.
*****
مدخل :
سلام سلام يا جرة قدم ثلاب سلام .......... سلام لو كان جرّة ما تردين السلامي
قلت لأحدهم من القائل ؟؟
قال لي : القائل بحار من البادية .
و لكن :-
النجديون ينسبون الأبيات لشاعر قصيمي اسمه عبد العزيز بن ناصر أل الشيخ
و الحجازيون ينسبون الأبيبات لشاعر من جهينة اسمه مرزوق بن عساف الرفاعي
عليه سوف أقوم بعملية بحث بسيطة تعتمد على تحليل النص و الغوص في ثناياه المتراطمه
و ما سوف أقوم به بكل بساطة هو النظر لمفردات النص و ربطها بالمنطقة التي تتبع له
و من خلال التحليل سوف نشرح الابيات و ننظر في جمالياتها
.........................
أولا : الوزن :-
وزن هذه الابيات مشهور جدا في الحجاز و هم يسمونه بالمجرور
و في غير الحجاز , غير مشهور ,
و حتى من تكلم عن الأوزان قال عن هذا البحر ( طرق حجازي )
و توجد نصوص قديمه مثل قول أحدهم
واسيدي اللي ورا الطايف وعيا القلب ينساه
.......... ما ادري ذكرنا كما ما نذكره والاّ نسينا
و كذلك قول الأخر :
ونّيت ونّـة وانا بادي كرا وارتج نعمان
......... وارتج من ونتي كبكب وقصر العابدية
و كرا و نعمان و كبكب و قصر العابدية أمكان في الطايف و لا أعرف إلا كرا منها و هو الهدا .
و غيرها على نفس الطرق المعروف هناك .
إذن فإن الطرق حـجازي
و قد يقول قائل يمكن لجميع الشعراء أستخدام جميع الأوزان
و نقول له صدقت .
و لكن عندها :
ننظر إلى قصائد كل شاعر و مدى قدرة كل شاعر على التأليف بهذا الوزن
أ-مرزوق بن عساف الجهني :
هو بحار أكثر منه شاعر و تمتلأ قصائدة برائحة البحار و قد ذكر في قصائده الكثير من الأماكن الساحلية و الجزر البحرية مثل ( خيطان التي في الكويت) و بورت سودان و غيرها .
و برغم ندرة أن نجد بدوي يمتهن العمل في السفن ,
إلا أن ابن عساف شذ عن القاعدة و اشتهر كبحار , و قد كان هذا السندباد البدوي شاعر مجيد و يذكر أنه كان يجيد العزف على الربابة لذلك أتت قصائدة رقيقة بطعم الصحراء و قوية بتطلام الامواج و ربما بسبب كثرة أسفاره نظم قصائده بشكل محبوك و ذلك للتفرغ و الفراغ و المراجعة .
المهم
بالنظر الى القصائد التي تنسب لابن عساف
نجد أن المجرور أو الطرق الحجازي يكاد يكون مهيمنا على قصائده
في مثل قول ابن عساف :
هبّت علينا اليماني بأوّل الشاتي بنسناس ..... لا واسعيد الديار اللي هبايبها يماني
و هذه قصيدة رائعة و طويلة
و يقال أنه هنا يتوجد على زوجة الجيزانية التي تركها في جيزان .
و بالمناسبة كل ما كان جنوب مكة المكرمة يعتبر بشكل عام يماني و كل ما كان شمالها يتعبر شامي و لذلك نجد الركن اليماني في الكعبة المشرفة و هذه التسميات لا دخل لها بالتقسيمات السياسية الحالية الأنية و يكثر استخدام هذه الصيغة في الشعر فيقال يماني و شامي من باب الجماليات
المهم هنا الوزن
و كذلك قول ابن عساف :
يا ملّ قلب ن ليام ن قام ونّ و لا قعد ونّ ..... ظلّت عيوني تهل الدمع لام ن أذهبت روحي
و هي قصيدة من سبعة ابيات
و يلاحظ في الشطر الأول هنا كثرت الونات ففيه, حيث فيه ( تنوينين في قلب ن و ليام ن ) و فيه حرفا نون مشددتان في الونه الأولى و الثانية يصبح المجموع ( عدد ستــــة ونات ) و هذا دليل على تمكن الشاعر , و ننبه على كلمة ( ظلت ) التي سوف نجدها في النص قيد الدراسة .
