الثالثة : وهذه الفرقة هي الأقل عدداً والأكثر خطراً , حيث تعتمد على مبدأ الحرب القائل ( أقتل وأهرب ) ومهمة تلك الفرقة هي محاولة ضرب الإمدادات الخلفية للقوات العثمانية قبل وصولها إلى ساحة المعركة .


قلعة بخروش بن علاس ( التحصينات الدفاعية ) :

قلعةٌ تجاوز عُمرها الحالي مائتين وسبع سنوات (207س ) مبنيةٌ بالحجارة , وتتكون تلك القلعة الشامخة من أربع قلاعٍ دائرية ( شرق - غرب - شمال - جنوب ) ومن جوانب تلك القلاع يمتد سورٌ متين من الحجارة , وتشكل تلك القلعة الأثرية شكلاً شبيهاً بقصر المصمك في ضواحي الدرعية , غير أن البناء الحديث والمجاور لتلك القلعة ساهم بشكلٍ كبير في انهدام الجهة الشمالية , وساهم ذلك البناء الحديث (خصوصاً وأن فرع وزارة المحافظة على التراث بمنطقة الباحة يغط في نومٍ عميق) في ازالت القلعتين الدائريتين الموجودة في تلك الجهة .

والقلعة بتعبيرٍ شامل " قلعة حرب" على ابراجها آثار قذائف المدافع العثمانية , ويتوسطها بناءٌ عجيبٌ ومترابط للمنازل والخنادق بل وحتى الأبراج الصغيرة لتبادل اطلاق النيران , وفي تقديري الشخصي أن القلعة تتسع لأكثر من ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف مقاتل ( 3000- 4000 مقاتل ) , حيث ترى في أردان تلك القلعة أماكناً منظمة لكل شيء بدأ من طريقة قتال المدافعين وانتهاءً بأماكن حفظ الطعام والماشية .



القلعة الغربية من الجهة الجنوبية , وفي الصورة ارتفاعٌ نسبي لمكان بناء القلعة , حيث بُنيّت كما هي عادت أهل المنطقة في مكانٍ مرتفع يُسمى بالريع أو المقرى وتلك التقنية القديمة في البناء وسيلةٌ ناجحة للتقليل من آثار قذائف المدفعية .



القلعة الشرقية من الجهة الجنوبية , وفي الصورة كما نرى بعض الأبراج الصغيرة لتبادل اطلاق النيران , اضافةً إلى أن تلك القلعة الحربية المستديرة تستخدم كبرجٍ من أبراج المراقبة .



الحصون أو الأبراج الدائرية قليلةٌ جداً في منطقة الباحة , حيث البناء المربع هو الغالب في حصون المنطقة , أما هنا في قلعة الأمير بخروش فالحصون دائرية الشكل لتجنب آثار المدفعية , وكما يظهر في الصورة فالبرج المستدير أكبر طولاً , لولا أن عوامل الدهر كانت قاسيةً على قامته المنصوبة .



لمحةٌ عن الأجزاء الداخلية للقلعة , حيث الدقة في التنظيم والبناء , واذا نظرنا الى ذلك البيت المشيد " قريباً " باللون الأبيض في منتصف المنازل رأينا أعجوبةً حية على كمال البناء , وأعتقد بأن صاحب ذلك المنزل الكبير "بعض الشيء" كان ذا شأنٍ و رئاسة .




بعضٌ من ممرات القلعة , المسماه شعبياً بـ " المساريب " , ويظهر فيها مدى وسع باحات القلعة حيث بإمكان الزائر الأنتقال في خلالها من مكانٍ إلى آخر داخل أجزاء القلعة .



رغم تعاهد الأيام والسنين على تلك القوى الصامدة , إلا أنها ما زالت ذات شأن واهتمام لكل الناظرين .



