يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-2011, 07:00 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت !! ( 4 )


 






كنت أظن . .

أن الهموم والقضايا التي تحيط بالمسلم، ابتداءً بما يحمله من هموم آخرته،

وما فيها من أهوال وشدائد، ومروراً بهموم دنياه وما يواجهه فيها من فتن ومصاعب،

ووصولاً إلى هموم أمته،

وما نزل بها من نكبات ومصائب؛ كفيل بألا يجعل إلى قلب المسلم سبيلاً للترويح والمزاح!!

وبالتالي فحياة الملتزم غالباً ما يسيطر عليها الهم والحزن!!


ولكني اكتشفت . .

أن النبي وهو الذي نزل عليه الوحي بثقله،

وحمَّله أعظم الهموم وأجلها، متمثلة في تأدية أمانة تبليغ الرسالة التي كلفه الله بها،

ناهيك عن كونه قد رأي الجنة ونعيمها!!

والنار بأهوالها رأي العين!!

وهذا وحده كفيل بأن يذهب بعقل أي واحدٍ منَّا!!

غير أنه على الرغم من ذلك؛ كان يعلمنا كيف نتعامل مع بشريتنا بواقعية متميزة،

بل ونهانا عن توهم إمكانية العيش كملائكة،

وذلك من خلال عتابه للصحابي الجليل حنظلة الأسيدي
حينما اتهم نفسه بالنفاق؛

لمجرد أنه كان إذا انصرف من عند النبي داعب الأهل والأولاد!!

فعاتبه قائلاً :

(يا حنظلة ساعة وساعة) وكررها ثلاثاً!!

كما أنه كثيراً ما كان يداعب صحابته للترويح عن نفوسهم (البشرية)

حتى قالوا له فيما رواه الترمذي : يارسول الله إنك لتداعبنا!!

فقال : "إني لا أقول إلا حقاً"

فها هو يمازح بلالاً حين أراد أن يضحي بكبش،

فلم يجد إلا ديكاً، فسأل النبي هل يجزئ عنه، فقال له :

(أيضحي مؤذن بمؤذن)؟!

وهذه امرأة تسأله أن يعطيها بعيراً لتركبه فقال لها :

"أحملك على ولد الناقة" فتعجبت!!

ما تصنع بولد الناقة، قال لها : "وهل تلد الإبلَ إلا النوقُ؟! "

وسأل امرأة ذات مرة : أزوجك الذي في عينه بياض؟!

فقالت : عقرى أي (يا ويلي) فقال لها :

"وهل من عين إلا وفيها بياض"؟!

بل وتصفه حبيبته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن حاله

إذا خلا في بيته فقالت:

"كان ألين الناس وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما"

هذه الأمثلة وغيرها، تؤكد على إدراك النبي التام لطبيعة النفس البشرية،

وتعطي نماذج عملية، بل ومثالية في كيفية التعامل معها،

ففي النفس بواعث الفرح والحزن، والضحك والبكاء، والحب والبغض، والرضا والغضب،

والحماسة والخوف،

فكان من البديهي أن يتيح لها منهج الله الشامل الوافي نصيبها المقسوم

من التفاعل الطبيعي مع كل ذلك (كنفس بشرية)

ولكن في إطار توجيهات وسطية دونما إفراط أو تفريط،

وكل من يتوهم عكس ذلك فهو واهم، أو إن شئت فقل،

لم يبلغ وعيه القدر الكافي بشمولية هذا الدين!!


فقررت . .

أن أعيش بدين الله كما أراده الله لي (كنفس بشرية)

منسجماً بهذا التوازنٍ التام بين ما أملك من الصفات البشرية،

متفاعلاُ بمتطلباتها في حدود من الأطر الشرعية،

وبين ما أواجهه من الأحداث الدنيوية، متفاعلاً معها

بقلب المسلم (القدوة) الذي يرشد الناس (بأفعاله)

لا بمجرد أقواله فحسب إلى التصرف الصحيح في كل موقف،

وكذا بين ما أرجوه من التطلعات الأخروية،

بإخلاص القلب لله، وتحويل كل عمل دنيوي بالنية الصادقة إلى عبادة أخروية!!