فكيف يغفل الاعلام عن مثل هذا العلم ؟؟؟؟
و كذلك في قول ابن عساف :
لا واوجودي على سنبوك من كيفان أصرية.........
و اعتقد المقصود بكيفان خيطان ربما حدث تصحيف
و كذلك في قوله
أيقول من هو بدع زين اللحن حادي و مردود ..... من هاجس ن يوم جابه ما تمناهن مناوي
و كذلك في قول ابن عساف :
يا راكب اللي جديد العود و الشلمان هو دار ..... و معلّمه رايق ن عقله و ميزانه قرارا
و هي قصيدة في رائعة في وصف المراكب البحرية
المهم
إن الوزن الذي هو حديثنا في النص
يعتبر من اختصاص ابن عساف بلا منازع
و توجد قصائد أخرى على نفس الوزن و لكن للأختصار ذكرت مطلع كل قصيدةفي السابق
ب-عبد العزيز بن ناصر أل الشيخ :-
هو شاعر من شعراء القصيم أول ما قرأت عنه بعض الابيات المنسوبه له في أحدى الكتب و وجدت أن المؤلف لذلك الكتاب قد اختلف في نسبة الابيات لال الشيخ أو لغيره , و الكتاب بعيد عن يدي الأن . و لقد بحدثت له في النت فوجدت مقتطفات يقال أنها له , و قال عنها جامعها بأنها سامرية و هذا خطأ . و نسب القصيدة التي نتحدث عنها لأل الشيخ و منها تناقلتها المنتديات.
المهم وجدت له مقطوعة من خمسة أبيات فقط على نفس الوزن ( الطرق الحجازي ) و بكل أمانة هي مفعمة و متشبعة بطعم الحجاز
حيث كذلك نسبت للشاعر عبد العزيز أل الشيخ و هي الأتي
أحبّ من حبّ سيــــــدي و استغيض اللي يغيضه
............... و اللي نشدني بغيضه قلت ما عندي علوم
ما رأيكم أليس هذا البيت حجازي بامتياز ؟؟
و لو غض الطرف عن كل الكلمات التي وردت في الخمس أبيات
لا يمكننا تجاوز كلمة ( سيدي ) و هذه كلمة منتشره جدا في الشعر الحجازي و خصوصا في الكسرات .
عليه
يكون شاعرنا أل الشيخ لم ينجح في الطرق أو الوزن أو البحر
ثانيا : المفردات و الصيغ و الأماكن التي وردت في النص :-
حقيقة أننا إذا أمعنا النظر في النص نجد الأتي :
أ- المفردات :
( المولع : وهو العاشق و هذه يمكن تجاوزها لأنها مشهورة برغم حجازتها )
( بدع : أي ألف قصيدة و هي كلمة مشهورة في الحجاز و يقال بدع و رد و تسمى المحاورة ردية و مبادعة كذلك , و يمكن تجاوزها بتحفظ شديد لاحتمال الضرورة الشعرية )
( ظلّى : بمعنى أستمر لوقت معيّن و هي عادة تستخدم للاشارة لشيء في الماضي و هي منتشرة و الى وقتنا الحالي في بادية الحجاز و هي عربية فصحى و تنتشر بقرب الساحل الغربي )
(المحمل و دنداره : وسوف نتكلم عنها في شرح الابيات و هي منتشره في الشعر الحجازي )
ب- الصيغ :
من أشد من جعلني أجزم بحجازية النص هو قول الشاعر في أحد الأبيات هذه الجملة أو الصيغة حيث قال :
( هيا الدرب قدّام ) و ان تجاوزنا عن الدرب و قدام لا يمكننا أبدا أن نتجاوز عن المفردة (هيا) و هي عربية أصيلة فصحى و تستخدم عند البادية و الحاضرة في الحجاز و ان كان بعض البادية في الحجاز كذلك يستخدمون كلمة ( يلّا) و هي بنفس المعنى
و لكن لم اسمع قط في نجد أن استخدمت هذه المفردة ( هيا )
و لا شك أن ال الشيخ لا يستخدم كلمة ( هيّا) و بكل تأكيد أنه يستخدم ( يلا) و هي بنفس المعنى و على نفس الوزن.