معركة قريش الحسن : في شهر شوال من عام 1229هـ سارت العساكر الشيهانية العثمانية من مكة والطائف باتجاه بخروش , لتبدأ المعركة التي وصفها كثيرٌ من كُتاب التاريخ بالمعركة الكبيرة , حيث قامت القوات العثمانية في بداية الأمر بضرب حصارٍ شديد على القلاع والحصون , وقامت بتبادل إطلاق النيران الكثيفة مع الجنود المتحصنين , حتى غربت شمس ذلك النهار على ليلٍ طويل مرهق من القتال المتفرق بين الجنود المتحصنين والقوات العثمانية .
وفي الصباح الباكر لليوم الثاني كانت الفرقة التي اتخذت من أعالي الجبال مركزً خفياً لتواجدها , تنهال على رؤوس القوات العثمانية بنيران كـ "كيزان " برد الثريا , مما جعل القوات العثمانية تتحول من مركز الهجوم إلى مركز الدفاع , وذلك التراجع الدفاعي للقوات العثمانية كان سبيلاً مساعداً لخروج القوات الجنوبية المتحصنة داخل الحصون والقلاع , ولقد أدى ذلك الخروج للقوات الجنوبية إلى تكوين فك كماشة أخرى على صفوف الجيش العثماني .
وبعد ساعاتٍ من الالتحام الدموي في ساحة المعركة بدأ الخوف والتقهقر واضحاً على صفوف الجيش العثماني , الذي سقط منه في ساعات معدودة ما يقارب ألف جندي .. وفي تلك اللحظات الحرجة لم يجد عابدين بك بُداً من الانسحاب , غير أنه وقبل أن يُصدر عابدين بك أوامره بالانسحاب كانت الجيوش العثمانية تولي الأدبار هاربةً في هزيمةٍ وصفها كثيرٌ من كتاب تاريخ الدولة السعودية الأولى بأنها ( شنعـاء ) .
كتب صلاح الدين المختار قائلاً ( ولولا وفرة الخيل لدى القوات المعتدية " يقصد القوات العثمانية " لما سلم من رجالها أحد )
ورغم ذلك كله لم يقتنع رجل الحرب الأول بخروش بن علاس بهزيمة العثمانيين , بل بدأ بمطاردة فلولهم المهزومة , وقتل منهم خلقاً قبل أن تصل القوات العثمانية إلى أسوار مدينة الطائف , حيث قام بخروش بن علاس بضرب حصار شديد على أسوارها , وهناك أرسل بخروش بن علاس الزهراني رسالته التاريخية إلى محمد علي باشا والتي قال فيها ..
( إذا كانت هذه جنودك , فخيرٌ لك أن تعود إلى حرمك , والتمتعْ بمنظر مياه النيل , و إلا فأحضر رجالاً غيرهم ) .


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 11:36 PM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

نتابع ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق

*****

3- معركة ناصرة بلحارث



في أواخر شهر شوال من عام 1229هـ نما إلى سمع الأمير بخروش بن علاس تقدم فرقةٍ كبيرة من الجيش العثماني إلى ناصرة بلحارث , حيث قامت تلك الفرقة العثمانية ببناء الثكنات العسكرية , وجعلت من بلدة الناصرة ببلحارث حصنا منيعاً ومركزاً عسكرياً تستطيع من خلاله القوات العثمانية الهجوم على بلاد زهران وغامد و العسييريين في أي وقتٍ شاءت , بل والأهم من ذلك أن القوات العثمانية أصبح بمقدورها الانسحاب والرجوع إلى ذلك الحصن المنيع بدلاً من الانسحاب إلى بلدة الطائف البعيدة بعض الشيء .

عند ذلك أحس بخروش بن علاس بالخطر من وجود ذلك الحصن العسكري , فقام بجمع ألوية مقاتلي قبيلة زهران وغامد ونظّم صفوفهم الشعبية , استعداداً للرحيل بهم إلى بلدة الناصرة .

وهناك بالقرب من حصن الناصرة ببلحارث قام بخروش بتوزيع مقاتليه إلى عدّة فُرق , حيث كان الهدف من ذلك التوزيع المنظم القضاء على مكامن قوة الحامية التركية . خصوصاً وأن بخروش قد أدرك بحنكته الحربية المعروفة أن أفضل طريقةٍ للقتال هي طريقة الهجوم السريع والمباغت , بعد أن أخبر مقاتليه .. بأن حرب الاستنزاف وتبادل النيران لا تخدم وجودهم المكشوف خارج أسوار حصن الناصرة .