فأخالط الناس مبتسماً ضحوكاً،

وأكون بحكمتي قريباً منهم، وفي كل مواقفي وأطروحاتي مؤثراً لا متأثراً،

وأتفاعل مع قضايا الأمة، ولكن دون إتاحة الفرصة للهموم لكي تهزمني،

وإنما أبعث بها مع أول تنهيدة عبر الأمال العريضة

إلى آفاق الوعد المحتوم بنصر الله تعالى لهذا الدين،

دونما تقاعس عن بذل كل ما في مقدوري من النصرة،

ولو بالدعاء بظهر الغيب لإخواني.

وهكذا لو تفاعل المسلم مع كل ما يعترضه

من أحدث من خلال هذا المنظور الواقعي للتفاعل الإيجابي بمنهج هذا الدين،

سواءً مع نفسه أو مع البيئة المحيطة به، فلن يعرف البؤس إلى حياته طريقاً!!

بل سوف يشعر بسعادة بالغة تغمر حياته،

هذا إلم يفاجأ يوماً من الأيام بأنه قد صار بحكمته وسعة صدره؛

مصدر السعادة للكثيرين من حوله!!

إن تصويب المسلم بصره نحو آخرته، وثبات أقدامه على طريق رضوان ربه،

وتذليل الصعاب أمام مسيرته بما كان من هدي نبيه،

لهو المنهج الشامل الذي يجعل المسلم يحترف كيف يتفاعل بهذا الدين،

روحاً وقلباً، جسداً ونفساً، مشاعراً وعقلاً، عزلة واختلاطاً،

فرحاً وحزناً، يسراً وعسراً، ليجعل من مسيرته كلها، أفضل رحلة إلى الله والدار الآخرة!!

تماماً كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم



الحلقة الأولى هنا

الحلقة الثانية هنا

الحلقة الثالثة هنا


...........
.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 08:54 PM   رقم المشاركة : 2

 

شكراً لك

وبارك الله فيك

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2011, 04:16 AM   رقم المشاركة : 3

 

درر ثمينه تفسح لنا في الحياة وتجل بشريتنا

وقدوتنا في ذلك سيد الأولين والآخرين

صلوات ربي وسلامه عليه

كل التقدير لك على كتابة هذه النماذج الرائعه بكل شواهدها

دمت بخير

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2011, 06:19 AM   رقم المشاركة : 4

 





أبو سامي

تَوَاجُدِك سَرَّنِي كَثِيْرا دَامَت لَك الْسَّعَادَة

وَدُمْت بِخَيْر وَمَن تُحِب

وُدِّي وَوُرُوُدِي



...........
.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2011, 06:20 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 





مشرف عام 3

تَوَاجُدِك سَرَّنِي كَثِيْرا دَامَت لَك الْسَّعَادَة

وَدُمْت بِخَيْر وَمَن تُحِب

وُدِّي وَوُرُوُدِي



...........
.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 07:35 PM   رقم المشاركة : 6

 

جزاكـ الله خيرا

متعه وفايده .. يعطيكـ العافيه اخي الفاضل

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011, 06:32 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 




عذبة الساحات

تَوَاجُدِك سَرَّنِي كَثِيْرا دَامَت لَك الْسَّعَادَة

وَدُمْت بِخَيْر وَمَن تُحِب





...........
.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-24-2011, 02:53 PM   رقم المشاركة : 8

 


عبدالعزيز بن شويل

نقلت وكتبت فأفدت

جزاك الله خيرا

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
قديم 12-27-2011, 06:34 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 





أبو أحمد

تَوَاجُدِك سَرَّنِي كَثِيْرا دَامَت لَك الْسَّعَادَة

وَدُمْت بِخَيْر وَمَن تُحِب

وُدِّي وَوُرُوُدِي




...........
.

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir