بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب اللواء .. وعزبة الناموس والكرم
الصورة الماثلة أمامكم تحت هذه الأسطر هي لكتاب ( مقرر دراسي للصف الثاني ثانوي عام 1392 _1393 ) تعود ملكيته الأصلية لأحد الإخوة أعضاء الساحات .. وهو محفوظ لدي كغيره من المقتنيات .. منذ قرابة أربعين عاما .. وما بين ملكية الكتاب .. وفترة تواجده لدي تبرز عدة تساؤلات مصاحبة لقصته .. لعل قصته وقضيته تنتهي لصالح كاتب هذه السطور أو للمالك الأصلي
( المصري والمؤلف .. لو طاحوا في يد أبو عبدالله فيما بعد .. مدري .. وش الخاتمة )
وطالما أن قصة الكتاب بدأت من عزبة كانت محطة للعديد من شباب الوادي .. لذا فقد استحسنت الإشارة لتلك المرحلة السكنية لأن عددا من الأعضاء تشرف بالمرور عليها .. لعلهم يتذكرونها.. ولعل أبنائهم أيضا وهم من كتاب الساحات يتعايشون بالرؤى والخيال مع ساكنيها :
ففي بداية عام 1393 أسس محدثكم مع الإخوين : احمد صالح شويل .. وحسن جمعان العفاس .. عزبة بالشهداء الجنوبية .. لإكمال دراستهما بمركز الدراسات التكميلية بالطائف .. وبالنسبة لي فقد كنت معلما بمدرسة نائية ونقلت داخل المدينة.. وشاءت الأقدار .. واسباب أخرى .. أن نلتقي ونعيش سويا بآمالنا وآلامنا عدة سنوات
ولقد آلت فيما بعد رئاسة العزبة المؤقرة إلى محدثكم بحكم أنني أكثرهم خدمة في هذا المجال وبدون انقطاع مدة أربع سنوات .. أما بقية الأعضاء فإن سجل خدماتهم كما يلي :
1- أحمد سعيد شويل ... ( سنتين )
2- حسن جمعان العفاس .. ( سنه دراسية )
3- صالح حمدان جميلة .. ( سنتين )
4- صالح أحمد العبائر ... ( سنة دراسية )
5- أحمد صالح جميلة ... ( سنة دراسية )
6- عبد الرحيم قسقس ... ( شهر واحد ) .... ( طالب بالمعهد . ومير إدارة غسيل المواعين بالعزبة ..فقط )
7- عبدالله صالح قسقس .. ( شهر واحد ) ... ( طالب بالمعهد . .ومساعد مدير ادارة غسيل المواعين )
8- سعد محمد دوبح ... ( شهر واحد )
وجود أولئك الزملاء لم يكن دفعة واحدة بل حسب الظروف في حدود ثلاثة أو أربعة .. ولهذا كنا محطة استقبال للعديد من المعارف .. والإخوة المتواجدون معي مشغولين بالمذاكرة بمركز الدراسات.. والدراسة كانت بالنسبة لهم في غاية الصعوبة والجدية.. وبالنسبة لي .. فيما بعد .. كنت مواصلا دراستي منتسبا بجامعة الملك عبد العزيز .. وأعمل أيضا بمدرسة ليلية .. ولم يكن لدينا متسع من الوقت للضيافة والاستقبال .. بالإضافة إلى قلة الرواتب وتعدد المسئوليات ..
في زحمة تلك الظروف .. وجدنا في غرفة خلفية بتلك العزبة حلا سريا للضيوف .. الغرفة أمام صالة مكشوفة و بجوارها دورة مياه على النظام العربي القديم ( ما يحتاج شرح ) وإذا جاء الضيف وقرر المبيت فإن مصيره المحتوم تلك الغرفة .. وما أن يفكر بالجلوس أو النوم إلا ويتعرض لأسراب من البعوض الطائفي المتواجد بكامل جاهزيته. للهجوم على ضحاياه .. وكأن البعوض يعرف نوايانا .. أما نحن فلم نتعرض لمسكن البعوض في دورة المياه بشئ من الأذى.. أولا : من باب الخبالة والكسل .. وثانيا : لوجود منفعة متبادلة ..ومصلحة عليا مشتركة .. عندها إما أن يواصل الضيف ليلته ( يتحكك ) أو يتعذر بأي عذر ويسري .. أما مسألة العودة فلن تتكرر .. ولن يتمدح أمام الغير بكرم الضيافة ..بل سيحاول مسح تلك الليلة من ذاكرته طيلة حياته
الأخ محمد عجير مر علينا يوما ما أو أيام ولم يحظ بالمبيت ( وإلا كان ليلته سوداء ) ومروره كان بسبب صلة قرابته بالأخ حسن بن جمعان .. وقتها كان متوجها ( إن لم تخني الذاكرة ) للتقديم بما يسمى آنذاك بكلية قوى الأمن الداخلي .. وتبن لى أن لديه مقررا دراسيا باللغة الإنجليزية وكنت محتاجا للكتاب .. ولعلمي مسبقا أنه يكتب على كل كلمة انجليزية معناها بالعربي .. وبذلك يوفر على مستخدم الكتاب عدم اللجوء للبحث في القاموس
أبو عبدالله بعد مروره بتلك العزبة يوما ما .. وبعد أن أنهى دراسته .. وطافت به الأيام والسنين ألى أن وصل بمشئة الله ورعايته إلى أعلى مستوى من المسئولية والخدمة الوطنية المخلصة .. تفرغ بعدها.. لأحبائه وأصدقائه ..وأخبرته قبل فترة بوجود كتاب لدي يخصه .. بعدها لمح مداعبا ( لاحظوا : جنرال ويداعب ) في إحدى مشاركاته بالساحات .. بعدم نسيانه للكتاب
لقد وصلني الكتاب من أبي عبدالله .. بكل أريحية .. وها أنذا أعترف بأنني استلمت الكتاب وبقيت محافظا عليه مدة ( 37 ) سنة .
هنا تبرز عدة أسئلة :
• هل الكتاب بعد سكوت أيي عبدالله .. وعدم السؤال عنه مدة طويلة.. يعتبر ملكا لي بحكم تقادم الزمن ؟
• قد يدخل الكتاب بعد هذه الفترة الطويلة إلى عالم التراث و يصبح ذا قيمة .. إذا كم تكون قيمة محافظتي عليه ؟
أكيد سنجد لدى محرقي العشاش.. و ( ريح الله .. يا ريح الله ) : الإجابة السديدة .. وكلمة الفصل .. وقول الحق .. بلا مواربة ولا مجاملة .. ولا أماني أو مناني .. بتليين الضروس
وسلامتكم