وفي ساعة الصفر المحددة تقدم بخروش بن علاس بمقاتليه في تنظيمٍ حربي دقيق إلى أسوار الحصن التركي , حيث انقسم جيش بخروش البسيط إلى عددٍ من الفرق المعدة مسبقاً , وذلك من أجل زيادة عنصر المباغتة , ومن أجل إحداث ثغرات كبيرة في خطوط الدفاع الأولى , وأيضاً لتسهيل عمل بعض الفرق الصغيرة التي كانت خطة عملها محددةً بمحاولة تجاوز الأسوار وجذب الأتراك إلى الانشغال بساحات الحصن الداخلية للقيام بعملية " تطهير الساحات من العنصر الدخيل " ..

كانت خطة بخروش بن علاس الحربية محكمةً لدرجة أن الحصن التركي سقط سريعاً في أيدي مقاتلي غامد و زهران , واستطاع بخروش بمن معه من المقاتلين القضاء على فلول الحامية العثمانية المختبئة داخل جنبات الحصن , بعد أن تم احراق وتهديم أجزاءٍ كبيرة من الحصن ..
وللتاريخ فهذه هي المرة الثالثة التي يتمكن فيها بخروش بن علاس الزهراني من هزيمة العثمانيين , خصوصاً وأنه تمكن أيضاً من الاستيلاء على جميع ممتلكات الحامية التركية من البنادق والذخائر والخيول بل وحتى البزّات العسكرية .


نستعرض قريباً

بخروش بن علاس يُهدي إلى القوات العثمانية فزع الموت

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2011, 11:43 PM   رقم المشاركة : 4

 

.

*****

نتابع نقل ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق
*****

بسم الله الرحمن الرحيم


بعد التوقف الطارىء نبدأ من جديد في إكمال شرح سيرة المجاهد الشيخ بخروش بن علاس الزهراني ..

4- فزع الموت


بعد الهجوم المباغت والسريع لبخروش بن علاس على الحامية التركية المتواجدة ببلدة ناصرة بلحارث , بدأ محمد علي باشا محبطاً وحانقاً على بخروش , خصوصاً وأن ذلك الثائر الجنوبي " وللمرة الثالثة " قد أدب القوات العثمانية وأذاقها ويلات الحروب في معارك لم تفصل بينها سوى بضعة أسابيعٍ قليلة .


لذلك كله تقدم عابدين بك بطلبٍ إلى محمد علي باشا يسأله فيه عن إمكانية السماح له بمهاجمة بخروش بن علاس وقبائله مرةً أخرى , وإذا كنتم تذكرون أيها القراء الكرام فـ " عابدين بك " هو القائد العثماني المنهزم في معركة الأطاولة , وهو بذلك الطلب الانتحاري يطلب رضا محمد علي باشا في المقام العام , إضافةً إلى أن الرجل يبحث عن الانتقام والثأر الشخصي لهزيمته السابقة ..

وأمام ذلك الطلب الكريم من عابدين بك لم يكن لمحمد علي باشا بُداً من الموافقة الفورية على الهجوم , بل أمر محمد علي باشا قائده عابدين بك أن يختار لجيشه أفضل الجنود العثمانيين , وأن لا يبخل على جيشه بأفضل أنواع الذخائر والخيول , وأن يعمل على وضع خطة حربية متقنة للقضاء على بخروش.

وأمام تلك التسهيلات الحربية فَضّلَ عابدين بك اختيار جند جيشه من فئة الجند الأرناؤوطية وهم كما أسلفت سابقاً يُعدون من أخطر فئات الجيش العثماني لقوة تسليحهم , ولخبرتهم الطويلة في حروب البلقان ومقدونيا .. إضافةً إلى أن هؤلاء الجنود الذين تم الاستعانة بهم هذه المرة يسمّون في عُرف مقاتلي أوربا بمقاتلي الجبال حيث هم الأفضل والأقوى بين محاربي أوربا .