فكيف يستخدم الشاعر مفردات من غير بيئته برغم وجود مفردات يفهمها جيدا و من بيئته ؟؟؟
ج- الأماكن :
لقد ورد في النص أماكن كلها حجازية لا خلاف فيها مما يدل دلالة قطعية على أن النص حجازي بامتياز .
و هي ( المدينة بندر الشام و جدة و مكة )
طبعا نحن لا نعلم اسباب قول القصيدة و كذلك لا نعلم أبدا أن ال الشيخ ذهب الى الحجاز أو عاش في الحجاز و توجد على محبوبة له هناك ؟؟
ثالثا : النص مع الشرح:-
قبل أن نخوض في غمار النص , أحب أن ألفت الأنتباها إلى أنني وجدت نصين فيهما اختلاف و ان كانا يتفقنا في الخطوط العريضه و سوف أعرض الاختلافات التي ربما كانت من عبث الرواة في الابيات المنسوبه لأل الشيخ .
1-( قال المولع بدع زين اللحن في مولـد العـام
................ ظلّى يغني بها ألعشر مـن شهـر الصيامـي )
و هذا مدخل رائع للقصيدة
و للاسف أن من نسب هذه المتفردة لأل الشيخ حذف البيت الأول
و السبب أن البيت ثاني عالمي و قوي و غير مسبوق و الراوي لا يفهم الشعر و لا يعلم أن البيت الثاني اذا كان البداية فسوف يوحي لنا بقصيدة مبتورة حيث أن الشاعر في هذه البداية القوية يوضح لنا مدة توجده و بكاءه على فرقا حبيبه و هي واضحة في البيت له 9 اشهر حيث أن الشاعر بدع اللحن في مولد العام أي شهر محرم و استمر(ظلي) بالغناء به لعشرة خلت من شهر الصيام .
و هنا أحب ألفت الانتباه كذلك الى مدى حساسية الشاعر للبعد الزماني الواضح هنا و البدع المكاني التي سوف يتضح من سلامه على جرة القدم الى مساكن محبوبته و حتى التلفلت للخف و الدرب قدام .
2- ( سـلام سـلام ياجـرة قـدم ثـلاب ســلام
.............. سلام لـو كـان جـره ماترديـن السلامـي )
و هذا هو بيت القصيد و فيه صنعة و حبكة و قوة غير مسبوقة و فيه خيال و تحريك و تصوير للفكر و ترى القارئ مضطرا لتخيل جرة القدم .
و هنا كذلك ملاحظة على الوزن حيث أن الشاعر شبع حرف السين و صار حرفين
أو بالمعنى الأصح مد حرف سين السلام فقال ســــــــــــلام و قد ذكرنا سابقا أن هذا الطرق يسمى بالمجرور لذلك عند غناءه يضطر المنشد لجر الربابة و اطالة حرف السين و ان كان جائز في أول البيت ( ما يعرف بالزحاف ) و لكن لا يجوز في العامية زحاف داخل البيت و لا يوجد لدينا ما يسمى ( بالعلل باستثناء الطرق الهلالي في أوله توجد عله بسيطة ) المهم أن الشاعر أطال و كرر الوقوف و السلام على جرة قدم ثلاب.
و في البيت كذلك ملاحظة أخرى على الرمز للمحبوبة باسم مذكر ( ثلاب) و فيه تفصيل حيث أنني وجدت من تساءل عن هذا السبب .
لماذا استخدام الرمز ثلاب ؟؟
و أقول :
1- أعتقد أن الشعراء المتأخرين استخدموا نفس الرمز ( ثلاب ) من باب التقليد بغض النظر عن معرفة السبب .
2- يكثر في شعر الحجازيين استخدام التورية أو دفن المعنى أو اخفاء اسم المـحبوبة و هذا شيء طبيعي حتى لا يلحق بها أذى و هو من الوفاء .
هذا الأسلوب قديم منذ الجاهلية و أول من استخدمه أبو الشعر أمرؤ القيس في أول أبيات معلقته قفا نبكي ,,, و إن كان أمرؤ القيس هو أول من وقف و استوقف و بكى و أبكى فهو كذلك أول من رمز للمحبوبة بصيغة المذكر حيث قال ( قفى نبكي من ذكر حبيب و منزل ... ) و هذا بيت متفرد نادر حيث أمر أمرؤ القيس من هم معه سواء راحلته أو رفاقه بالوقوف معه لدقيقة بكاء على تذكر الحبيبة بالنظر الى منازله الدارسه .
3- ينتشر في الكسرات هذا الاسلوب حيث يرمزون للمحبوبة بالمذكر في مثل قول أحدهم
يا جاني الورد يا جانيـــه ...... من خد ثلاب تجنوووونه
و قول أحدهم :
إللي ضناه الهوى من جــــــــد ...... يسري ورى زيد فاوطانه
و استخدم زيد اكثر من ثلاب و استخدام الرمز ( سيدي ) كثير جدا في شعر الحجازيين في مثل قولهم ( ازمام سيدي طاح في جمة البير ..... ) و غيرها ,,, و هذا ربما ما جعل البعض يظن ظن سيئ في الينبعاويين بسسب رمزهم للمحبوبة بصيغة المذكر .
4- لماذا استخدام الرمز ثلاب هنا على الأقل؟؟ ......
أعتقد أن السبب ربما كان حذف لاسم المحبوبة الأولى و ذكر اسم أباها يعني نفرض أن اسمها ( فلانة بنت ثلاب ) و اشتهرت بجمالها فقالوا ( بنت ثلاب ) و هكذا و عندما رحلت عن شاعرنا المولع قال ( يا جرة قدم ثلاب ) لأنها بكل تأكيد رحلت مع أباها ,,,, طبعا الشاعر هو رجل مسلم عربي و حبه حب عذري و لن أفرض أن الشاعر أثبت اسم زوجها من باب ( زوجة ثلاب ) و إن كان هذا ربما قد حدث و استمر الرمز و قلد الشاعر الأول المتأخرين و لا أعلم من هو أول من استخدم الرمز ثلاب و إن كان مشهور و منتشر قديما
5- ربما أن الشاعر في استخدامه لثلاب يريد أو يوحى لنا ببشاعة جمال محبوبته ( حلوه ذي يا نديمي بشاعة جمال المهم ) ربما أن الشاعر كان يحب أمرأة ليست ذات جمال باهر و ربما أن البعض قال له كيف تعشق تلك المرأة و هي تشبه ثلاب و ربما ثلاب هذا كان مكتمل الرجولة و يوحي الأسم على شيء من البشاعة و القوة و لكن برغم هذا عشقها صديقنا الشاعر و التي هي في شكلها تشبه الرجل الفارس البشع ثلاب
6- بكل تأكيد أن شاعرنا متيم حتى الثمالة حتى أنه يتغزل بجرة قدم محبوبته و هذا شيء غير مسبوق في الشعر العربي في جميع عصوره
ملاحظة أخيره :
في قوله ( لو كان جرة ) و الأصح لو كنْتِ جرة و ربما حصل تصحيف حيث أن الوزن لا يختل و الجرة مؤنث و الاصح استخدم التأنيث و إن كان هذا جائز في اللغة في حدود ضيقة لا أجيد الحديث عنها و لكن الشاعر تحدث عنها مرة أخرى بصيغة المؤنث في قوله ( تردين ) .
نعود لشرح الابيات : -
3-(سـلام يامحمـل ن أقبـل بـدنـداره وخـدام
....... تنداه غير السرايا عن سروق وعـن حرامـي )
و البيت في القصيدة المنسوبة لأل الشخ هكذا :
(ســلام يــا مـحـمـل اقـبــل بـبـنـداره خـــدام
.. تفداه نمر السرايـا مـن سـروق ومـن حرامـي)
طبعا هنا عبث الرواة
و بنداره يعني ملاك المحمل من التجار , و الخدام معروفه.