وفي شهر ذو القعدة من عام 1229هـ سار عابدين بك بجيشه المكوّن من خمسة آلاف مقاتل أرناؤوطي إلى بلاد زهران , حيث استطاع الجيش الأرناؤوطي احتلال مناطقٍ صغيرة في الطرف الشمالي لقبيلة زهران , وقام عابدين بك بإحراق مسافة أربعين ميلاً من الأرض الخضراء , وذلك من أجل تكوين صحراء صناعية بين قواته وقوات بخروش بن علاس لمنع الهجمات اليومية ولإقناع مقاتلي زهران بأن لا فائدة من المقاومة .

لكن ما الذي حدث لبخروش بن علاس ؟

كان بخروش يعلم تمام الثقة بحنكته الحربية أن لا طاقة له ولا لمقاتليه في مقاومة الجيش العثماني وجهاً لوجه , وما ذلك إلا للفرق الشاسع بين تسليح الفريقين , فعمد إلى الخطة القائلة ( تظاهر بالهزيمة , وأقنع خصمك بالنصر ) .

وفي صبيحة يومٍ بارد من أيام شهر ذي القعدة كان الجند الأرناؤوطي يغط في نومٍ عميق , بينما بخروش ومقاتليه يجدّون السير ليلاً لمفاجئة القوات الأوربية في " قِرّة " الصباح الأولى .. حيث تسلل بخروش بن علاس ومقاتليه في خفاءٍ إلى وسط المعسكر العثماني , وفجأةً وقبل أن تطلق المزامير الحربية أصواتها المكلومة , بدأ بخروش ورفاقه في تدمير كل شيء .. يُخبر الكاتب جيرالد دو غوري عن تلك المفاجأة الدموية قائلاً ( هرب كل الجنود إلى خيولهم ) .. ( ولحق بهم بخروش لمدة يومين ) .. ثم أضاف قائلاً ( وهكذا فإن الأتراك قد أضاعوا كل خيامهم مرةً أخرى , وكل معداتهم الحربية الثقيلة , وحوائجهم الشخصية وتموينهم ) ثم أخبر عن عدد القتلى من الجند الأرناؤوطي العثماني فقال ( وقتل في هذه الواقعة ثمانمائة جندي تركي من المشاة وثمانيين فارساً ) .. أما عن عدد القتلى من صفوف قبيلة زهران فقال ( ستين من الوهابيين ) ..

ثم أخبر جيرالد دو غوري عن حالة الجيش العثماني بعد هروبه إلى مدينة الطائف قائلاً ( كان الجيش يرتجف من الخوف بين أسوار المدينة ) .

نستعرض قريباً ( بداية النهاية ) .

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-31-2011, 12:29 AM   رقم المشاركة : 5

 

.

*****

نتابع نقل ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق
*****

5 - بداية النهاية

بعد تلك الهزائم المفجعة لجنود محمد علي باشا والي دولة بني عثمان بمصر , بدأ محمد علي باشا بالتفكير جدياً في قيادة القوات العثمانية بنفسه لإنهاء تلك البطولات التاريخية للمجاهدين الشجعان من أبناء الجنوب , وللقضاء كُلياً ونهائياً على الدولة السعودية الأولى .

ولأجل ذلك كله وبعد الهزيمة النكراء التي حظي بها عابدين بك بدأ محمد علي باشا في حشد الدعم حينما استقدم الفرسان الليبيين البدو مع خيولهم وجمالهم المتدربة على أشد المصاعب , واشترى محمد علي باشا من قوافل حجيج الشام ثلاثة آلاف جمل , بالإضافة إلى أن حجيج محمد علي باشا القادم من مصر قد أحضر بصحبته ألفان وخمسمائة جمل بالإضافة إلى ألف فارس , واستطاع طوسون ابن محمد علي باشا شراء ألف جمل من قوافل حجيجٍ أخرى .

لم تكن تلك التجهيزات التي بدأ محمد علي باشا في جمعها هي الوحيدة , فهو الى جانب ذلك لديه آلاف الجمال والخيول وعشرات الآلاف من الجنود المنتشرين في المدينة و مكة وجدة والطائف بالإضافة إلى قبيلة عتيبة في الجنوب .

كان الإمام فيصل بن سعود على الجانب الآخر قد بدأ في تجهيز حُلفائه للمعركة الأهم , فأرسل إلى حلفاء الجنوب وعلى رأسهم طامي بن شعيب العسيري و بخروش بن علاس الزهراني ومحمد بن دهمان الشهري وأمير بيشة و قحطان فتوافد القوم للقاء في المنطقة المعروفة اليوم بـ "
غزايل
" على طريق الطائف في أول محرم عام 1230هـ .

وفي اليوم الموافق 27 محرم عام 1230هـ أمر محمد علي باشا كل جنوده وكل خيله وجماله التي جمعها , بالإضافة إلى جميع قواده في الطائف حسن باشا وعابدين بك ومحمود بك وأحمد بونابرت وطوبور أوغلو والشريف راجح بالتقدم إلى منطقة (
بسل
) بالقرب من الطائف .
وتحرك الإمام فيصل بن سعود على رأس خمسة وعشرين ألف مقاتل , وخمسة الآلاف جمل , وأمرّ على كل قبيلة من القبائل المشاركة شيخها وأميرها الذي تُدين له بالحكم .

وفي اليوم الأول من المعركة الشرسة بدأ القتال الدموي من جانب قوات الإمام فيصل بن سعود وذلك من أجل إضعاف الجانب العثماني , حيث تمكن الجيش السعودي من إرغام الجند العثماني على التراجع والتقهقر , وما هي إلا جولاتٌ قلائل حتى سيطر السعوديون على أرض المعركة , بعد أن تمكنوا من قتل عددٍ كبير من القوات التركية المصرية ( يُقدّر بخمسائة جندي عثماني ) .

وفي اليوم الثاني 28 محرم عام 1230هـ حضر محمد علي باشا بنفسه إلى ساحة المعركة , وأعاد ترتيب صفوف مقاتليه , و فكر طويلاً في خطة حربية محكمة لمحاولة استدراج القوات السعودية للنزول عن المرتفعات الجبلية , فقام بتوجيه أوامره إلى جنوده
بالانسحاب والتراجع
, ليس للهرب بل من أجل التمويه والخداع , وعندما رأى بخروش بن علاس انسحاب القوات العثمانية تقدم سريعاً بشجاعته المعروفة إلى سهل بسل تاركاً تحصينه الجبلي , وذلك من أجل إثخان الطعن والقتل في قوات محمد علي باشا . وما هي إلا سويعات من نهار حتى أمر محمد علي باشا جنوده بالتقدم , ونصب المدافع مرةً أخرى لضرب القوات السعودية التي كانت في مرمى نيران المدفعية خصوصاً وأنها في سهلٍ منبسط , وعمد محمد علي باشا إلى الضغط بكل ما أوتي من عتاد الحرب على قوات بخروش بن علاس الزهراني الذي قـُتل فرسه في ميدان المعركة , فخاطر بنفسه حتى تمكن من الوصول إلى أحد الجنود العثمانيين فقتله وأمتطى فرسه بعد أن تمكن من قتل ضابطين من ضباط جيش محمد علي باشا .
وهناك في وادي بسل ذاقت القوات السعودية مرارة الهزيمة على يد محمد علي باشا , وتفرقت جموعهم , بعد أن عَقَلَ مئات الأبطال الجنوبيين أقدامهم لمواجهة الجيش العثماني تحت رحمة المدافع وسنابك الخيول , أما المتبقين منهم فقد أخذوا كأسرى حرب , ليُمثل بهم محمد علي باشا عندما أعدم خمسين شجاعاً منهم بالخازوق على أبواب مكة وجدة احتفالاً بالنصر .