و المحمل هي القافلة التي كانت أول ما حدثت في زمن شجرة الدر كأول من صنع المحمل و كان يحمل على أحسن ناقة و أجود ناقة كسوة الكعبه و أنتهى المحمل في بداية حكم جمال عبد الناصر بعد ان قامت الدولة السعودية بصنع الكسوة و من ثم تطور المصطلح و اصبح يوصف كل قافلة ذاهبة للحج و المحمل كانت قافلة شديدة الحراسة و فيها كثير من البشر و لها منظر مهيب و تطوف في شوارع القاهرة قبل الذهاب للحجاز أو تطوف في شوارع دمشق إذا كانت من دمشق و المحمل فيه كثير من الخيرات و الذهب و الدعود و الطيب بالاضافة للبشر.
و الشاعر هنا يشبه جرة قدم محبوبته بالمحمل المهيب .
و الخلل كذلك في استخدم الحرف ( من ) و الأصح ( عن )
و النص المنسوب لال الشيخ استخدم (من) .
و لو قرأنا البيت لالتبس على المستمع و ظن أن المحمل ذاك فيه كل سروق و حرامي.
و لكن الحرف ( عن) لا يحتوي على أي لبس بأن السرايا و هم الجنود المدججين بالاسلح على ظهور الخيل تحمي هذا المحمل .
و كذلك كلمة ( نمر ) في النص المنسوب لأل الشيخ و النص المنسوب لابن عساف تنداه و لا اعرف لها معنى و قال ( غير ) و ربما الأصح (جرد السرايا ) و ربما قال ابن عساف (تنداه غير السريا) بمعنى( لا تحميه الا السرايا ) .
على العموم الأفضل عندي البيت الذي ليس فيه ( من )
هو الأول .
4- ( يــا مــل عـيـن تـلـد خـلافـهـا والـــدرب قـــدام
........... ان كان تمت على ذا الحال يا ما اطول سقامي )
في هذا البيت تناقض فريد حيث أن الشاعر يخرج من التوجد على رحيل محبوبته و ربما أنه أراد اللحاق بها و لكن هناك شيء ما يرغمه على النظر للخلف و يقال أن هذا البيت قال ابن عساف و يذكره فيه زوجته السابقة التي تركها في جيزان
5- ( يامل قلب ن على الطيـّب يحـنّ ويـرزم إرزام
.............. إرزام خلج ن طلوع سهيل يوم القيـض حامـي )
و في الابيات المنسوبه لأل الشيخ هذا البيت
( ويامـل قلـب ن مـن الفـرقـى يـحـن ويــرزم ارزام
.............ارزام خلـج طـلـوع سهـيـل يــوم القـيـظ حــامي )
و الفرق كما هو واضح في البيت كلمة ( الطيّب و الفرقا ) و أعتقد أن الأصل كلمة ( الطيّب ) و لكن الراوي الذي نسب الابيات لال الشيخ أخطأ في قراءة كلمة الطيب و ظن أنها الطيب من غير تشديد فظن أن البيت مكسور فغير الكلمة للفرقى .
و حقيقة أن كلمة الفرقى أجمل و أبلغ و لكن الأفضل أن نلتزم بالأصل و الأقدم .
بالنسبة لكلمة خلج فهي جمع خلوج و الخلوج معروفة و هي الناقة التي فقدت حوارها فضلت تحن و تبكي عليه و الشاعر هنا يشبه همومه و حزنه الموجود في قلبه بجموعة من الخلج التي تحن و ترزم على بكاء فقدها لابناءها ...
ملاحظة بخصوص النجم سهيل ... هنا اجاد الشاعر في استخدام الرمز سهيل و اسهيل معروف أنه يظهر في عز الصيف و شدته و من بعد طلوع اسهيل يبرد الليل و هو من نجوم الصيف ...