نقرأ قريباً ( نهاية بطل )

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-31-2011, 12:36 AM   رقم المشاركة : 6

 

.

*****


نتابع نقل ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق
*****

6 - نهاية بطل

بعد هزيمة القوات السعودية في معركة بسل , بدأ محمد علي باشا في تجهيز العدة للقضاء على فلول المقاومة الشعبية في جنوب الجزيرة العربية , حيث تمكن من الاستيلاء على بلدة تربة , وواصل الزحف إلى بلدة بيشه فأطاعه أهلها , ومنها إلى بلدة تباله وبقية البلدان الأخرى كـ "رنيه " وشهران و زهران وغامد وانتهاءً بعسير كآخر معقلٍ من معاقل مناصري الدولة السعودية الأولى .

في يوم التاسع من ربيع الثاني من عام 1230هـ , أرسل محمد علي باشا حملتين للقضاء على بخروش بن علاس , الأولى : كانت من بلدة رنيه , وهدفها مباغتة بخروش بن علاس وقومه من الشرق حيث الأرض المنبسطة , والحملة الثانية : بقيادة محو بك , وهدفها مباغتة بخروش وقومه عن طريق النزول من الجبال , وعمل ما يُسمى في العُرف العسكري بـ( كماشة الهجوم ) .

أما عن الجانب الآخر فقد قام بخروش بن علاس بتحصين مواقعه الدفاعية في قرية العدية بقريش الحسن من أجل ذلك اللقاء الأخير , و قام أيضاً بعمل بعض التشكيلات الدفاعية بين أبناء قومه الذين انقسموا إلى عددٍ من المجموعات , منها بعض المجموعات التي كان عملها تبادل إطلاق النيران من داخل الحصون والأبراج , والبعض الآخر كان عمله التسلل ليلاً في مجموعاتٍ صغيرة للقيام ببعض الغزوات الصغير عملاً بمبدأ الكر والفر .

كانت تلك المعركة الأخيرة شرسةً لدرجة أنها استمرت ست ليالي دون توقف , غير أن أمراً جديداً قد حصل في موازين القوى الحربية لقوات محو بك , فقد تمكن ذلك القائد من نصب المدافع الحربية على الجبال المطلة على قلعة بخروش , وتحت القصف المدفعي و انفجارات براميل البارود استطاع محو بك اقتحام القلعة , بعد أن دمر بعض أجزاءها الخارجية, وحينها تمكن العثمانيون من قتل عددٍ كبير من أبناء قبيلة زهران , واستطاعوا أسر عددٍ آخر لا يستهان به .


هنا نتوقف لنقول : أثناء تلك الحرب وبعدها حدثت خيانةٌ كبرى , تعددت فيها الأقوال والأهواء , ولكن يبقى السؤال التاريخي الغامض و المهم : كيف قُبض على بخروش بن علاس ؟ و ممن كانت الخيانة ... ؟

أيها القراء الكرام ..

لإجابة هذا السؤال التاريخي نطرح لكم الآراء والأقوال التي ذهب إليها أرباب التاريخ :

القول الأول : أنه وأثناء القصف المدفعي و انفجارات براميل البارود حدثت الخيانة الكبرى , عندما فضل عددٌ قليل من مقاتلي بخروش طلب النجاة وطلب الدنيا , فقاموا بالاتصال سراً بمحو بك طلباً للعفو والنجاة , فطلب منهم فتح أبواب القلعة والقبض على بخروش وتسليمه إليه .

ودليل ذلك القول هي الرسالة الشهيرة التي بعث بها محمد علي باشا إلى الوالي العثماني في اسطنبول
:

الرسالة بتاريخ 21 ربيع الثاني عام 1230هـ

( استمر زحفنا على ديار بخروش رئيس قبيلة زهران , وكان أميرهم في القلعة مع بضعة آلاف من رجاله , حيث بدوا وكأنهم حشرات , وحاصرنا القلعة لمدة أسبوع ثم قمنا ببعض التفجيرات . وعندما كنّا على وشك مهاجمته في قلعته جاء إلينا رجاله يطلبون السلم . فمنحناهم العفو والسلم على شرط أن يقبضوا على بخروش ويحضروه لنا ) .

القول الثاني : بعد طول الحصار , وبعد تمكن القوات العثمانية من اقتحام القلعة , استطاع بخروش بن علاس النجاة مع عددٍ قليل من مقاتليه , حيث تمكن بخروش من السير إلى أرض زهران الغربية , وقام بالتخفي عدة أيام متنقلاً بين قبائل شعف زهران , ومن هناك حاول بخروش بن علاس القيام بتجهيز قواته مرةً أخرى لمواصلة المقاومة والثورة .
غير أن محو بك وبعد دخوله القلعة تمكن من أسر عددٍ لا يستهان به من مقاتلي زهران , وخصوصاً من قوم بخروش بن علاس ( قبيلة قريش ) , حيث قام محو بك بإرسال أولئك الأسرى إلى محمد علي باشا في قاعدته ببلدة القوز " قوز بلعير " , وهناك من بلدة القوز أرسل محمد علي باشا رسالته المُتفق على صحتها شعبياً إلى بخروش بن علاس , وفيها يُخيّرهُ بين افتداء الأسرى من أبناء قومه وذلك بمبايعة محمد علي باشا , أو ترحيل أولئك الأسرى إلى الأستانة العثمانية بمصر .

وأمام تلك الخيارات الصعبة فضل المجاهد الشيخ بخروش بن علاس الزهراني افتداء الأسرى من أبناء قومه بمبايعة محمد علي باشا, حيث سار بخروش بن علاس بنفسه إلى قاعدة محمد علي باشا في بلدة القوز , غير أن طبع الخيانة والغدر لدى محمد علي باشا جعله ينكث بوعده عندما قرر القبض على بخروش بن علاس وإرساله بمرافقة الأسرى إلى مصر .


الرأي في القولين .. وهذا الرأي لا يتعدى كونه رأياً شخصياً للعبد الفقير إلى الله عبدالله الجابري , ولا ألزم به أحداً , ولا أتمنى الدفاع عنه بأي حال من الأحوال .

أرى القول الثاني أقرب إلى الحقيقة , فـ"محمد علي باشا" ذلك الرجل الألباني لا أستغرب منه الخيانة , فقد روت كثيرٌ من كُتب التاريخ خبر المعاهدة التي كانت بينه وبين الشريف غالب , تلك المعاهدة التي حلف على إمضائها محمد علي باشا على كتاب الله المقدس بين جنبات الحرم الشريف بمكة المكرمة وأمام حشدٍ غفير من معتمري البيت وزواره . لكنّ هو طبع الخيانة التي دفعت بمحمد علي باشا إلى نقض ذلك العهد قبل مضيء شهرٍ على بدءه , عندما أرسل ابنه طوسون إلى منزل الشريف غالب للقبض عليه غدراً , بعد منتصف الليل .

أما عن أمر تلك الرسالة التي بعث بها محمد علي باشا إلى السلطان العثماني , فيجب علينا ألا نؤمن بكل شيء , ويعجبني في هذا السياق قول أستاذ الوثائق التاريخية السيد أحمد مرسي عباس عندما قال ( هل الوثائق التي خلفها صُناع الأحداث التاريخية تعتبر أوثق المصادر للتاريخ , أم أن الكتابات التي حرروها معاصرو الأحداث التاريخية عمّا شاهدوه ولمسوه بل وأقول وعانوه أكثر صدقاً وأمانة من الوثائق التاريخية .. فمثلاً إذا كانت الوثائق تقول أن حاكماً من الحكام أصدر مرسوماً بتخفيض أعباء الضرائب عن رعيته , وسجل الكُتّاب المعاصرون خلاف ذلك – فهل يأخذ كاتب التاريخ وثيقة الحاكم أي المرسوم الذي أصدره بتخفيف الضرائب ويصدق أن الحاكم كان رحيماً برعيته – أم أنه يأخذ كتابة الشاهد الذي عانى بنفسه من تطبيق المرسوم ؟
لاشك أن كتابة الشاهد أكثر صدقاً من الوثيقة – وتعتبر الوثيقة هنا دلالة على خداع الحاكم للشعب
) انتهى .