فلماذا استخدم اسهيل ... من المعلوم أن موسم الولادة لدى الابل يكون في بداية ظهور اسهيل و التكاثر في نهاية طلوع اسهيل و من المعلوم أن الابل تحمل 12 شهر ... عنده هنا يظهر أن هذه الخلج قد فقدت حيرانه بداية موسم الولادة و عنده يكون الحنين للناقة من اشد الحنين على صغارها و هذا ملاحظ و معلوم ... فلو فقدت الناقة أحد ابناءها بعد سنة أو أكثر فإنها لا تحن عليه حنينها اذا ما فقدته في أول ولادته
6- ( يسقيك يا الديرة اللي مابعـد جيتـك مـن العـام
......... والـيـوم مــرت بــي الـغـربـة وبـــا ردّ الـســلامي )
واضح
7- ( قلت اقهـر الزمـل اوادع قـال هيـا الـدرب قـدام
......... الله لا يـرحــم الـجـمــال مــدهــون الــرســامي )
هنا نذكر بالجملة ( هيا الدرب قدام ) و قد سبق التنبيه عليها
و المقصود هنا أن الشاعر عزم على الرحيل ربما لأنه كره المقام في مكان بعد فراق أحبابه و ربما أن أراد اللحاق بهم
8- ( ان مت ياهلي تراني عند ابوخمسة عشرعام
........أركــى عـلـى الكـبـد حـــد ماتـوقـيـه الـعـظـامي )
زيادة و حشو من الرواة و هذا لوجود بيت أخر يناقض هذا البيت و كذلك لأن الشاعر أثبت في بداية القصيدة رحيل محبوبته عنه و هنا يعود و يذكر الموت عندها ... و هذا البيت من الابيات المنسوبه لال الشيخ .
9- ( يامن سميه يجي بيـن الليالـي وبيـن الأيـام
............ إقفاية الليل وإقبـال النهـار مـن الأسامـي )
و هذا لغز الاسم و يظهر ان اسمها من البيت ( فجر أو شروق و هذه اسماء جديدة لذلك نستبعدها ) أو ربما الاسم ( اصبيحة أو أنوير أو نور ) و لكن في الشطر الثاني يتضح أن اسم محبوبته ( نورة ) و هو اسم مشهور و منتشر بكثرة و السبب أن الشاعر استبعد الليل تماما في الشطر الثاني و اثبت النهار من الاسامي و هو ( نورة )
10-( والأسم الآخريذكـر فالمدينـة بنـدر الشـام
.......... شُربه من الماء قراح ولانزل فأرض المضامي )
و البيت في القصيدة المنسوبة لال الشيخ هكذا
( والاسـم الاخــر يـذكـر بالمديـنـة بـنـدر الـشـام
............ مـا بيـن جـدة ومكـة مـا يجـي درب المظامـي )
و حقيقة أن الشطر الثاني هنا من عبث الراوي الذي نسب البيت لال الشيخ و الشطر الثاني ليس له أي معنى و لا معنى لعدم وجود الضماء بين مكة و جدة و هذا يثبت عبث الرواة
و نعود للبيت الأصلي
و في احتمالات كثيرة و هل كان يقصد الشاعر اسم أبو محبوبته أو اسم قبيلة محبوبته ؟؟؟؟؟ و ان كنت أعتقد أن الشاعر يذكر اسم الأب ,,,, و الشطر الثاني يفيد بأن اسم الأب ( مطر ) و هو الشربة القراح و لا نزل يعني المطر ما ينزل في ارض قاحلة و هذا صحيح و التأكيد على كلمة ( نزل )
لذلك أسم الأب ( مطر )
و بالنسبة للشطر الأول يذكر بالمدينة بندر الشام .... يعني أن اباه مقيم بالمدينة .
عليه يكون اسم محبوبته ان صح التحليل
( نورة بنت مطر ) أو بنت ماطر أو بنت غيث
أو أي اسم بنفس المعنى
و الله أعلم
الخاتمة
11- ( أبكي نهاريـن وادلـه " ثم " أبكـي عشـرة أيـام
.............. وابكي على خاتمي زين الحواجـز واللثامـي )
أضفة الحرف ( ثم ) في الشطر الأول لاستقامة الوزن
و هنا يعود الشاعر للبكاء
12- ( يازين ياليت لامانا ولاماكـم عشـرة أعـوام
................ نأخـذ ميـة عـام ياثـلاب لاماكـم ولامـي )
و عند المنسوبه لال الشيخ هذا البيت
( يــا لـيـت وايــاك يـاثـلاب لامــا لــو مـيـة عـــام
............. لـو كـان بالقبـر عظمـانـك تــلا يمـهـا عظـامـي)
و البيت المنسوب لال الشيخ فيه اختصار لبيت رقم 12 مع البيت الاخير و السبب أن الرواي ظن وجود كسر في البيت الاصل و اختصرها
و حتى نعدل البيت يصبح هكذا
( يا زين يا ليت لامانا و لا ماك " اعْشرة عام "
.................. ناخذ مية عام يا ثلاب لا ماكم و لا مي )
و معنى لاما هو اللقاء و الالتقاء
و حقيقة أن البيت فيه شيء غريب لذلك ربما من نسب القصيدة لال الشيخ لم يفهم المقصود فحذه و غيره و بدله
و السبب أن الشطر الأول يذكر الشاعر و يقول يا ليت يا زين ( يقصد ثلاب ) يكون لقاءنا دائما لمدة عشرة أعوام ؟؟؟؟؟ و هنا يظهر أن الشاعر استقل العدد عشرة من السنين فاستدرك و قال ( و الشعر كالكلام فيه تقدير ) فقال في الشطر الثاني لا بل يا ليتنا نأخذ مية عام في لقاء مستمر من لقاءك و لقاءي الدائم
13- ( واذا جاء القضاء ندفن سوا في صـف نلتـام
..................... حتى عظامك مـع البيـدا تلاقيهـا عظامـي )
و هنا كذلك يستمر الشاعر في الاستدراك و يرى كذلك قلة العدد 100 من السنين
فيقول لا بل نريد أن نستمر في اللقاء حتى بعد قضاء أجالنا و ندفن سوى و ذلك حتى في الثرى تلتقي عظامي و عظامك
و الشطر الأول غير موزون و الظاهر سقوط كلمة في أول الشطر مثل المفردة ( حتى ) أو بنفس المعنى و أن كنت أرى أنها ( حتى ) سقطت من الرواة هنا و ذلك للغة الشاعر و اجادته لتكرير المفردات و نجد ( حتى ) في الشطر الثاني
و عليه أن يكون البيت هكذا
( حتى إذا جا القضا ندفن سوا في صف نلْتام
.................. حتى عظامك مع البيدا تلاقيها عظامي )
و هذا يعتبر نهاية رائعة لقصيدة رائعة
و ختام الابيات مهم جدا كأهمية البدايات
.......................
رابعا : الخاتمة :-
بعد أثبات أن القصيدة حجازية
عليه يكون قد
قال الشاعر مرزوق بن عساف الرفاعي الجهني :
قال المولع بدع زين اللحن في مولـد العـام
................ ظلّى يغني بها ألعشر مـن شهـر الصيامـي
سـلام سـلام ياجـرة قـدم ثـلاب ســلام
.............. سلام لـو كـان جـره ماترديـن السلامـي
سـلام يامحمـل ن أقبـل ببنداره وخـدّام
.......... تنداه غير السرايا عن سروق وعـن حرامـي
يــا مــل عـيـن تـلـد خـلافـهـا والـــدرب قـــدام
........... ان كان تمت على ذا الحال يا ما اطول سقامي
يامل قلب ن على الطيـّب يحـنّ ويـرزم إرزام
............ إرزام خلج ن طلوع سهيل يوم القيـض حامـي
يسقيك يا الديرة اللي مابعـد جيتـك مـن العـام
........... والـيـوم مــرت بــي الـغـربـة وبـــا ردّ الـســلامي
قلت اقهـر الزمـل اوادع قـال هيـا الـدرب قـدام
............. الله لا يـرحــم الـجـمــال مــدهــون الــرســامي
يامن سميه يجي بيـن الليالـي وبيـن الأيـام
............ إقفاية الليل وإقبـال النهـار مـن الأسامـي
والأسم الآخريذكـر فالمدينـة بنـدر الشـام
.......... شُربه من الماء قراح ولانزل فأرض المضامي
أبكي نهاريـن وادلـه " ثم " أبكـي عشـرة أيـام
................ وابكي على خاتمي زين الحواجـز واللثامـي
يا زين يا ليت لامانا و لا ماك " اعْشرة عام "
.................... ناخذ مية عام يا ثلاب لا ماكم و لا مي
حتى إذا جا القضا ندفن سوا في صف نلْتام
.................. حتى عظامك مع البيدا تلاقيها عظامي
.........................
و الحمد لله رب العالمين
و صلى الله و سلم على خاتم الانبياء و المرسلين
و هذا ما كان قد كتبه و ألّفه
أبو فواز الحربي
غفر الله له و لوالديه
*****