جسدهُ في بلدة القنفذة , ورأسه يطاول القاهرة واسطنبول

بعد أن تمكن محمد علي باشا من القبض الفارس المجاهد بخروش بن علاس الزهراني , تمكن أيضاً من القبض على رفيق دربه البطل المجاهد طامي بن شعيب العسيري الذي هو الآخر عانى من سهام الغدر , عندما دفع به صِهرهُ إلى محمد علي باشا ..

كتب المؤلف التاريخي جيرالد دو غوري خبر أولئك الأبطال عندما قال
( نص حرفي ) :

(
وفي القنفذة مكث الباشا " يقصد محمد علي " عدة أيام , وقد وضع الأسيرين في خيمةٍ قريبةٍ من خيمته , وكان يتوجه إليه الباشا أحياناً بالحديث للمزاح والتسلية " يقصد البطل طامي بن شعيب " كما يتلهى النمر بفريسته قبل أن يلتقطه ويلتهمه . ولكن تصرفات طامي الوقورة قد بدّلت هذه الشخصية التركية المرعبة . وقد وعده محمد علي باشا أن يكتب إلى السلطان ما هو في مصلحته وسيطلب منه أن يخوله العيش في المنفى في روميليا .
وكان طامي ذو قوةٍ فطرية طبيعية , وكان قصير القامة ذا لحيةٍ طويلة بيضاء , وكانت نظراته ثاقبة , وكان في العموم متهكماً ولكنه مؤدباً تجاه الباشا التركي . بينما كان بخروش على عكسه تماماً فكان صامتاً عبوساً , وكان مقتنعاً أن محمد علي باشا لن يصفح عنه , وحتى أن الباشة لم يكن يرغب برؤيته أصلاً .
وفي أحد الليالي وقد وجد حراسه نائمين استطاع بخروش أن يلتقط خنجراً ويحاول فك قيوده , ثم هرب من المعسكر فلحقوا به فاستطاع قتل اثنين وجرح ثالث قبل أن يصلوا إليه والإمساك به , فسأله محمد علي في اليوم التالي بأي حقٍٍ قَتَلَ جنوده فأجابه بخروش : عندما أكون حُراً وبدون قيود فأنا أفعل ما أريد .
فقال له الباشا : وأنا سأفعل مثلك , مثلما أريد .
ولكي يدرب رجاله الأتراك ويُرضي رغبته بالثأر من بخروش جعله يجلس بين الجنود المحيطين به من كل جانب وأعطاهم تعليماته بجرح السجين بسيوفهم برقّة , وذلك حتى يُطيل فترة تعذيبه , وظلوا عاكفين عليه هكذا إلى أن هلك دون أن يشتكي . ثم قطع رأسه وأرسل بصحبة طامي إلى القاهرة ثم بعد ذلك إلى اسطنبول , و طامي وصل إلى اسطنبول فحزّت رقبته في الحال
) انتهى .

وقد كتب موريس تاميزيه في كتابه رحلةٌ في بلاد العرب قائلاً : وفي مصر طافوا بطامي على جملٍ بعد أن وضعوا رأسه إلى الخلف ومؤخرته إلى مقدمة الجمل , ورأس بخروش في كيسٍ يتدلى بجانبه ) .

انتهى بحمد الله شرح سيرة الأمير بخروش بن علاس الزهراني


بقلم / عبدالله بن موسى الزهراني 23/11/1427هـ


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-06-2011, 10:25 PM   رقم المشاركة : 7

 

احني هامتي وقامتي لمن بداء فتح الموضوع الابنة نزهة المشتاق ولمن اثري وجمع هذا التوثيق على صفحات الساحات تقبلو تحياتي وإعجابي بك ابنتي ولحارس الساحات ومثريها عبدا لرحيم 00
كما ان المؤرخ علي السلوك عافاه الله لم يغفل هذا التاريخ

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir